انطلاق المفاوضات الأفروأوسطية بالخرطوم (الخميس) المقبل بمشاركة (14) حركة مسلحة
"الدرديري": حركة عبد الواحد تتخذ من أفريقيا الوسطى قاعدة خلفية
الخرطوم-ميعاد مبارك
أعلنت وزارة الخارجية عن استضافة الخرطوم للمفاوضات بين الحكومة والحركات الأفروأوسطية (الخميس) المقبل في مباني الأكاديمية الأمنية بـ(سوبا) بمشاركة عدد من وزراء الخارجية الأفارقة والاتحاد الأفريقي.
وقال وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد” في مؤتمر صحفي أمس بمباني وزارة الخارجية ، إن ذلك يأتي في إطار جهود الخرطوم لتنشيط مبادرة الاتحاد الأفريقي لجمع الأطراف الأفروأوسطية.
وأوضح “الدرديري” أن (14) حركة مسلحة ستشارك في هذه المفاوضات مع حكومة بانغي، وأن الخرطوم ستتكفل بتكاليف الاستضافة فقط لأمد محدد، بينما ستتكفل جهات أخرى ببقية التكاليف، وأضاف (لا يستعصي على السودان استضافة مئة شخص لأسبوعين أو ثلاثة).
وأبان الوزير، أن أجندة المفاوضات ستتمثل في قضية الحكم اللامركزي والعفو العام عن الحركات ،فضلاً عن إعادة الدمج والتسريح والتمثيل والسلطة بالإضافة إلى كيفية إنفاذ ما سبق.
وعدد الوزير أسباب المبادرة السودانية قائلاً: (أفريقيا الوسطى دولة مجاورة تجمعنا بها حدود مشتركة تتشارك فيها أكثر من عشر قبائل وإن حالة عدم الاستقرار في أفريقيا الوسطى كان لها انعكاساتها السلبية على السودان بشكل كبير)،وأضاف (تصدر لنا دوماً ما لا نرغب فيه من أسلحة خفيفة وثقيلة وحركات مسلحة على مدى طويل).
وأكد “الدرديري” أن الحركات المسلحة السودانية تتخذ من أفريقيا الوسطى قاعدة خلفية، وتعمل تحت مظلة منظمات (السلكة)،خاصة الحركات المرتبطة بـ”عبد الواحد محمد نور”، مشيراً إلى أعمالها الإرهابية في دارفور وجبل مرة تحديداً.
وزاد الوزير: (حالة الانفلات الأمني في أفريقيا الوسطى ساعدت في انتشار عدد من الجرائم المنظمة العابرة للحدود مثل الاتجار بالمخدرات) .
وقال “الدرديري” ، إن المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي يدعمان مبادرة الخرطوم، وإن كافة الفصائل الأفروأوسطية مجمعة على أن الخرطوم هي الأنسب حالياً لاستضافة هذه الجولة وإنجاح المفاوضات،مشيراً إلى أن وزير الدولة بالخارجية السابق السفير “عطا المنان بخيت” سيترأس الوسطاء السودانيين، وسيعمل جنباً إلى جنب مع الوسطاء القادمين من الاتحاد الأفريقي “إسماعيل شرقي”، ونائب أمين العام للأمم المتحدة “جان بيير”، فضلاً عن دول أفريقية أخرى.
وأكد الوزير، أن روسيا ستشارك في المفاوضات، مشيراً إلى أنها واحدة من الدول الفاعلة في أفريقيا الوسطى، ومثلها مثل أي دولة في مجلس الأمن لديها مسؤوليات تجاه السلام الدولي.
وأقر دكتور “الدرديري” بأن المفاوضات الأفروأوسطية تحدٍ وأنها تلقي بأعباء كبيرة على السودان ،واستدرك قائلاً: (نحن قبلنا التحدي ورغم أننا لا نتحرك في إطارنا المألوف، لكن لا بد أن نتحرك أحياناً كثيراً في ساحات نحن أقل دراية بها).
وأكد الوزير أن ترتيب الشأن الداخلي للبلاد لن يتم بمعزل عن الشأن الإقليمي والدولي .