{ شباب تجمع المهنيين قبل أن يصلوا باحتجاجاتهم المشروعة إلى طريق (الثورة) المنشودة فاجأوا الجميع بإقصاء مجموعة الأحزاب التي انسحبت من الحكومة، وانحازت إليهم بعد أن سمت نفسها (الجبهة الوطنية) بل اتهموهم بالشروع في سرقة الثورة ويبدو واضحاً من رفض تجمع المهنيين للآخرين أن همهم الأول ينصب فقط في اتجاه نجومية النضال وبطولة الثوار، كما أكدوا أن دعاوى الرحيل و الرغبة في التغيير وبناء مستقبل جديد للسودان ماهي إلا مجرد شعارات براقة وأساليب ملتوية للوصول (للثورة بالنص) !!.
{ يعني بالواضح كده هناك من اندس في (النص) وسط الفئة الموجوعة والمفجوعة من الشعب السوداني بهدف سرقة مطالبهم المشروعة لإحداث ثورة مصنوعة ثم الانفراد بالثورة والانفراد بالثروة والسُلطة.
{ وفي الآخر الوعي الجمعي للشعب السوداني فطن لتك الأهداف (الباطنية) التي تريد أن تحول غضبة المطالب المشروعة من الداخل إلى خدمة المقالب المرسومة والمطامع المدعومة من الخارج والمقصود منها جر السودان بلد الأمان إلى حفرة الانفلات الأمني والحروب الطائفية حتى يسهل نهبه ومن ثم الوصول بالشعب السوداني إلى محطات التشرد والتسكع الجماعي حول العالم .
{ حقا الشعب السوداني يستحق خير الجزاء ونبل الوفاء على صبره على الإخفاقات السياسية المتوالية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة وعلى وعيه وانتباهته لخبث المؤامرات وخبائث المتربصين .
{ ولكن متى تعي الحكومة وقادتها وتنتبهوا إلى عظمة وعبقرية هذا الشعب الذي ظل دائما يقدم مصلحة الوطن على رفاهيته كمواطن ومتى يشعر قادة هذه الحكومة بتضحيات هذا الشعب العظيم ويكونوا قدر المسؤولية ويعملوا بجدية على خدمته وراحته بتوفر كل ما يحتاجه وكل ما يجعله يعيش بكرامة مرفوع الرأس .
{ وضوح أخير :
{ منذ سنوات خلت وقبل أن يقع فأس الأزمات الحالية في الرأس الحكومة وقبل أن يصل الجرح بالوطن إلى مرحلة النزيف، وبالمواطن إلى الإحساس بالآلام والأوجاع التي لا تقيف كتبنا مرارا وتكرارا في هذه المساحة منبهين ولاة الأمر ومن يهمهم الأمر، وقلنا لهم بكل الوضوح إن تجار الاحتكار والمضاربين في الدولار وسماسرة السوق المطلوق، هم أكثر خطورة على البلاد من الحركات العسكرية المتمردة ومن الجهات الأجنبية المتربصة بكل شبكاتها وشركائها وشراكها، ولكن دائماً كلام القصير ما بتسمع إلى أن دخل الكلام الحوش .
{ أخيرا أيها القادة اعلموا أن الشعب السوداني لن يحتمل مسؤولين استنفذوا كل الفرص وظلوا يثبتوا على الدوام بأنهم مسؤولين غير مسؤولين ولن يصبر أكثر من ما صبر ولن يحتمل معاناة أكثر من التي عاشها طيلة سنوات انتظار الفرج والإنقاذ.