شهدتها الساحة الخضراء.. مسيرة سلام السودان لمناصرة “البشير”
"موسى محمد أحمد": هذا الحشد ليس حشداً مناوئاً للذين تظاهروا
الرئيس البشير: مستعدون أن نقف ونحيي ونسلم السلطة لمن يختاره الشعب
“حاتم السر”: لسنا مع أو ضد أحد نحن مع السلام والأمن والاستقرار
“التجاني سيسي”: لا بديل للحوار إلا الحوار
“بحر إدريس أبو قردة”: الدولة وضعت المعالجات الكافية لحل الأزمة
تقرير – نجاة صالح شرف الدين
منذ الصباح الباكر، احتشدت حكومة الوفاق الوطني وأحزاب الحوار، والقوى السياسية والاتحادات النقابية والفئوية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والطلاب، أمس، بالساحة الخضراء مناصرة للرئيس “البشير”، وتعضيداً للحكومة إلى أن تتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة، ورداً على التظاهرات التي خرجت للمطالبة بتنحي الحكومة، في مسيرة سمتها (مسيرة سلام السودان).
{ رسائل للجميع
خاطب الحشد الرئيس “عمر البشير”، وحيا الشعب السوداني، وأشاد بمكارم أخلاقه، وقال: (هذا الكلام ليس كلاماً متحيزاً فكل شعوب الدول الأخرى أجمعت على أن الشعب السودانى من أفضل الشعوب التي تميزت بكل مكارم الأخلاق والدليل على ذلك أن دولاً كثيرة قد وقفت مع السودان، كما أن أبواب السودان ظلت مشرعة تستقبل كل الذين لجأوا إليه بكل سعة وترحاب، ولم نغلق أبوابنا أمامهم ولم نطردهم).
وأضاف “البشير”: (التحية أيضاً لهذا الشعب الصابر الصامد ونحيي رواد الاستقلال الذين حققوا استقلالاً نظيفاً بقيادة إسماعيل الأزهري.. وكذلك التحية لكل القوى السياسية الوطنية وللحركات التي انضمت للحوار الوطني والوثيقة الوطنية التي اتفق وتواثق عليها أهل السودان، ونرحب بالحركات والقوى السياسية الأخرى للانضمام للحوار والوثيقة الوطنية للمشاركة، فالسودان كبير ويسع الجميع وهو بلد يتمتع بالخير والثروة والإمكانيات والإنسان، ولابد أن نقف مع بعضنا البعض وأن نعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية). وقال: (هناك ناس مدورين من الخارج من أعداء السودان).
{ حرب خفية
قال “البشير” إن السودان عاش واقعاً قبل الاستقلال تمثل في الحرب والتمرد، وكان الهدف إعاقة التنمية والنهضة وتقدم السودان، وكان ذلك يتم بدعم خارجي للتمرد وقامت هذه الدول بمحاصرتنا اقتصادياً من أجل تركيع السودان ولكن لن نركع إلا لله سبحانه وتعالى، وهذه الدول تريدنا أن نركع وننكسر بقليل من الدولارات والقمح وغيره وذلك وفق شروطهم، ولكن عزتنا وكرامتنا أغلى من قمحهم ودولارهم والأرزاق بيد الله وحده.. وفي هذه اللحظات نتقدم بالشكر للأصدقاء الذين وقفوا معنا الصين، وروسيا، والأمارات والكويت، وقطر).
{ صناديق الاقتراع
قال الرئيس إن الذي يريد أن يصل للسلطة فهذا الأمر قرار من الشعب ولابد أن يكون الوصول للسلطة من خلال صناديق الاقتراع بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وقال: (مستعدون أن نقف ونحيي ونسلم السلطة لمن يختاره الشعب)، وأضاف: (نرسل رسالة للقوى الحية، الشباب والطلاب والمرأة والعاملين بالمحافظة على أمن واستقرار البلد). وزاد: (رسالة نوجهها للشباب بأن توحدوا الصفوف وأن تستعدوا حتى نسلمكم السلطة ونحن جاهزون أن نقف انتباه لنسلمكم السلطة).
ملجأ للجميع
وأشار “البشير” إلى أن السودان يتمتع بالأمن والاستقرار والسلام، ما دعا أن يأتي اللاجئون من الدول الأخرى الذين ضاقت بهم بلدانهم نتيجة الحروب والنزاعات، واختاروا السودان لتميزه بالأمن والاستقرار والسلام، ولذلك يتعرض السودان للتآمر من الأعداء والمتربصين، لأن الأمن والاستقرار الذي شهده السودان فاقع مرارتهم).
{ تحية خاصة
وقال الرئيس: (تحية خاصة للقوات المسلحة التي حافظت على البلاد وقدمت الشهداء، كما نحيي قوات الشرطة التي حسمت المخربين)، ووجه قوات الشرطة لحسم كل من يخرب ويدمر وينهب.
{ ناكرو الفضل
وقال “البشير” إن من يتحدث بأن الإنقاذ لم تقدم شيئاً، نقول لهؤلاء إن الإنقاذ حققت الإنجازات في مختلف المجالات، في مشروعات البنية التحتية من طرق وكبارٍ وتوفير الخدمات كافة من كهرباء ومياه وتعليم وصحة وغيرها، وكل هذه الإنجازات التي تحققت كانت أيضاً بمشاركة الجهد الشعبي.. وأضاف: (رسالة أيضاً إلى من يظن أن الدولة قد انهارت نقول هؤلاء هم الشعب السوداني فنحن خدام وحراس وحماة الشعب السوداني ولم ولن نفرط في ممتلكاته ومكتسباته).
{ الحوار الوطني
أكد مساعد رئيس الجمهورية “موسى محمد أحمد” أهمية الحوار الوطني لأهل السودان، وقال إن هذا الحشد ليس حشداً مناوئاً للذين تظاهروا بل هو خيار لإعلاء قيم السلام والأمن في بلادنا. وأضاف: (نقر أن هنالك أزمة سياسية واقتصادية تمر بها البلاد، فالمطلوب من الشعب دعم الجهود لحل هذه الأزمة والصبر. ونرسل رسالة للمعارضة الداخلية والخارجية أن الحوار هو الوسيلة الأمثل لإيجاد الحلول ولإرساء دعائم الحكم الراشد والتداول السلمي للسلطة عبر الدستور.. ورسالة أخرى للمجتمع الدولي أن السودان يمر بمرحلة تاريخية يتطلب دعم الجهود).
ودعا الحركات التي ما زالت تحمل السلاح للمشاركة والانضمام للحوار والوثيقة الوطنية، وأضاف: (نؤكد دعمنا للجهود التي تقوم بها الدولة للوصول إلى وفاق شامل).
{ مسيرة التنمية
وقال والي ولاية الخرطوم الفريق شرطة “هاشم عثمان” إن هذا الاحتشاد يأتي تأكيداً للمضي قدماً في مسيرة التنمية والسلام حتى ترتقي بلادنا وتتطور. وقال: (لقد قطعنا شوطاً لتحقيق أهداف الوثيقة الوطنية لا سيما في هيكلة الحكم، كما وُضِعت أولويات إستراتيجية للتعامل مع التحديات وفق رؤية عميقة لحل جذور المشكلة لمستقبل أفضل). وشدد على أهمية الابتكار وفق بحث علمي وفكر إبداعي بدلاً عن الفكر التقليدي والخروج من السلبية إلى الإيجابية).
وأكد والي الخرطوم أن حكومة الولاية تشهد تجانساً تاماً وتبذل الجهود لتوفير احتياجات المواطنين والعمل على رفع العبء عن كاهل المواطنين وتركيز الأسعار وضبط حلقة الوسطاء بين المنتجين والمستهلكين، إلى جانب توفير الخدمات كافة من صحة وتعليم ومياه وكهرباء وحل ضائقة المواصلات، وتوفير فرص العمل ومحاربة البطالة وتنمية الشباب ورفع قدراتهم.
وأشار إلى أن البلاد مرت بصعوبات اقتصادية وبدأت هذه الأزمات في الانقشاع بفضل جهود الحكومة. وحيا قوات الشرطة التي قامت بحفظ الأمن والاستقرار.
{ العبرة من التاريخ
قال رئيس حزب التحرير والعدالة القومي دكتور “التجاني سيسي” إن البلاد تمر بمنعطف دقيق يتطلب من الحكومة والمعارضة استلهام التاريخ وتذكر تجارب جوارنا القريب والبعيد، ولن نستثني بلادنا من ذلك فقد شهدنا نزاعاً طويلاً منذ الاستقلال في جنوب السودان، واستمرت النزاعات حتى شملت دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كما شهدت استقطابات إثنية وجهوية.
وأشار إلى وثيقة الدوحة، وقال: (لقد ارتضينا السلام منهجاً، وكذلك الحوار منهجاً لحل أزمات البلاد ولا بديل للحوار إلا الحوار، ونحن ممسكون بثوابت الحوار). وأوضح “سيسي” أن الشعب عاش قبل شهور أزمة، وصبر عليها طويلاً وتجلت مظاهر هذه الأزمة في تظاهرات من بعض الشرائح، والتظاهر مكفول بالدستور لكن بعض التظاهرات تخللها تخريب مما يقلل من المطالب.
وقال: (نحن حكومة ومعارضة شركاء في الهم الوطني وعلينا أن نتبع الحوار لحل المشاكل). وأضاف إن ما نواجهه من مشكلات معيشية يتطلب إصدار قرارات مهمة، ويتطلب من القيادات التضحية للمساهمة في تخفيف أعباء المعيشة، ولابد من اتخاذ قرارات بفرض رقابة شعبية تلي كل من يعبث بقوت الشعب.
{ حياد
أكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل “حاتم السر” أن حزبه مع السودان والوطن، وقال: (سنظل مدافعين عن السودان ومشاركين في حكومة الوفاق الوطني ونحن مع ما يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يشتت، ونقول نسقط جميعاً ويبقى السودان والوطن)، وأضاف: (نحن كشعب قادرون على تجاوز التحديات وأن نحفظ وحدة وسلامة السودان)، وزاد: (نرسل رسالة، نحن في الحزب لسنا مع أو ضد أحد نحن مع السلام والأمن والاستقرار). وقال: (نحن كقوى مشاركة في الحكومة لن نتراجع ولن ننحرف ولن نعود لمربع الاحتراب والاقتتال والتزعزع، ونحن مع الأمن والاستقرار، ونؤكد كحكومة وفاق وطني أنه بجهود الحكومة نتجاوز التحديات الاقتصادية. وهذا ليس من باب الدعاية والتكذيب ،فالأزمة الاقتصادية في طريقها للحل ولا صفوف بعد اليومـ كما سيتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والضامن لإنفاذه هو رئيس الجمهورية، ولا لخطابات الكراهية والتكتلات العدوانية).
{ رسائل الأمة
أما ممثل حزب الأمة “حسن إسماعيل” فقال: (نريد أن نرسل أربع رسائل.. الأولى إلى الحكومة وزراء اتحاديين وولائيين، أن نضاعف الجهد ونسرع في رفع الضائقة المعيشية، وأن نخرج لضبط الأسعار في الأسواق.. ثانياً إلى الأحزاب العجوزة يجب الخروج عليها لأنها أفرغت هذه الأحزاب من محتواها ويعملون لمصالحها، فالشعب بريء من هؤلاء العجائز وما الرسالة الثالثة لشباب الأحزاب العجوزة.. نريد أن تكون هنالك ثورة داخل هذه الأحزاب لتكون أحزاباً واعية لبناء هذه الأحزاب ولابد أن تندلع ثورتكم لاقتلاع كراسي الحكم من العجائز. أما الرسالة الرابعة فللمتربصين من محاور الشر، نحن صمام أمان واستقرار هذا الوطن).
{ المرأة
قالت ممثلة المرأة السودانية دكتورة “تابيتا بطرس” إن المرأة السودانية تؤكد وتقف وقفة صلبة مع “البشير” وهي راكزة ومرتكزة، وإن الوطن خط أحمر ولابد من المضي قدماً لانتخابات 2020، وأضافت: (نقف خلف وثيقة الحوار الوطني). وأكدت أن المرأة على استعداد للإنتاج وإحياء الاقتصاد، ونؤكد أننا نريد أمن واستقرار وسلامة البلاد، ونحن معكم حتى يتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني).
{ محاربة الفساد
أكد رئيس حزب العدالة والتنمية “بحر إدريس أبو قردة” بالتمسك بالوحدة والحوار الوطني وأن لا يعلو صوت فوق صوت الحوار وما توصلنا له كأحزاب وحركات تدافعت لحل مشاكلها والدفاع عن السودان. وقال: (نعترف أن هنالك مشاكل وإخفاقات ستتم معالجتها بصورة كاملة)، وأضاف إن الذين خرجوا للتظاهر لهم الحق لكن هناك من حول هذه الاحتجاجات على نحو نرفضه.
وشدّد على أهمية أن تكون هنالك همة وإرادة لمحاربة الفساد ومحاسبة كل من تعدى على حق الشعب. وقال: (لابد أن نتمسك ببلادنا والوحدة والسلام والاستقرار)، وأضاف إن الدولة وضعت المعالجات الكافية لحل الأزمات.