أخبار

“نيتنياهو” في السودان!!

رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنجامين نيتنياه”و يحط رحاله اليوم في العاصمة التشادية أنجمينا في زيارة معلنة منذ شهر رداً على زيارة الرئيس التشادي “إدريس دبي”، وتشاد الدولة الأقرب للسودان من حبل الوريد.. كانت قبل أقل من مائة عام تسمى (السودان الغربي) ومائة عام فترة قصيرة جداً في عمر الشعوب والأمم ، وترتبط تشاد بالسودان ثقافياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً، ونصف سكان السودان لهم جذور في مصر وإريتريا وإثيوبيا وهناك من يعتقدون بأن نسبهم على وصل رحمي بإشراف مكة وجدهم الشريف الكبير (الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه).. والمرء لا يجادل في نسبه وحسبه، والقبائل المشتركة بين السودان وتشاد تشمل الزغاوة والرزيقات والبني هلبة وخزام وأولاد حميد والمسيرية والبرقو الصليحاب والمساليت والأرنقا والحوازمة ومجموعات سكانية أخرى، عطفاً على الجغرافيا والمصالح المشتركة والدين الإسلامي، ونصف المسلمين في تشاد سنة طريقتهم (تجانية) وربع المسلمين في السودان (تجانية) .. وتتشابه الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السياسية بين الدولتين.. والمعارضة في تشاد تعتبر “إدريس دبي” يمثل رمزية المسلمين العرب.. وتخوض الأقليات المسيحية في الجنوب. معركة لإزاحة الرجل الذي يحظى بثقة غالب التشاديين.. وعندما تقطع دولة تشاد المسافة من ضفة المقاطعة العربية والإسلامية لدولة إسرائيل وتقف إلى جانب الدول المتماهية مع معسكر التطبيع، الذي يمر بحالات مد وجزر ، وتبحث تشاد كدولة عن مصالح لها في إسرائيل، فإن أحداً لا يستطيع (توجيه اللوم) لدولة عربية ثقافة.. وإسلامية اعتقاداً راسخاً ولكنها أفريقية فرانكفونية .. لن تدعي حرصاً على العروبة والقضية الفلسطينية أكثر من الأردن ومصر وقطر والبحرين والمملكة المغربية وسلطنة عمان.. وعندما يرفرف العلم الإسرائيلي قريباً جداً في قلب العاصمة التشادية أنجمينا فإن عواصم عربية كبيرة تقدمت على تشاد ورفعت علم دولة الكيان الصهيوني.. ماذا يعني السودان من هذا التطور الكبير بتمدد إسرائيل من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب..
بالطبع السودان الآن يرفض مبدأ التطبيع مع إسرائيل لأسباب سياسية محضة.. ولكنه أي السودان أصبح محاصراً بدول (مطبعة) علاقتها الدبلوماسية مع دولة الكيان الصهيوني.. من الشرق يتواجد الإسرائيليون في أسمرا وأديس أبابا، وفي الشمال القاهرة ، ومن الجنوب جوبا ويوغندا وكينيا، ومن الغرب تشاد، وتبحث إسرائيل عن منافذ جوية لطيرانها ومنافذ تجارية لصادراتها، وتضطر إسرائيل بسبب الكراهية وصورتها الشائهة إلى تصدير منتجاتها من غير علامة تجارية تحدد مكان صنعها.
فهل يستقبل السودان في مقبل الأيام الصناعات الإسرائيلية التي تقف هذه الأيام على أبواب تشاد، والواردات التشادية تمر بالأراضي السودانية من بورتسودان حتى أدرى، والاتفاقيات التجارية بين البلدين تحدد كيفية العبور.. وتعود الواردات التشادية للأسواق السودانية من زالنجي والجنينة حتى كسلا والدمازين .. فهل (نأكل قريباً مما تزرع إسرائيل)؟؟، وهل بالضرورة أن تعبر طائرات (العال) الأجواء السودانية حتى تصل لأمريكا الجنوبية؟؟ ، وأخيراً هل تطرقت المباحثات الرئاسية التي جرت في الخرطوم يوم (الجمعة) بين الرئيسين “عمر البشير” و”إدريس دبي” لزيارة “نيتنياهو” إلى السودان الغربي (تشاد) اليوم (الأحد)؟؟ ، أم أمسك كل رئيس عن الخوض في ملف إسرائيل؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية