نجوم العام!!
{ انقضى عام آخر من العمر، وحصاد العام سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ورياضياً نجاح هنا وإخفاق هناك، ويختار (الغربيون) في مثل هذه الأيام شخصيات عامهم المنصرم ويبثون الأمل في نفوس شعوبهم بالقادم (الأحلى)، ونحن هنا نتكئ على أحزاننا ونرقد على فراش الفشل.. لا نملك فضيلة الاعتراف بأخطائنا، ولا شجاعة الإقدام على إصلاح ذواتنا.. ولكن من (عتمة) الإحباط نكتب عن نجوم من وطننا في عام آخر أخذ على عاتق الزمان الرحيل.
{ سياسياً حافظ الدكتور “نافع علي نافع” نائب رئيس المؤتمر الوطني على إثارته للساحة وحضوره في مسرح الأحداث.. (تطغى) على لغته نبرات التحدي والثقة في النفس، فيغذي شرايين حزبه وحكومته بأوكسجين الحياة، (يجلد) المعارضة بلسان حاد وتبحث المعارضة عن ثغرة في عرين “نافع” لهزيمته ولم تجدها حتى الآن.. يمثل د. “نافع” حالة خاصة في السياسة، يجمع بين البداوة والحداثة، الواقعية والأصولية، العسكرية والمدنية.. لذلك تمثل شخصيته سياسياً الأكثر إثارة وحضوراً في المسرح.
{ اقتصادياً.. شكل “إبراهيم الشيخ” رئيس حزب المؤتمر المعارض علامات استفهام كبيرة جعلته بمثابة رجل العام اقتصادياً، فالرجل يقف في مواجهة المؤتمر الوطني معارضاً بفكره وجهده وعلاقاته الواسعة، ولكنه يخوض تجربة استثمارية مع الحكومة بها قدر كبير من الجرأة والثقة في النفس.. دخل “إبراهيم الشيخ” في شراكة مع الحكومة بإقامة أسواق أم درمان، التي أضفت على المدينة التاريخية والعاصمة الوطنية أبعاداً حضارية، وأخذت أسواق الرجل (تجذب) قطاعات واسعة من الجمهور، ولكن لم (تبدل) تجارته مع الحكومة مواقفه السياسية.. ظل “إبراهيم الشيخ” معارضاً جهراً، ولكنه يمد يده لأهل منطقته في رمال كردفان (بادية دار حمر)، يبني ويعمر ويخطب محرضاً ضد الحكومة، ويقدم نفسه كقيادة كردفانية غير متهمة في ذمتها.
{ رياضياً.. يمثل “هيثم مصطفى” لاعب الهلال السابق والمريخ الحالي شخصية العام ونجم الوسط الرياضي، ليس بعطائه في الميدان ولا بتأثيره على وضعية فريقه، ولكن اللاعب الذي بلغ من العمر (34) عاماً وأمضى (17) عاماً في أسوار نادي الهلال، وأخذ وضعه في فريقه يهتز، تعرض لحملة من رئيس النادي ومؤامرة من زملائه السابقين (فلعب) على الورق والصحائف، وأخيراً قبض ملياراً ومائتي ألف جنيه في عصر التقشف وقلة المال، وذهب إلى أحضان المريخ ليركل بحذائه كل من سانده وشجعه طوال (17) عاماً، ولكنه حصد مالاً لا يناله لاعب مثله انتهى عمره في الميادين، و(برع) في خداع الإدارات الرياضية والصحف والبسطاء من العامة!!
{ صحافياً.. تعدّ صحيفة (المجهر) هي نجم العام، في غضون (8) أشهر فقط صعدت إلى المرتبة الثانية في قائمة أكثر الصحف انتشاراً.. ولدت (المجهر) في أبريل، وبدأت الركض خلف صحف، بعضها يبلغ من العمر (50) عاماً وأخرى (20) عاماً وثالثة (5) أعوام، ومضت نحو القمة بفضل جنود.. وشباب خلف الإنجاز الكبير، من الساهرين أمام أجهزة الحاسوب، وسكرتارية، وإدارة مالية، وسائقين، وعمال، وزملاء وزميلات لم أجد أروع منهم طيب معشر، واكتمال مروءة، ورقة إحساس، وومضة خاطر في تجارب كثيرة كنت جزءاً منها.
(المجهر) حالة استثنائية خاصة، بلغت في ثمانية أشهر القمة.. ولكن كيف تحافظ على موقعها وتتقدم أكثر في العام الجديد؟!