حوارات

الناطق الرسمي باسم جبهة الخلاص الوطني “ين ماثيو” لـ(المجهر)

* إذا كانت قيادات الحركة الشعبية جادة وحيادية في الوصول لسلام حقيقي عليها محاكمة الفاسدين

* سنلتزم بأي وساطة شريطة أن تكون عادلة ، وقيادات الجبهة التي وقعت على الاتفاقية تم فصلها
*التناقض في موقف الحكومة يؤثر في المحادثات وهناك قيادات ينظرون إلى المسألة نظرة شخصية
*الجيش الشعبي استهدف المواطنين في المواجهات الأخيرة
حوار : فائز عبد الله
نفى الناطق الرسمي باسم جبهة الخلاص الوطني الاتهامات التي ساقتها حكومة جنوب السودان باستهداف الجبهة المواطنين في عدد من المناطق أثناء المواجهات الأخيرة التي حدثت بين قوات الجيش الشعبي ومجموعة “توماس شيرلو” المعارضة.
وأضاف “ين ماثيو” إن الجنرال توماس قدم مقترحات لتضمينها في اتفاقية سلام الجنوب، ولم يتم ذلك ،منها محاسبة قيادات الحركة الشعبية المتورطين في الانتهاكات التي ارتكبت أثناء الحرب، والفاسدين في الحكومة الحالية، واعتبر “ماثيو” أن تلك المقترحات معيار لقياس جدية جوبا في تنفيذ الاتفاقية . وقدم “ماثيو” إفادات مهمة حول عقبات غير مرئية تحول دون تنفيذ اتفاقية السلام بصورة شفافة ، فالي نص الحوار :
= سيد “ين ماثيو” ما هو تعليقك على اتهامات حكومة جوبا “لتوماس شيرلو” وجبهة الخلاص بقتل المدنيين؟
إحدى العلل التي قامت بها حكومة الجنوب هي استهداف المواطنين في عدد من المناطق وقبل يومين في إحدى المناطق استهدفت قوات الجيش الشعبي “امرأة” من دولة إثيوبيا وأخرى من كينيا ومارست انتهاكات في حقهم وهذه الاتهامات لا تهمنا ، و ما يهم جبهة الخلاص الوطني المواطنين لجهة أن هذا النظام فاسد ومارس انتهاكات ضد المواطنين لذلك عندما تكبد خسائر فادحة في المعارك الأخيرة في مريدي وعدد من المناطق قام باستهداف المواطنين وقتلهم في المدينة لتوجيه التهمة لقوات جبهة الخلاصة الوطني باستهداف المواطنين.

= هل صحيح أن هناك وساطة قادتها (الإيقاد) لإلحاق “توماس شيرلو” بالاتفاقية ؟
لم نتلق أي إخطار بذلك وأنا أؤكد لك التزامنا بأي وساطة تقوم بها أي جهة بشرط أن تكون عادلة لمطالب المواطنين وليس للالتفاف على الاتفاقية وخداع المواطن.
= لماذا رفضت جبهة الخلاص منذ البداية الاتفاقية ؟
مبادرة الخرطوم لم تخاطب المشكلة الأساسية وجذورها، ولم تخاطب المشاكل القديمة بين الفرقاء الجنوبيين ، وسعت حكومة الخرطوم لوضع حلول للأزمة ، و في البداية الجبهة خاضت جولات المفاوضات بإرادة حقيقية في جميع المحافل الإقليمية إثيوبيا وكينيا ويوغندا والخرطوم من أجل الوصول لسلام عادل وحقيقي مع حكومة جوبا، سلام يرضي جميع الأطراف والآن نؤكد التزامنا بمبادرة الخرطوم،إذا تمت مناقشة المشاكل الأساسية ومحاكمة الفاسدين ، وإذا كانت قيادات الحركة الشعبية جادة وحيادية لتنفيذ سلام حقيقي.
= حكومة جوبا تتهم الجبهة بالسعي لزعزعة الأمن وإفشال اتفاقية السلام ؟
أولاً.. نحن نرحب بأي مبادرة أو وساطة تضع جنوب السودان على طريق السلام وتحقق العدالة الشاملة لجميع أطراف الخلاف، وثانياً نرفض هذه الاتهامات لأنها لاتهم الجبهة والذين يوجهون الاتهامات “لتوماس شيرلو” هم أنفسهم الذين تسببوا في الحرب وتشريد المواطنين وقتل ونهب أموال الدولة وتوظيفها لأشخاص وقيادات محددة. وحتى الآن فشلت حكومة الجنوب في تنفيذ اتفاقية السلام بسبب الفساد وعدم الجدية .
= هناك اتهام للجنرال “توماس شيرلو” بالعمالة لإحدى الدول الأجنبية؟
ليس صحيحاً، ولا توجد حقيقة واحدة لهذه الاتهامات ،إذا كان هذا الاتهام حقيقياً أن الجنرال “توماس شيرلو” عميلاً لدولة أجنبية لكنا امتلكنا السلاح والذخائر، وتوفرت لنا إمكانيات، حقيقة الجبهة لديها أسلحة محدودة ،وأنا أعلق على هذه الاتهامات التي توجهها حكومة الجنوب للقائد “توماس شيرلو” بمقولة ( الجمل ماشي والكلب بنبح).
= كيف تنظر إلى القيادات التي تمثل جبهة الخلاص الحالية في الاتفاقية؟
أولاً، جبهة الخلاص انسحبت من الاتفاقية ولم توقع، وهؤلاء لا يمثلون قيادات الجبهة وعندما علم رئيس الجبهة “توماس شيرلو” باستقطابهم من قبل حكومة الجنوب تم فصلهم من الجبهة .
= كيف تقرأ نجاح الخرطوم في جمع فرقاء الجنوب ، والتوقيع على اتفاقية السلام؟
هذا يعود إلى أن الخرطوم جاءت من واقع معرفتها بجنوب السودان وفهم الرئيس “البشير” لسيكولوجية الحكومة في جوبا والمعارضة، بحكم أن السودان استقبل المواطنين الجنوبيين كسودانيين، والعامل الثالث السودان ملم بهذه القضايا ويمتلك جميع سبل النجاح لتحقيق السلام، ولمعرفته القديمة بنقاط الخلاف بين الفرقاء، كل ذلك يؤهل الخرطوم لأن تحقق السلام.
= الحكومة تحدثت عن أن هناك دولاً مستفيدة من المعارك التي تقوم بها الجبهة؟
هذا ليس صحيحاً.. جبهة الخلاص تمثل المواطن وليس الدول الخارجية ،هناك مستفيدون من الحرب والمواجهات الأخيرة ، والمستفيد من الحرب بعض الدول التي تناصر الحكومة من دول الجوار، وعندما شعروا بأن مصالحهم لا تجد سبيلاً لتحقيقها في الجنوب وستتوقف ، عمدوا إلى إفشال هذه المحادثات مثل ما فشلت الاتفاقيات الماضية في يوغندا وكينيا وأديس أبابا . وتحدثنا في الاتفاقية بأنها لم تخاطب جذور المشكلة الحقيقية والوصول إلى الحل الجذري.
= ما هي النقاط الخلافية بين الحكومة وجبهة الخلاص؟
طبعاً.. هناك فرق كبير بين الحكومة والمعارضة، الفرق يكمن في سياسة الحكومة، فهي تريد أن يبقى الوضع كما هو عليه، وأثناء جولات المفاوضات طرحنا تضمين النظام الفيدرالي في الاتفاقية ومحاسبة المتورطين في جرائم الفساد والانتهاكات في الجنوب، وقلنا لا بد أن تكون هناك حكومة مهتمة بعودة المواطنين اللاجئين وتهيئة المناخ للانتخابات والبيئة المناسبة لقيام الانتخابات، وهناك شواهد تثبت إرادة جبهة الخلاص.
= لماذا لم تنفذ اتفاقية السلام حتى الآن ؟
بسب الفساد في الموارد والبترول، إذا كانت الحكومة جادة في القليل من موارد البترول لتم تنفيذ هذه الاتفاقية ولكن الآن الوقت يمضي دون أن يتم تنفيذ أي اتفاق أو بند من الاتفاقية و دولة الجنوب اقتصادها منهار، نريد أن تكون هناك حكومة قادرة على استعادة وحماية المواطنين وعودتهم إلى الجنوب وليس العكس .
= ما هي صعوبات التي تواجه ملفي الأمن والسلطة؟
-المشكلة الأولى أن الحكومة تتحدث عن أرقام ونسب في الجولة الرابعة للمباحثات، أما الصعوبة في ملف الترتيبات الأمنية لم تتخذ أي خطوة لتنفيذه بصورة جادة ، فالحكومة تريد بقاء قواتها الحالية في الدولة، وهذه القوات (أثنية) ومن قبيلة واحدة، وأيضاً غياب الإرادة السياسية في الحكومة.
