تقارير

الرئيس “البشير” :عملت في توزيع الألبان والمنطقة الصناعية وعامل بناء

قال إنه يمتلك خطة واضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية

 الخرطوم : فاطمة عوض

وسط إجراءات أمنية مشددة ، ضاقت أمس قاعة الصداقة بحشود من العاملين والمهنيين والمعاشيين في انتظار حضور الرئيس “البشير”  لمخاطبتهم بمناسبة الذكرى (63) لعيد الاستقلال المجيد، واستقبلت الحشود الرئيس “البشير ” بالهتاف والتهليل والتكبير .

اتهم الرئيس “البشير” أحزاب الحوار الوطني  بالتخاذل لانسحابهم من الحكومة، وقطع بأنهم ظنوا أن الحكومة سقطت والمركب ستغرق، وأوضح أنها ليست المرة الأولى التي يقفزوا فيها من المركب، وأضاف نريد من يركزون ساعة الحارة وليس من يكونوا معنا ساعة الباردة، وتابع( ماعايزين ناس لمن تسخن يمرقوا ولمن تبرد يجوا معانا).وحذر “البشير” من المظاهرات التخريبية ، وأوضح أن قادتها يأتمرون بأوامر مخابرات أجنبية، وتعهد بحسمهم وعدم التهاون مع من ينسف الاستقرار والأمن بالبلاد، ووصف الرئيس مظاهر التخريب بأنها مرفوضة جملة وتفصيلاً باعتبار أن أية منشاة تخرب قامت بأموال الشعب، منوهاً إلى أن السودان لا يتحمل أن  تزداد مشاكله، مقراً بوجود معاناة بالبلاد تعيشها الحكومة وتحس بها وتحرص على حلها، وسخر “البشير” لدى مخاطبته حشداً من العاملين والمهنيين والمعاشيين أمس (الخميس) بقاعة الصداقة من الخطوة التي اتخذتها المعارضة  بمغادرتهم الحكومة ودعوتهم لحلها ووصفها بالتخاذل، وقطع بأن السودان مستهدف، إلا أنه سيظل صامداً وواقفاً، وقال كان يمكن نبيع نفسنا وكرامتنا بشوية دولارات وقمح، لافتاً إلى أن البلاد غنية بمواردها، معلناً أن الميزانية الجديدة ستكون بداية لمرحلة جديدة وصولاً لمستوى يتمناه كل سوداني من أجل الخروج من الأزمة الحالية،  وعلق  على وثيقة (جبهة التغيير الوطنية) المعارضة والتي دعته للتنحي وتشكيل حكومة انتقالية وحل المجلس الوطني ،ووصف المعارضة بالمتخاذلين، وقال إنهم  لن يكونوا حلاً للأزمة الراهنة، وأكد أنهم يظنون أن الحكومة سقطت والمركب ستغرق.

وأشار “البشير” إلى أن البلاد تعرضت  لحصار وحرب فقدت من خلالها موردها الأساسي بترول الجنوب، بجانب دخول الحرب في مواقع مختلفة من البلاد، وأقر بأن هنالك معاناة يعيشها الشعب، ووعد بالسعي لحلها، وأكد أنه يتملك خطة واضحة للخروج من الأزمات التي تواجهها البلاد، وأكد البدء فيها.

وجزم رئيس الجمهورية بالمحافظة علي استقرار السودان وترابه، قائلاً سنحافظ على الدولة وما بنلعب بيها مع ناس توجيهاتها من الخارج من وكالات ومخابرات أجنبية ، وسخر من الدعوات التي أشارت إلى أن الحكومة سقطت والمركب غرقت.

وأكد “البشير” أن السودان بلد غالٍ وشعبه غالٍ يجب الحفاظ عليه، وتعهد الرئيس بتنفيذ زيادة أجور العاملين نهاية الشهر الحالي، معترفاً بأن المرتبات كانت دون الطموح، كاشفاً عن دراسة لزيادتها تدريجياً.

وباهى رئيس الجمهورية بأنه ابن عامل، وقال “البشير” إن والده كان يعمل في مزرعة بضاحية كافوري معيداً للأذهان بأنه عمل في توزيع اللبن وفي المنطقة الصناعية وعامل بناء ” طلبة” ، لافتاً إلى أنه كان يوفر مصاريف الدراسة والزي المدرسي خلال عمله في الإجازة، واشترى دراجة بجنيهات توصله من كافوري إلى مدرسة الخرطوم القديمة، وأزاح الستار بأنه كسر أحد أسنانه حينما سقط من أعلى ( السقالة) وعولج بمضمضة من مياه الملح دون الذهاب به للطبيب في إشارة لعدم وجود ما يسمى بالصحة المهنية، وزاد الرئيس بأنه رفض تركيب سن عوضاً عن التي انكسرت عقب التحاقه بالعمل العسكري لأنها تمثل مصدر فخر له، وأظهر الرئيس عدم ارتياحه لإيجار المنازل، قائلاً لا أؤجر ولو سكنت في راكوبة، مشيراً إلى أن الشهر يأتي سريعاً والمرتب يقسم كالمرارة على حد تعبيره ، واصفاً حضور المؤجر لأخذ إيجاره بالمنظر المخيف وأن المؤجر حينما يأتي يفكر المستأجر أنه (سيد اللبن)، مشدداً على توفير السكن الشعبي باعتباره من الضروريات.

وطالب وزير العمل والإصلاح الإداري ورئيس لجنة معالجة الأزمة التي كونتها الحكومة مؤخراً “بحر إدريس أبو قردة” بضرورة محاربة وكسر حلقة السماسرة الذين يمشون بين المنتجين والمستهلكين، واصفاً إياهم بأنهم أسوأ حلقة بالبلاد.

وأكد “بحر” الذي خاطب لقاء العمال والمهنيين والمعاشيين ، بأن وزارته خطت خطوات كبيرة لإصلاح الخدمة المدنية والتي بدأت ب(5) ولايات، متوقعاً أن تشهد الخرطوم قريباً لقاءً جامعاً لوضع خارطة طريق لإصلاح الخدمة المدنية.

من جانبه أوصد رئيس اتحاد عام نقابات عمال السودان المهندس “يوسف علي عبد الكريم” الباب أمام التعامل مع أي تنظيمات أخرى، قائلاً : لا سبيل للتعامل مع أي تنظيمات أخرى غير شرعية، مؤكداً بأن السفينة لن تغرق ولا تفريط في مصالح واستقرار البلاد، وأكد أن تنظيمات العمل المهنية جاءت وفق انتخابات حرة ونزيهة وهي الممثل الشرعي للكيانات، مبيناً أن الحركة النقابية أكثر قوة، وقال إن العمال تحملوا تبعات الحصار الاقتصادي ، مؤكداً انفراج الأزمة بزيادة الأجور ودعم المعاشيين  في موازنة هذا العام والدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة، مشدداً على ضرورة خفض الأسعار .

من جانبه طالب ممثل المهنيين البروفيسور “عبد اللطيف عشميق” الدولة  بمحاربة الفساد وإيجاد حل شاف وعاجل لمشاكل الخبز والوقود والنقود، وقال إن الأجسام غير القانونية التي ظهرت يمكن أن تسيء للكيانات القائمة ، معلناً الوقوف سنداً وعضداً للدولة ودعم الجهود لحل المشاكل الاقتصادية ليظل السودان في وضع ريادي، وأقر “عشميق” بمعاناة العاملين من الضائقة الاقتصادية ونقص الضروريات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية