تقارير

لأول مرة في تاريخ القوات المسلحة …(المجهر) تنقل من "المعاقيل" أكبر مناورة عسكرية لـ(تحدي الفرسان)

الرئيس يعلن عن انبهاره ويحذِّر أعداء السودان ويتعهد بتوفير الاحتياجات للجنود
طائرات الميج تقصف الأهداف، المدرعات والمدفعية ترسل حممها، منظومة متطورة للدفاع الجوي وأشاوس المظلات يقفزون بالرعب من السماء وسلاح الإشارة يبرق بالانتصار
المعاقيل – طلال إسماعيل
لم تتسلل أضواء الفجر إلى الخرطوم، حينما بدأ ضباط التوجيه المعنوي وجنوده يوم أمس (الثلاثاء)  في تفقد وفد الإعلاميين المتجه إلى معسكر “المعاقيل” للتدريب القتالي، لحضور ولأول مرة في تاريخ القوات المسلحة أكبر مناورة عسكرية نوعية، لفرقة كاملة، من المقاتلات الجوية والمدرعات و المظلات ولواء المشاة، الدفاع الجوي، المدفعية، وسلاح الإشارة والمهندسين والسلاح الطبي، وقد  تهيأ الأشاوس لتنفيذ تمرين مختلف وجديد ومبتكر حمل عنوان ” تحدي الفرسان”.
العربات كانت تسابق الزمن، وطائرة رئاسية مع أخريات تقل القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير “عمر البشير” بكامل زينته العسكرية ومعه وزير الدفاع الفريق أول “عوض محمد أحمد بن عوف”، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول “عماد الدين مصطفى عدوي”، والمفتش العام الفريق أول “كمال عبد المعروف”، ورئيس أركان القوى البرية الفريق “السر بشير حسين” ورئيس أركان القوى الجوية الفريق مراقب جوي “عصام الدين مبارك حبيب الله”  والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول “محمد عطا المولى” ووزير الداخلية الفريق “عصمت محمود”.
في موقع المشاهدة جلس الرئيس وأركان حربه يتابعون التمرين، الذي بدأ بنيران مضادة من الدفاع الجوي لطائرات وأهداف جوية للعدو، تعاملت معها منظومة حديثة متصلة بالرادار، أصابت بدقة وأشعلت هتاف وحماس الجنود. وفي تناغم تام، عزفت المدفعية لحنها الخاص، وأرسلت حممها إلى دفاعات معسكرات خصصت للإغارة وإعلان التحرير. ورسمت طائرات الميج والسوخوي لوحة فنية أخرى قبل أن نحبس أنفاسنا وأبطال المظلات يهبطون من طائرات الانتنوف، وعبر الأبرار المظلي من طائرات الهيلكوبتر خلف خطوط العدو لاستلام وتدمير الرئاسة، وما هي لحظات حتى رأينا الأبابيل توفر الغطاء الجوي للواء المدرعات، وحاملات الجنود المصفحة تتقدم، ومن خلفهم طاقم ماهر متكامل من السلاح الطبي، وبعد ساعتين أبرق قائد العملية القيادة العليا بنجاح المهمة، لم يكن أمام الرئيس إلا أن يكبر الله ثلاث مرات قبل أن يقول :” أول حاجة، والله ده يوم للحمد، الواحد يحمد الله سبحانه وتعالى، نحمده أننا أتينا إليكم في “المعاقيل”، وجئنا وشفنا الحاجة البتسرنا إن شاء الله، في البداية أنا بقول لكل الناس الشغالين في المشروع ده والخططوا للتمرين ده والنفذوا التمرين ده، شكراً وجزاكم الله خيراً، والله أسعدتونا وفرحتونا وطمنتونا أن الجيش بخير، والبلد بخير، البلد مؤمَّنة وجيشها جاهز والحمدلله، حقيقة المشروع ده يختلف من المشروعات السابقة، من تحضير وتجهيز وإمكانيات وحسن أداء لكل المشتركين في التمرين ده، أنا جابوا لي نوتة وجابوا لي قلم عشان أكتب الملاحيظ، ما بقول ملحوظات، بكتب الملاحيظ، أنا والله كنت منبهراً وكنت مبسوطاً وكنت فرحاناً، الحاجة الوحيدة الأحزنتني كنت أتمنى أكون قائد التمرين ده.”
ووسط حماس متواصل يضيف الرئيس :” يا جماعة الواحد والله بيعتز ويفتخر ويحمد الله سبحانه وتعالى أنو لحدي الليلة لابس الكاكي، الواحد لحدي الليلة ما بجد نفسه وما بكون سعيد وأنه شاب من جديد وملازم يادوب دخل الهنقر إلا لمن يلبس الكاكي، نحن يا جماعة توجيهنا دائماً الناس يهتموا بالتدريب، لأن كل زول فينا حافظ، التدريب يوفر دماء المعركة، بالتدريب بنكسب المعركة بالتدريب بنرفع المعنويات.”
الرئيس يوضح “غبينة القتال”.
وزاد القائد الأعلى :”  الفرد المدرب الواثق من نفسه، الواثق من سلاحه، والواثق من آلياته، الواثق من قيادته، دي كلها مقومات الروح المعنوية، وأهلنا بيقولوا (مافي دواس من دون غبينة)، نحن الغبينة بتاعتنا أنو في ناس بحاولوا يهبشوا في أرضنا والغبينة بتاعتنا أنو في ناس بيحاولوا يعتدوا علينا الغبينة بتاعتنا أنو في واحدين مننا مشوا باعوا البلد بالدولارات، نحن ليهم إن شاء الله وأنتم لهم إن شاء الله”.
وأشار الرئيس إلى أن الهدف من التدريب هو تجهيز القوات المسلحة، وضرب مثلاً بحال الجيش قبل قيام ثورة الإنقاذ، وقال :”  نتذكر زمان الشباب القدامي ديل كانوا شباب حضروا الأيام القبيحة دي، لمن كنا نشحد كنا نشحد الذخيرة، وكنا نشحد السلاح، وأنا كنت قائد منطقة قبل ما أكون رئيس، كنت قائد منطقة غرب النوير قبل ما أبقى رئيس، عساكري كانوا عريانين وجعانين ومرضانين، ما في دواء وبندقية واحدة تضرب مجموعات ما في، وذخيرة ذاتا ما معروفة جايه من وين، دانة واحدة تطلع من المدفع تصل الهدف ما تنفجر، ده الوضع الكنا فيهو يا جماعة، اتعملت مذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989م، وكان الهدف منها أن تلتفت الحكومة للقوات المسلحة وتوفر الحد الأدنى للقوات المسلحة عشان تقاتل، ما وفروا، ما أدونا أي حاجة، ما وفروا لينا أي حاجة، عدوها صراعات يشكلوا حكومة ويفضوا حكومة، يتشاكلوا حول وزارة التجارة يقسموها داخلية وخارجية بين الحزبين، والبلد هناك بتتآكل، والليلة نحن الحمدلله بننتج كل شيء،  السلاح ده معظمه يا اتصنع هنا يا اتجمع  هنا، الذخيرة دي كلها مصنعة هنا، نحن هدفنا نبني قوات مسلحة قادرة فاعلة، وبتمرين زي ده الأعداء هناك يشوفوه إن شاء الله، وأي واحد عارف أنو في قوات مسلحة سودانية جاهزة (عشان البمد أيدوا على البلد دي تقطعها له والبرفع عينو على البلد يقدوها ليهو)، ونحن معاكم وبيكم حنبني السودان وحنحمي السودان وحنعمل من القوات المسلحة أقوى قوات مسلحة موجودة في المنطقة كلها”.
ووعد القائد الجنود بالرعاية والاهتمام، وتعهد الرئيس بتوفير الاحتياجات الضرورية لجنود القوات المسلحة. وقال :” عهدنا ليكم نوفر ليكم كل احتياجاتكم من أسلحة ومعدات ونوفر ليكم حاجاتكم الشخصية في السكن والمعاش والعلاج وتعليم أبناءكم، ونوفر ليكم المرتب المجزي عشان كل واحد ما بينشغل بحاجة، يشتغل بالتدريب والدواس، هناك يكون أهلوا مؤمَّنين في بيتو، معاشو مؤمَّن وخدمات مؤمَّنة، وعشان كل واحد يعيش عيشة كريمة، لأنو نحن كان ما أكرمنا القوات المسلحة نكرم منو تاني؟ نعم كل فئات الشعب السوداني تستحق الإكرام، لكن أنتم أبناء الشعب السوداني، أنتم من تدافعون عنه، أنتم من تقدِّمون أرواحكم فداءً للشعب السوداني  البيستحق هذا الفداء، التدريب مستمر لحدي ما ننظف السودان كله ونحمي حدودنا وبعد داك كل واحد يتكئ كده وياخد حبة راحة.

من جانبه  قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول “عماد عدوي” : الليلة يوم عيد.
في ختام الموسم التدريبي للعام 2016م، ونحن تلمسنا التوجيهات، الاهتمام بالتدريب مبكراً بعد نماذج (شيكان ودقنة وأبو قرجة)، ونحن الآن في ” تحدي الفرسان في المعاقيل”، عندنا أنموذج جديد بهذا الحديد فيه بأس جديد وهؤلاء الأبطال الصناديد.”
وأشار “عدوي” إلى أن القوات المسلحة ظلت وفيِّة لقياداتها وفيِّة لشعبها، حافظة لأرضه وعرضه ومدافعة عن دينه، موضحاً بأن تمرين (تحدي الفرسان)، كيف يمكن جمع قوة بهذا الحجم؟ وكيف يمكن إعداد قوة بهذا الحجم؟ وكيف يمكن تنفيذ هذا التمرين بهذا الأسلوب الجديد؟. وأضاف :” التمرين لتحقيق أهداف محددة مثلما جاءنا من رفع الكفاءة القتالية وزيادة الجاهزية القتالية، ونرفع التمام للرئيس ونقول: نحن جاهزين”.
وأوضح “عدوي” أن القوات المسلحة جاهزة ليست لقتال حركات تمرد، ولكنها جاهزة لأداء واجبها الرئيس في تأمين الحدود بأسلوب جديد وبكفاءة قوية وبأسلحة متطورة. وشكر القائمين على أمر التصنيع الحربي.
من جانبه قال الفريق “السر حسين بشير” رئيس أركان القوات البرية”: مبروك لكل المشتركين، هذا التمرين يتم لأول مرة، العمليات جديدة ونوعية، ما في زول شافها قبل كده، نهدف إلى تطوير القوات المسلحة وتدريب جيش محترف، ما في جيش محترف قاعد في الثكنات (ياهو الميادين دي”. وكشف الفريق “السر” عن خطة تقوية الجيش القوي من خلال انتشار فرق مدرعة بدلاً عن فرق المشاة. وقال :”نريد أن نصل للجيش القوي، بعد كم سنة تكون لدينا  فرقة مدرعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، ما عايزين فرقة مشاة.”
وأضاف :” نأمل أن نصل لمناورات المدرعات والقوات الخاصة والإمكانيات الجوية، وشغلنا ده لا للحلو ولا عقار أب كرش – في إشارة منه لقيادات قطاع الشمال “عبد العزيز الحلو” و”مالك عقار” – نحن شغلنا ده لبناء جيش قوي يحفظ حدود السودان ويرعب الأعداء.” وتوجه بالقول للرئيس:”القوات المسلحة تقف خلفك وأمامك ويمينك، وتحيط بك ترصد وتراقب، البهبش أمن البلد بنضيعو.”
من جانبه قال رئيس أركان القوى الجوية :” استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة، وأنتم رجالها الأفذاذ، طيلة كل هذه الفترة (60) عاماً، أن تكون  صامدة قوية. وأشار إلى دورها في عاصفة الحزم. وأضاف :” نكرر بكل الفخر والإعزاز مشاركة قواتنا الجوية والبرية في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، فلهم التقدير، وذلك بفضل التدبير الرشيد للقيادة السياسية والعسكرية، ومشروعنا في التدريب القدرة الجوية والبرية أن تكون قدرة كبيرة من التنسيق.”

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية