كيف استقبلت الخرطوم رأس السنة لهذا الموسم ؟
غياب التحذيرات الدينية .. وإلغاء للحفلات .. وهدوء يلف الشوارع الكبيرة
الخرطوم _ المجهر
على غير السنوات السابقة بدت العاصمة الخرطوم هذا الموسم غير مهيأة على الإطلاق لاحتفالات درجت على تنظيمها سنوياً للاحتفال بأعياد الاستقلال ورأس السنة الميلادية.
ثمة متغيرات كثيرة أثرت سلباً على احتفالات الخرطوم التي كانت تضج بالحركة منذ صبيحة يوم 31_12 من كل عام، فالأوضاع الاقتصادية المتردية التي أصابت معظم الناس مثل ندرة المواد التموينية وارتفاع أسعارها وظاهرة الصفوف أمام المخابز ومحطات الوقود والصرافات الآلية وانعدام السيولة النقدية بالإضافة إلى تجدد المظاهرات والاحتقانات الأمنية بوسط العاصمة حدا بالكثيرين إلى إلغاء احتفالاتهم هذا الموسم.
المطربون يلغون حفلاتهم..
ألغى كثير من الفنانين ارتباطاتهم الفنية التي تعاقد البعض عليها في رأس السنة لهذا الموسم بسبب حالة الحزن الشديد على الشهداء الذين سقطوا جراء المظاهرات التي عمت عدداً من المدن السودانية وبسبب الضائقة المعيشية، وأعلن كثيرون إلغاء ارتباطهم خلال رأس السنة منهم “هدى عربي وحسين الصادق ومحمد الأمين” والذي ألغى قيام حفلي (الكريسماس ورأس السنة) بنفسه بنادي الضباط، وكورال كلية الموسيقى والدراما و”أحمد فتح الله” (البندول) و”أحمد الصادق”، حيث قاموا بإلغاء الحفلات التي كان من المقرر أن تقام ليلة رأس السنة والعام الجديد، وبمناسبة عيد الاستقلال، في يومي 31/12/2018 ويوم 1/1/ 2019م وذلك قبل أسبوع رغم انتشار الدعاية عنها، وتأسف متعهد الحفلات “إبراهيم شلضم” على أنه ولأول مرة لم يستطع إحياء حفلات رأس السنة، وأضاف أنه أيضا ولأول مرة يأتي رأس السنة حاملا معه أحزاناً ولم نستطع أن نحي حفلات، بسبب الإحجام عنها، وقال لم تأته توجيهات بإلغائها، ولكن تحسباً لأي طارئ وحسب الخبرة في المجال وقراءة للوضع الحالي، فإن الشارع فيه إحجام كبير جداً مما يؤدي لتعطيل لكل مشاريع الحفلات التجارية، وتحسبه من الناحية المالية لأنه يمكن أن تحدث خسارات كبيرة بسبب عدم مجئ الناس لهذه الحفلات في ظل الوضع الراهن، وأضاف أن الناس تخشى وتتخوف من الشارع في هذه الظروف أيضا.
غياب التحذيرات السنوية..
غابت عن الوكالات الإعلامية والصحف التصريحات الشرطية السنوية التي عادة ما تسبق هذه الأحداث مثل الحديث عن إغلاق بعض الشوارع في أمسية رأس السنة والتنبيه بعدم التراشق بالبيض والمياه الباردة، كما غابت تحذيرات الجماعات الدينية بعدم وجوب الاحتفال برأس السنة التي عادة ما كانت تملأ ملصقاتهم أعمدة الإنارة وجدران المنازل والمحلات التجارية والتي تشدد على أن الاحتفال برأس السنة ليس من الدين في شيء.
هدوء في الشوارع الرئيسية..
على غير العادة شهدت الشوارع الرئيسية والكبيرة بالخرطوم هدوءا غير مسبوق في رأس السنة، فقد كان شارع المطار بوسط الخرطوم غارقا في هدوئه سوى من بعض السيارات والتي أطلقت أبواق الاحتفال بقدوم العام الجديد، وبعض المحال التجارية الكبرى التي تزينت لاستقبال السنة الجديدة، بينما لم يشهد شارع النيل بالخرطوم أية مظاهر احتفائية طيلة ليلة أمس، وذات الأمر كانت عليه الشوارع التي دائما ما تشهد صخباً خلال رأس السنة مثل شوارع المشتل وعبد الله الطيب ومكة وشارع المعرض ببري، ورغم حالة الاحتقان والحزن والتماهي مع الضائقة المعيشية إلا أن بعض الشباب اخترقوا كل ذلك ووضع البعض (زينة) على سياراتهم وأطلقوا الأبواق ورقص بعضهم في الشوارع ابتهاجاً بالعام الجديد، بينما فضل الكثيرون قضاء رأس السنة في منازلهم وخلد كثيرون إلى النوم باكراً.