ابتسامة على شفتيه!!
نقتبس العنوان من أعمال الأديب العربي “يوسف السباعي” وقد طوت الأيام زمانه، وفقدت الرواية بريقها.. ولم يعد للأديب مكانة في زمانٍ مضى لتبقى الابتسامة هي المفقود الوحيد في سوق راهنا.. وواقعنا وغبار المعارض السياسية يغطي على الساحات ويرسم صورة شائهة لبلادنا الجميلة، على قول “الفكي عبد الرحمن” رحمة الله عليه.. في زماننا والدولة انصرفت عن المشروعات الكبيرة.. تطل بين مسامات اليأس والإحباط نسمة في عز الصيف.. وتضيء شمعة في الليل الذي أرسى الظلام سدوله عليه.
الواقع الاقتصادي معلوماً بالضرورة.. وبات الرغيف والوقود والنقود يشكلان جل اهتمامات المسؤولين في هذا الوقت.. يعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق “بكري حسن صالح” عن اكتمال آخر كيلومتر من طريق أم درمان/ جبرة الشيخ/ الأبيض.. ويقف الفريق “بكري” متأملاً صورة ناطقة لمواطن يدعى “أبو عاقلة الكجيك” تعثر سيارته في رمال منطقة أندرابة إحدى إداريات محلية جبرة الشيخ.. المواطن كان يقود سيارة صالون صغيرة.. وأمسكت الرمال بتلابيب إطاراتها ووقفت ترجلت من السيارة ثلاثة نساء و(دفرن) السيارة حتى تجاوزت كثبان الرمال أثناء دفعهم للسيارة سقطت أحداهن على الأرض فنفضت التراب عن ثوبها وابتسمت راضية عن اكتمال تشييد طريق الصادرات.. فقال الفريق “بكري” من أجل الحرائر والمساكين شيدنا هذا الطريق في ظروف بالغة التعقيد.. ويبلغ طول الطريق (341) كلم من أم درمان حتى الأبيض.. اكتمل خلال الفترة من 8 /يوليو/ 2014م، وحتى الخامس عشر من يناير 2019م.. وشهد النائب الأول نهار أمس رصف آخر كيلومتر من الطريق الذي ذرف من أجله النائب البرلماني السابق “مهدي عبد الرحمن أكرت” دموعاً بللت ثيابه في البرلمان.. وعند تعيين مولانا “أحمد هارون” والياً على شمال كردفان اتخذ من الطريق (أيقونة) لمشروعات نفير نهضة شمال كردفان.. وبرصف آخر كيلومتر من الطريق انتهت ثلاثية المستشفى والماء والطريق.. وبات وجود “أحمد هارون” في شمال كردفان بمثابة إضافة فقط.. وخيراً للخرطوم أن تعيد النشاط لجسدها المرهق باستدعاء “أحمد هارون” بعد أن أوفى الرجل بكل وعوده وآخرها طريق الصادرات الذي شيد في ظروف صعبة.. وأوضاع اقتصادية معلومة.. ولكن شركة زادنا الوطنية كتبت لنفسها شهادة ميلاد جيدة بعد نجاحها في مشروعات البستنة والزراعة.. ها هي الكفاءات الهندسية السودانية تشيد طريقاً جيداً.. في غضون ثلاث سنوات فقط.. وبتمويل وطني وإشراف من الهيئة القومية للطرق التي تنفذ الآن (8) آلاف كيلومتر في كل السودان وجميعها بخبرات وطنية وتمويل من وزارة المالية، كما يقول وزير الدولة بالطرق “عادل دقلو”.
أمس كان النائب الأول الفريق “بكري حسن صالح” قد شعر بالرضاء وما بين صعوده على ظهر اللودر في مدينة بارا في ذلك الصباح من اليوم الثامن من شهر يوليو عام 2014م، ووقوفه أمام (فراشة) الإسفلت صباح أمس وهي تطوي آخر أمتار الطريق، والمهندس “خالد العربي” المشرف على الطريق يعلن تسليم النائب الطريق كاملاً، والعقيد “إبراهيم بشارة” مدير المرور السريع ينشر سياراته إيذاناً بمرور المركبات اليوم على الطريق حتى الأبيض.. فقط هنا شعر “بكري” بقيمة المتابعة لتمويل مثل هذه المشروعات الكبيرة!