والحكومة تريد الإبقاء على الوضع الراهن ونحن نتحدث عن ضرورة أن تقوم الحكومة باستعادة اللاجئين من دول الجوار، وهناك شواهد تؤكد عدم التزام حكومة جوبا بالاتفاقيات وخرقها.
= ما هي مخاوفكم ؟
مخاوف جبهة الخلاص في أن لا تتم أي اتفاقية تراعي مشاكل ومعاناة الشعب الجنوبي، ولا تناقش المشكلة من الجذور ومسببات الحرب مثل ما يحدث الآن بين قيادات الحركة الشعبية أنفسهم الذين قتلوا المواطنين وفسدوا في الجنوب والآن هم أنفسهم على قمة المناصب في الجنوب.
= الحكومة ومجموعة “مشار” يقولان إن الهجمات تشنها مجموعة “شيرلو” ؟
أولاً، تم تغييب مطالبنا في الاتفاقية ولم نكن جزءاً من الاتفاقية وهذه الاتفاقية لن تذهب إلى الإمام في ظل غياب الإرادة السياسية بين الأطراف، و تحدثت الجبهة عن السلام وليست السلطة، وطالبنا في الاتفاقية بحل مشكلة البرلمان والسلطة والترتيبات الأمنية، ولكن نواجه تناقض موقف حكومة جوبا الذي يؤثر على المحادثات.
والقيادات التي تمثل الحكومة الآن تسببت في إهدار الوضع الاقتصادي الحالي ، ونهب أموال الدولة وخلقت المشكلات الأساسية والخلافات السياسية.
وكان هناك بعض المجموعات لديها برنامج سياسي لاستيعاب جميع هذه الفصائل والمجموعات في المحادثات للوصول لحل شامل، وقدمنا لهم دعوات لكي لا تكون المفاوضات بين الرئيس “سلفا كير” والدكتور “رياك مشار”، وتشمل المحادثات جميع المجموعات المعارضة والفصائل لطرح مواقفها وبرامجها السياسية.
= ما هي العقبات التي تعيق الاتفاقية؟
نظام جوبا لم يقدم أي تنازلات، حتى بعد أن وقع على الاتفاقية، ولم ينفذ بنود الاتفاقية،وهناك قيادات و أشخاص ينظرون إلى المسألة أو الأزمة نظرة شخصية، والجبهة تنظر إلى توحيد جميع فصائل ومجموعات المعارضة في تحالف موحد لحل الأزمة بصوره نهائية.
= هل قدم الرئيس “سلفاكير” للجبهة ضمانات للعودة إلى الاتفاقية ؟
“سلفا كير” لا يقدم ضمانات إنما التزم بتوقيع السلام والمبادئ الأساسية التي تقود إلى إحياء اتفاق العام 2015م، وأيضاً “سلفا كير” ليست لديه إرادة سياسية لتحقيق السلام، والجبهة ملتزمة بالاتفاقية، ولكن نظام جوبا لا يرغب في حل الأزمة بصورة نهائية وعودة المواطنين.
والمحادثات التي تمت في أديس أبابا، لا نريد أن يحدث مثلها في الخرطوم أو تتكرر، بل نتطلع إلى إنهاء الحرب وتحقيق عملية سلام حقيقي تعيد الدولة ومؤسساتها، ونرفض أي خرق قد يحدث،ونخشى عودة “سلفا كير” لخرق الاتفاقية لأنه يتحدث ويوقع اتفاقاً ويعود مرة أخرى إلى إنكار الاتفاق بمواقف مختلفة.
= هل برأيك تأخير الاتفاقية هو في حد ذاته تنصل “سلفا كير” عن الاتفاق الموقع؟
“سلفا كير” لا يريد تحقيق السلام في دولة الجنوب، ولغياب الإرادة السياسية لديه لا يستطيع تحقيق السلام والاستقرار والأمن، ونحن يهمنا المواطن المتضرر بسبب غياب الأمن والاستقرار والنزوح في المعسكرات، والآن الحكومة تعمل على إبقاء النظام القائم في الدولة، ونطالب بحل هذه المؤسسات والتي أضحت تنظيمات قبلية ولا يوجد هناك إصلاح شامل في الدولة، لذلك نطالب بتكوين مؤسسات وطنية بالجنوب.
والحكومة في المحادثات تتحدث عن استيعاب قوات المعارضة ودمجها في جيش قومي، حيث رفضنا ذلك، فالجيش الحالي عبارة عن مكونات قبلية والمعارضة تطالب بتكوين جيش قومي موحد للدولة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية