أخبار

خربشات

(1)
يُعد المخرج “أسامة حمزة” من أبدع صناع الفرح عبر إذاعة المساء ومن خلال برنامجه ذائع الصيت (شلال غنا) ، يزرع “أسامة حمزة” الأفراح في القلوب.. وينتقي أحلى الحروف وأرق الألحان وأشجاها.. ويقدمها للمستمع في كل صباح جديد.. من خلال مساء “حسين خوجلي” وصوت الراحلة “ليلى المغربي” بكل نداوة الثمانينات يتسلل لمسام القلب دعوة لتبقى صديقاً لأثير المساء (نحن من يحمل الجمال للدنيا عبر أشرعة المساء) .. في الفترة الصباحية ليوم (الأربعاء) قدم المخرج “أسامة حمزة” أغنيات (للباشكاتب) “محمد الأمين”.. وجميعها من أشعار الأستاذ “فضل محمد”.. ذلك الشاعر المرهف والإنسان النبيل والصحافي الذي امتدت سنوات عطائه منذ السبعينات وحتى اليوم، و”فضل الله محمد” ارتقى بود “الأمين” من زورق الألحان إلى كلام زعل..
عيون حبيبي ديار ساحاته حنية
رسالة من الروح أنشودة صوفية
حكاية للأطفال أو رقصة زنجية
بيتين من الدوبيت في ليلة صيفية
ما أروع أشعار “فضل الله محمد” وهو يرسم بقلمه لوحات من التصوف والدوبيت والناس وود مدني المدينة التي لا تعرف الانتماءات الضيقة.. وقد حدثني الأستاذ “محمد الأمين” يوماً بمكتب وزير الثقافة السابق “الطيب حسن بدوي” إنه ذهب للشرطة لاستخراج الرقم الوطني.. فسأله الضابط عن قبيلته، فقال ود الأمين”: لا أعرف أنا ولدت في ود مدني وعشت سنوات عمري بين أهلي في الشمال والشرق والغرب والجنوب، ولم أسأل يوماً أمي وأبي عن قبيلتي.. أنت الآن حر ضع أمامي اسم أي قبيلة تحبها أو أي قبيلة تبغضها وأنا راضي بما تنسبه لي؟ ، ضحك “ود الأمين” الذي تغنى بجريدة “فضل الله محمد”
سارحة مالك يا حبيبة ساهية وأفكارك بعيدة
بقرأ في عيونك حياتي وأنت مشغولة بالجريدة
ينثر “أسامة حمزة” يومياً على أثير المساء إبداعات لمطربين من الزمن الجميل.. لكن “أسامة حمزة” يهضم حقوق الشعراء والملحنين.. لو اجتهد قليلاً.. وقدم الأغنيات وعرف بالشعراء الذين صاغوا الكلمات شعراً.. والملحنين.. خاصة وأن الشعراء نصيبهم الحق الأدبي وحينما يردد “محمد الأمين” بصوته العميق:
عايز أقولك وليه أقولك وما بقولك مش مخير
ساعة مرت ساعة وأكثر الوقت روح تأخر
ذي عنادك عاوز أعاند لكن يظهر ما حاقدر
أمري لله كنت عايز أقول أحبك يا وحيدة
بقرأ في عيونك حياتي وأنت مشغولة بالجريدة
من غير “ود الأمين” بمقدوره أن يتغنى بمثل هذه الكلمات.. ومن غير “أسامة حمزة” وإذاعة المساء يبدد وحشة الليل الطويل بسهر القوافي وحروف تقطر عشقاً.. ما أجمل السهر مع “ود الأمين”.
(2)
من غير عادتها نامت الخرطوم ليلة رأس السنة حزينة مطرقة الرأس لم تغن الصالات أو ترقص الصبايا في الساحات.. نامت الخرطوم مبكراً.. واستيقظت قبل طلوع الفجر.. وحار بالناس إلى أين النهار؟ هل لا تزال الحدائق العامة يمكن الوصول إليها؟ ، اختار الشاب “الصافي سلمان الصافي” ابن الوزير والسياسي “سلمان الصافي” دعوة مجموعة صغيرة ممن ارتبط بهم رجل الأعمال “الصافي” أو والده شيخ العرب “سلمان” الذي يمثل الوجه الاجتماعي المشرق للسياسة، ولكن ابنه “الصافي” اختار دروباً غير مسالك والده “سلمان” دخل السوق بعرق جبينه وكسب (ضراعه) بعيداً عن وظائف الحكومة محدودة الدخل. في جنينة “الصافي” الواقعة قرب سجن الهدى.. كانت رحلة (الثلاثاء).. من لحظات العمر النادرة.. تأملاً في جمال الطبيعة.. والماء ينساب لري الأرض وشجيرات الليمون والمانجو تظلل المكان وكرم “الصافي سلمان” ينافس كرم والده الشهير “أبو عزيزة” .. جاء لرحلة الأول من يناير بـ(الجنينة) صاحب أشهر صالون سياسي بالخرطوم اللواء طيار “عبد الله صافي النور” ، ونقيب الصحافيين “الرزيقي”، والنائب البرلماني في عهدين مختلفين عن دائرة جنوب كوستي “أحمد حاج النور” الذي فاز في انتخابات 1986م، عن حزب الأمة وفاز في 1996م و2010م، عن ذات الدائرة ممثلاً للمؤتمر الوطني.. وشكل البروفيسور “خميس كوكو كنده” القيادي في المؤتمر الوطني وجوداً و”أسامة ونسي محمد خير” ورجل الأعمال “عادل مكي صادق” مدير شركة لقاوة.. والنائب البرلماني “محمد أحمد الزين” المدير العام لمشروع المدينة الرياضية و”الخير الفهيم المكي” و”محمد عبد الرحمن حمودة” مدير شركة أوم ورجل الأعمال والسياسي “آدم عبد الرحمن” و”عيسى آدم” رئيس الجالية السودانية السابق.. ورجل الأعمال “الختيم” والصحافي “صلاح عبد الحفيظ”.. ومزجت المجموعة ما بين الأصالة والحداثة في الألعاب الشعبية (ضالة) والكوتشينة.. كل فريق بما لديهم فرحين، و”الصافي” يبتسم راضياً لوجود الضيوف في مزرعته العامرة.. بالإنتاج.. وبالناس.. وكانت رحلة الأول من يناير في ضيافة “سلمان الصافي” ما منظور مثيلا.
(3)
والي الخرطوم الفريق “هاشم الحسين” مهتم جداً بالقضية الأمنية أكثر من قضايا الخبز والمواصلات والغاز والجازولين ومصير المدارس المعلق في انتظار استقرار الأوضاع بعد أن تسببت الاضطرابات في اختلال كبير في التقويم.. ووالي الخرطوم لم يتفقد المخابز التي عادت إليها الحياة.. ولا الطلمبات، لكنه زار غرفة المراقبة الأمنية بقسم شرطة العمارات وأعلن عن أكبر إنجازات حكومته بتركيب (4) آلاف كاميرا مراقبة بالخرطوم، وقد اطمأن الوالي على الموقف الأمني بالولاية، وأكد على أهمية استخدام التقنية في العمل الأمني.. بالطبع السيد الوالي لم يحدثنا عن تكلفة شراء (4) آلاف كاميرا مراقبة ولا الطريقة التي تم بها شراء هذه الكاميرات؟ وهل هي أولوية في الوقت الراهن؟ وهل تساعد مثل هذه الكاميرات في مكافحة الجريمة حيث تعددت حوادث السطو على المنازل خاصة في الأحياء الطرفية التي لا نصيب لها من هذه الكاميرات؟ أم هي مخصصة لمكافحة الشغب؟ وفي زيارة الوالي لقسم الشرطة قال نائب المدير العام المفتش العام الشرطة، إن مضابط الشرطة قد خلت من البلاغات المزعجة خلال الاحتفالات برأس السنة وأعياد الاستقلال، السؤال أين أقيمت احتفالات رأس السنة هذا العام؟ وهل هناك احتفال بعيد الاستقلال غير الاحتفال الرسمي الذي شهده القصر الجمهوري مساء (الإثنين) الماضي.. كل سنة والجميع بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية