الديوان

الحماوات.. قنابل موقوتة قابلة للانفجار لنسف الاستقرار الأسري

مذيعة تؤكد: لا أرفض السكن مع (حماواتي)

الخرطوم: رباب الأمين
“سلسبيل” متزوجة منذ خمس سنوات ولديها ولدان، تسكن مع حماواتها الأربع في منزل واحد نسبة لظروف زوجها، مرت الأيام ولم تتأقلم على أجواء المشاكل التي خلقت بينها وبين حماواتها، قائلة: (طلبت الطلاق وذهبت إلى منزل أسرتي).
ندرة المساكن وارتفاع كلفة إيجار المنازل يضطر معها كثير من الأزواج حديثي الارتباط إلى السكن مع أهل الزوج غالباً، ولكن هذا الأمر قد يعود بمشاكل كثيرة لعدم توائم البيئة والسلوك والمزاج بين الزوجة و(الحماوات) وقد يقود ذلك في كثير من الأحيان إلى الانفصال النهائي.
(المجهر) ناقشت قضية إسهام الحماوات في وصول العلاقة بين الزوجين إلى نهايتها غير السعيدة بالانفصال..
حماتي سبب طلاقي:
“مريم صالح” ذكرت في حديثها لـ(المجهر) أن سبب طلاقها من زوجها السابق هي أخته التي تكبر منه بعامين فتركت حياتها وأصبحت تسيطر على حياة أخيها حتى في النواحي المادية، وهو الأمر الذي لم تستطع معه السكوت والصبر فطلبت من زوجها عدة مرات أن يكون له شخصيته المستقلة، إلا أنه لم يستجب لها فطلبت منه الطلاق آخر الأمر.
لن أسكن في منزلهن:
بعض الفتيات فضلن عدم السكن مع الحماوات من أجل الابتعاد عن المشاكل، مثل
“ناريمان سليمان” التي قالت إنها فضلت هذا القرار حتى تحفظ الود وامتداد احترام العلاقات فيما بينهن، وذات الأمر للموظفة “هبايب محمد” التي قالت لـ(المجهر) إن الحماة ليست سبباً مباشراً وإنما السبب الرئيسي هو (شخصية الزوج) الذي يصغي لسماع أوامر أخته وخراب منزله بيده، مشيرة إلى أن خصوصية أن تختار الزوجة منزلاً منفرداً بها من حقها، ونصحت الشباب (لو ما كونت نفسك وبيتك ما تتزوج).
ظروف خاصة جداً
بعض الشباب لا يزالوا يتأثرون بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد مما أثر أيضا على ارتفاع العقارات ومن الصعب إيجاد منازل للإيجار لتحقيق شرطها.
“رؤى تاج الدين” ذكرت في حديثها لـ(المجهر) أن بعض من الشباب لا يملكون دخلاً كافياً لاستئجار منزل في حين أن بعض الفتيات شرطهن الأساسي هو (الإيجار) وأن تعيش في منزل منفرد بعيد عن ضوضاء المشاكل الأسرية، وكل هذه المتطلبات من حقها ولكن في ظل الظروف الاقتصادية وتأخر الرواتب يمكن للزوجة التنازل قليلا للحفاظ على زوجها وتستسلم بالسكن مع الحماوات.
عكس الآراء:
” إلهام عادل” تحكي لـ(المجهر) بأنها تصاب بالدهشة حين تسمع بأن بعض من المشاكل الزوجية سببها الحاموات وقالت إنه في السابق لم تكن هناك مشاكل وأن نساء الأخ والأخوات كلهن يعشن في منزل واحد مع احترام النسيبة والحماوات وكلهن يشكلن عائلة وينشئن أطفالهن تحت الاحترام .
وأرجعت هذه الظاهرة إلى تغير النفوس والظروف الاقتصادية لعبت دوراً بارزاً، حيث إن الزوجة تريد بأن تظهر بمظهر حسن أمام “حماواتها وصديقاتها” وبنات أهل الزوج كنوع من (الغيظ) فترفض السكن بالقرب منهن وتعتقد بأنهن يشاركنها في أقل الأشياء، فبالتالي يهضمن حقوق أبنائها وقالت مدللة على حديثها بأن والدها متوفى ونشأت على يد أخوتها الكبار الذين كافحوا من أجل (لقمة عيشهم)، فلم يروا معاملة سيئة من قبل نساء الأخ وكذلك عدم تعديهن على خصوصيتهم رغم أن منزلهم ومطبخهم واحد.
الإعلامية “ريان حضرة” قالت من حسن حظ الزوجة بأن تسكن مع حماواتها وتتعاون معهن في كل الأشياء وخاصة في السنوات الأولى وأنها لا ترفض السكن مع أخوات زوجها لأنهن في مقام أخواتها.
سرقة الابن
من جهته قال الدكتور “جمال حسين” الخبير النفسي، إن أسباب الطلاق كثيرة ومتعددة لكن أبرزها هو تدخل الحماوات بين الزوج والزوجة وخاصًة والدة الزوج، حيث إنها تشعر أن زوجة ابنها سارقة خطفت منها هذا الطفل الذي ربته وكبرته وجعلته رجلا، فتشعر بالغيرة الشديدة منها، أما عن والدة الزوجة فهي أحيانًا تكون سببا في المشكلات وفي أحيان أخرى تقف على الحياد لخوفها على أسرة ابنتها من التشرد، وتابع: في النهاية تعددت الأسباب والطلاق واحد، وإن كانت الأسباب متشابهة من حيث التسرع وقلة الحكمة والصبر والسبب الأكبر في ارتفاع النسبة مؤخرًا هو أن الجيل الجديد تعود على فعل كل شيء بسرعة شديدة بسبب تأثره بالتكنولوجيا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية