الخرطوم – فاطمة عوض
انشغل الرأي العام خلال الفترة الماضية، بالتعديلات الوزارية وإعفاء وزير الصحة الاتحادي “محمد أبو زيد مصطفى” ووكيل الوزارة د.”عصام محمد عبد الله”، وتعيين “الخير النور المبارك” وزيراً للصحة، ليظل السؤال: هل تنتهي الخلافات والصراعات بوزارة الصحة؟
}من هو “الخير النور المبارك” وزير الصحة؟ الجديد هو سؤال يدور في أذهان الكثيرين بعد إعلان الرئيس “عمر البشير” عن قرار التعيين مساء (السبت) الماضي، وما هي السيرة الذاتية للوزير والوظائف القيادية التي تولاها وما هو تاريخه الوظيفي المهم حتى وصوله إلى وزارة الصحة؟
جاء تعيين الوزير “الخير النور المبارك” ليكون خلفاً للوزير المقال “محمد أبو زيد مصطفى” ضمن قرارات أخرى بتعيينات في عدد من المناصب القيادية المهمة في أعقاب خلافات حادة داخل وزارة الصحة أطاحت بالوزير “محمد أبو زيد” والوكيل “عصام عبد الله”.
“الخير النور المبارك” ليس غريباً عن وزارة الصحة وملف الصحة، حيث شغل من قبل منصب وزير دولة بالصحة، كما شغل منصب وزير للصحة بالجزيرة في وقت سابق، كما شغل منصب رئيس لجنة التعليم بالمجلس الوطني السوداني، ورئيس لجنة الثقافة والسياحة بالمجلس.
ومن المناصب المهمة التي تولاها “الخير النور المبارك” وزير الصحة الجديد، منصب رئيس جمعية الصداقة البرلمانية السودانية السعودية، وفور قيام الوزير الجديد بتأدية اليمين القانونية والدستورية أمام رئيس الجمهورية، تسلم مهام منصبه وزيراً للصحة ومباشرة عمله لمناقشة الملفات المهمة بالوزارة وحل كل مشاكل المواطنين وتنفيذ كل أهداف الحكومة خلال الفترة القادمة، والتي تتطلع فيها الدولة لمستقبل أفضل صحياً لكل المواطنين.
تقول السيرة الذاتية للوزير “الخير المبارك”، إنه من مواليد 1958م، نال بكالوريوس دراسات إسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية، ثم تمهيدي ماجستير، وعمل معتمداً لمحلية عديلة بجنوب دارفور، ومعتمد محلية نيال،ا ومستشار حكومة ولاية القضارف.
وعمل في وقت سابق وزير دولة بالصحة لمدة (9) أشهر، ثم وزيراً للصحة بالجزيرة، ورئيساً للجنة التعليم بالبرلمان، ورئيساً للجنة الثقافة والسياحة.
وأدى أمس، “الخير النور المبارك” القسم أمام رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” بالقصر الجمهوري، وزيراً للصحة، وذلك بحضور رئيس القضاء، مولانا “عبد المجيد إدريس علي”، ورئيس مجلس الوزراء القومي “معتز موسى” ليتسلم مهام منصبه الجديد.
“الخير” ينحدر من مدينة الحواتة، والتحق بجماعة أنصار السنة في مرحلة مبكرة من عمره، درس ضمن الدفعة الأولى في المعهد العالي لتأهيل الدعاة التابع لأنصار السنة بالكلاكلة، ثم تفرغ بعد تخرجه في المعهد للعمل الدعوي بمنطقته، وعمل إماماً وخطيباً بمسجد جماعته بالحواتة، ثم أميراً لأنصار السنة بالحواتة، ثم عضواً بمجلس شورى أنصار السنة بالقضارف، ثم عضواً بمجلس شورى الجماعة بالولايات الشرقية، متزوج من مدينة الحصاحيصا.
جاء للخرطوم، منتصف التسعينيات لإكمال تعليمه العالي بجامعة أم درمان الإسلامية، وتم تعيينه معتمداً لمحلية عديلة بجنوب دارفور إبان فترة الوالي، الفريق “حامد آدم موسى”، ثم معتمداً لمحلية نيالا، ومعتمداً برئاسة ولاية جنوب دارفور في عهد الوالي المهندس “الحاج عطا المنان”، وبعدها انتقل معتمداً بشؤون الرئاسة بالقضارف، خلال فترة ولاية الوالي الأسبق “عبد الرحمن الخضر”، ومن القضارف تم تعيينه وزيراً للصحة بولاية الجزيرة خلفاً لـ”محمد عبد الكريم الهد” الذي تم إبعاده من حكومة ولاية الجزيرة بسبب خلافاته مع المؤتمر الوطني، ومن مدني، تمت ترقية “الخير النور” ليصبح وزيراً بالدولة بوزارة الصحة والعمل مع الوزير الأسبق “بحر إدريس أبو قردة”، بيد أن جماعة أنصار السنة سحبت “الخير النور” من وزارة الصحة بعد إعلان الحكومة لسياسة التقشف وخفض ودمج الوزارات في حكومة رئيس الوزراء “معتز موسى”.
ومن العمل التنفيذي انتقل “الخير” للعمل التشريعي عضواً بالمجلس الوطني، وتم تعيينه رئيساً للجنة التربية والتعليم، ثم رئيساً للجنة الثقافة والسياحة بالمجلس الوطني، وهو قيادي بارز باللجنة السياسية بالمركز العام لأنصار السنة بالسجانة، وأخيراً عُيِّن “الخير النور” وزيراً في مقعد وزير الصحة خلفاً لـ”محمد أبو زيد مصطفى” الذي درَّس “الخير النور” لمدة عامين بالمعهد العالي لتأهيل الدعاة بالكلاكلة، حيث خلف التلميذ أستاذه في حقيبة الصحة بطلب من الرئيس “البشير” وترشيح من رئيس أنصار السنة “إسماعيل عثمان”، حيث يحظى “الخير النور” بدعم كبير من رئيس أنصار السنة.