شهادتي لله

حكومة “معتز” .. أفكار كارثية !

غريب هذا الحديث الذي يصر السيد رئيس الوزراء “معتز موسى” على ترديده من حين لآخر ، خلال الآونة الأخيرة ، ومفاده أن حكومته متجهة لرفع الدعم عن الخبز ، وتخصيص الدعم للفقراء ، باعتماد استهلاك الكهرباء مؤشراً في تحديد الشريحة الأضعف في المجتمع، التي تستحق الدعم وفق رؤية “معتز” ومستشاريه !!
في رأيي .. لو استمر الأخ “معتز” في طرح هذه الأفكار الجافة ، ووافقته قيادة الدولة على تطبيقها ، فإن موجة احتجاجات أعتى وأقسى من الحالية ستعصف بالبلاد ، وليس بالنظام وحده .
هل هذا وقت مناسب ليقول السيد رئيس الوزراء ما قاله ؟ وهل هي بشارة مناسبة ليبشّر بها أعضاء المؤتمر الوطني بمؤتمر الأساس لحي “المنشية” ؟!
أنا أعلم أن الدولة تدفع مبالغ فوق طاقتها وإمكانياتها يومياً في دعم الخبز والجازولين ، ولكني أعلم أيضاً أن متوسط طن القمح الرخيص الذي يصل إلى السودان عبر اتفاقيات طويلة لا يتجاوز سعره (200) دولار ، حدثني بذلك رجل أعمال يعمل في سوق الدقيق .
وهذا يعني أن طن القمح قيمته بالجنيه السوداني حوالي (9500) جنيه ، تسعة آلاف وخمسمائة جنيه ، بسعر آلية السوق (47.5) للدولار . وطن القمح ينتج نحو (2) طن دقيق ، غير إنتاج الردة .
وبالتالي ، ليس ذنب المواطن أن الحكومة لا تفهم .. أو تفهم ولكنها مكبّلة بقيود (لوبي الدقيق) الذي يضم نافذين تابعين للدولة في مطاحن (سين) ومطاحن أخرى يملكها موالون للدولة وحزبها الحاكم ، دعك من مطاحن (سيقا) و(ويتا) التي يملكها مستثمرون وطنيون استفادوا سنين عدداً من امتيازات الحكومة ، لكنهم غير موالين لها سياسياً ، وهذا حقهم ولا شأن لنا بانتماءاتهم ، لنا شأن بأن يتعاونوا جميعاً مع شعبهم في توفير خبز رخيص ، لا ترهق فاتورة دعمه الحكومة ، فتتراجع عنه ، ليثور عليها الشعب ويطيح بها ، إن لم يكن هذه المرة ، ففي مرةٍ قادمة فور أن يشرع “معتز موسى” في إجراءاته الكارثية المؤجلة .
علينا أن نطيح بالسيد “معتز موسى” وحكومته عاجلاً غير آجلٍ ، قبل أن يكون سبباً وجيهاً في الإطاحة بكل النظام .. بل بكل الدولة .
من يظن غير ذلك ، ويعاكس منطق الواقع ، ويظل يرفض مؤشرات الرأي العام ، حتى لا يُقال أن الدولة تستجيب للضغط ، عليه أن يتحمل النتائج الصادمة .. وفي مشاهد الأسابيع الأربعة الماضية عبرةٌ ودرسٌ قاسٍ لكل صاحب بصيرة .
فقد اندلعت الاحتجاجات أول مرة في “الدمازين” ثم “عطبرة” ، والسبب رفع قيمة الرغيفة إلى جنيهين وثلاثة ، ثم تحولت إلى احتجاجات سياسية في الخرطوم، فوجدت بيئة مناسبة من تذمر الشارع من استمرار أزمة الخبز والنقود والوقود .
لا تسيروا عكس الشارع . لابد من استمرار الدعم خصماً على ميزانيات القطاع السيادي والدفاع والأمن .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية