تقارير

لماذا رمى الجنوب بـ(طوبة) الوحدة واختاروا استقلال بعد استقلال؟!

(المجهر) تستقرئ في الذكرى (63) مواقف لقيادات جنوبية

“سايمون فيلب”: “ستانتينو دينق” قال للمستعمر نحن أبناء السودان لا نفرق بين الشمال والجنوب
الخرطوم : فائز عبد الله
تمر الذكرى (63) لاستقلال السودان وفي خاطرها تستعيد مشاركات بارزة لقيادات جنوب السودان، في النضال والمواقف السياسية وكان من بين القيادات التي اعتلت مناصب بعد الاستقلال زعيم المعارضة في برلمان العام 1955 “ستارلينو لاهوري وفيلمون مجوك وأدوك بونق” رئيس مجلس السيادة في العام 1965م وزير الدولة “سانتينو دينق تينق وبوث ديو وفلمنق ماجوك” وزير النقل ولعبت هذه القيادات أدوارا نضالية في استقلال السودان في الحكومات المتعاقبة في العام “1955و 1964-1965.
الجميع يتذكر ذلك الموقف الوطني عندما استجاب النواب الجنوبيون بقيادة زعيمهم “بوث ديو” لنداء زملائهم من الشمال بأن يصوتوا جميعا للاستقلال، ليكون ناصع البياض لا يشذ أحد عنه في مقابل نيل الجنوب للفيدرالية، مياه كثيرة جرت تحت الجسر ولم يعد ذلك الوطن الذي استقل من حكم الانجليز بذات المساحة بعد أن اختار الجنوبيون خيار الانفصال في العام2011، سؤال مهم جدا.. لماذا رمى الجنوب بـ(طوبة) الوحدة واختاروا الانفصال بعد الاستقلال؟!
مساومة المستعمر للجنوبيين!!
عضو الحركة الشعبية “سايمون فيلب فلمنوج” في حديثة (المجهر) قال إن زعيم المعارضة “ستانتينو دينق” طلب من المستعمر تسليم السلطة إلى أبناء السودان، وأضاف أن المستعمر تحدث عن منح أبناء الجنوب في الحكومة حكم ذاتي وفيدرالي في حالة رفضهم خروج المستعمر، وأشار إلى أن “دينق” رفض، وقال للمستعمر إننا أبناء السودان لا فرق بينا، والسودان دولة واحدة ولا يمكن أن يحكم من الجنوب والشمال، وقال إن القيادات الجنوبية التي شاركت في الحكومات الوطنية “إسماعيل الأزهري وعبود وسر الختم” بعد الاستقلال، هم زعيم المعارضة في برلمان العام “1955” “ستارلينو لاهوري وفيلمون مجوك و ادوك بونق” رئيس مجلس السيادة في العام 1965م وزير الدولة “سانتينو دينق تينق وبوث ديو وفلمنق ماجوك” وزير النقل.
وقال إن حكومة “إسماعيل الأزهري” عينت “بنجامين لوكي” وزيرا للثروة المعدنية في “1955م” وفي العام 1965م عين “لويجي ادوك بونق” رئيسا لمجلس السيادة.
وأضاف “فلمنوج” إن الحكومات المتعاقبة على السودان اتبعت نفس نهج حكومتي “إسماعيل الأزهري والفريق عبود” التي سبقتها، وأنه تم تعيين “سانتينو دينق” وزيرا لمساهمته في الوضع السياسي الذي تمر به البلاد في الفترة من العام “1964و1965″م .
قطع الطريق أمام الإرساليات التبشيرية
وقال “مطران انجلو اكونج” لـ(المجهر) إن القيادات الجنوبية قطعت الطريق أمام الإرساليات التبشيرية التي كانت في الولايات الجنوب، وأضاف أن وعي القيادات في حكومة 17 نوفمبر قطع الدعم الأجنبي عن المتمردين في العام “1956إلى 1965″م وأوقف أنشطة الإرساليات التبشيرية المسيحية التي تم اتهامها بتأجيج النزاع وتغذية الخلافات من خلال عمليات التبشير في الجنوب. وأشار “انجلو” إلى أنه في الأعوام “1963-1964-1965م شاركت هذه القيادات في المناصب الوزارية بعد الاستقلال أبرزهم زعيم المعارضة في برلمان العام “1955” “ستارلينو لاهوري وفيلمون مجوك وادوك بونق” رئيس مجلس السيادة في العام 1965م وزير الدولة “سانتينو دينق تينق وبوث ديو وفلمنق ماجوك” وزير النقل وأضاف “مطران انجلو” إن مشاركة هذه القيادات في الحكومة كان بارزا ودورهم إيجابي في منع الإرساليات التبشيرية التي كانت تساهم في الترويج إلى الحرب والفتن بين أبناء السودان، تواصلت مشاركة القيادات الجنوبية في الحكومة إلى أيام حكومة “سر الختم الخليفة” الانتقالية وضمت في عضويتها اثنين من أبناء الجنوب .
وقال السلطان “جونجي اجاوك ” لـ(المجهر) إن السلاطين شاركوا في الحكومة وقاوموا المستعمر، وأضاف إن السلاطين شاركوا في مؤتمر المائدة المستديرة وتعامل المستعمر مع الجنوب بشكل منفصل عن الشمال، تمهيداً لتنفيذ واحد من ثلاثة خيارات بحثتها السلطات البريطانية فصل الجنوب عن الشمال وضمه لدولة أوغندا أو إنشاء إدارة فيدرالية للجنوب وضمه للشمال أو ضم الجنوب للشمال كإقليم عادي كغيره من أجزاء الشمال الأخرى، وقال إن خيار المستعمر كان يرجح فصل الجنوب ونشر المذهب الكاثوليكي البريطاني في ولايات الجنوب، وأضاف “أجاوك” إن السلاطين رفضوا نشاط الإرساليات التبشيرية بحجة أنها تحرض على الحرب والعنف.
ويرى حاكم ولاية فشلا السابق وعضو الحركة الشعبية “فكتور كاواي قروايج” في حديثه لـ(المجهر) إن قيادات الجنوب ناضلت في العام “1956” م وإن إسهام الجنوبيين في الاستقلال كان كبيرا في مناطق قبيلة الشلك والنوير بأعالي النيل ملكال قدمت هذه القبائل الكثير من الشهداء في سبيل تحقيق الاستقلال في السودان وقال إنه بعد أن خرج المستعمر طالب زعيم المعارضة في برلمان “ستارلينو لاهوري وفيلمون مجوك وأدوك بونق” رئيس مجلس السيادة في العام 1965م وزير الدولة “سانتينو دينق تينق وبوث ديو وفلمنق ماجوك” وزير النقل بحقوقهم في مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد “1965 م”، مع حكومة “سر الختم” وإيجاد حل لمشكلة الجنوب، وأوضح “كاواي” أن قيادات الجنوب كان لهم موقفين الأول الاتحاد مع السودان والثاني الانفصال عن السودان، لذلك اختلفت الرؤية في مطالب الاستقلال في العام “55و1964م”.
وقال “قروايج” إن الرؤية الاتحادية تقوم على فكرة قيام دولتين “دولة شمالية وأخرى جنوبية” في مطلب الحكم الفيدرالي الذي اقترحه المستعمر وأن لكل دولة برلمان وسلطتها التنفيذية، إلى جانب كفالة حريتها في معالجة الأمور الاقتصادية والزراعية ومسائل التعليم والأمن، وأن يكون للجنوب جيش تحت قيادة موحدة للدولتين، وبذلك يصبح ما تدعو إليه هذه الرؤية أقرب إلى الكونفيدرالية، منه إلى الفيدرالية.
تقرير المصير ..
وأضاف “قروايج” أما القيادات الجنوبية الأكثر راديكالية في لقاءاتهم مع المستعمر ومؤتمر “المائدة المستديرة” فقد كانوا يحبذون الحصول على حق تقرير المصير كتمهيد للاستقلال التام. وقال إن المقترح كان بقيادة الزعيم الجنوبي “أقري جادين” رئيس حزب سانو في المنفى. والاتجاه الفيدرالي كان بقيادة “وليام دينق”. لم يكن هناك أي حزب شمالي مستعد لمناقشة هذه الأفكار ولذلك لم تتخذ أية محاولات جادة في المؤتمر للتعامل معها بأي شكل كان.
وقال القيادي بالحركة الشعبية ” “وبويج لول” “إن قيادات جنوب السودان لعبت دورا كبيرا وقامت بثورات ضد المستعمر واثناء تطبيق قانون المناطق المقفولة لعبت هذه القيادات ادوار حقيقية، وأضاف إن “أبيل الير” كان وزيراً للثروة الحيوانية في الحكومتين والراحل “كاربينو كوانين” وغيرهم من القيادات لعبوا دوراً في طرد المستعمرة من مناطق الجنوب واضاف “لول” إن جميع الأحزاب الشمالية تريد التفاوض حوله نيل الاستقلال في ذلك الوقت وعدم الاعتراف بحق الجنوب في تشكيل إدارة إقليمية في إطار السودان الموحد. وأوضح أن هذه المطالب أدت إلى فشل المؤتمر وقادت إلى طريق مسدود، وقال إن المستعمر نجح في زرع الشكوك وعدم الثقة بين الجنوب والشمال.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية