تقارير

(المجهر) تضع عينيها على ما حملته الصحف من ابتهاج أيام الاستقلال

احتفالات متواصلة وحفلات وتهانٍ وانتعاش للسينما

تقرير- نهلة مجذوب
سجل السودانيون بنيلهم الاستقلال صفحة بيضاء مشرقة في سجل تاريخ النضال الوطني، وكانت حركة تحرير البلاد قد استشعرت كل الناس للتحرك ضد المستعمر البغيض وقتها، وشارك كل الشعب في كفاحه ضد الغزاة المستعمرين وتقاسموا التضحيات الفادحة وما كانت لتتحقق هذه الانتصارات لولا وحدة الشعب السوداني وإجماعه.
وشهدت أيام الاستقلال إحياء حفلات بالعاصمة الخرطوم والولايات، وشارك فيها المجتمع بشكل كبير وكان نيل الحرية هو حديث الناس في البيوت والمدارس ودور العلم والسودانيين خارج البلاد في الجاليات بالهند ومصر والمملكة العربية السعودية وغيرها
والأسواق والمحال التجارية، فقد قامت أشهر المصانع والشركات بتهنئة المواطنين بالاستقلال عبر الصحف. كما نقلت الصحافة مشاهد إنزال العلم ومشاهد الكتل البشرية التي وقفت في فرح والدموع تنهمر والهتاف الذي بلغ عنان السماء، وكانت من بين الصحف الموجودة وقتها (النيل، السودان الحديث والرأي العام) وغيرها من الصحف، ورغم قلتها إلا أنها استطاعت أن تنقل هذا النبض.
(المجهر) قامت بتمحيص بعض المواقف والقصص والأخبار التي حملتها الصحف في ذلك اليوم المشهود ونقلت فرحة الناس بالاستقلال خاصة في شهر يناير 1956، وكانت دار الوثائق السودانية مرجعاً لهذه المواد العظيمة في ذاكرة الأمة السودانية.
{ الابتهاج بيوم رفع العلم
ابتهجت كل مدن السودان وقراها بإعلان الاستقلال ورفع علم البلاد، وذكرت صحيفة (النيل) أنها ما تزال تتلقى مئات الرسائل عن الحفلات الرسمية والشعبية والقصائد عن الحرية في جميع أنحاء البلاد، وأضافت: (وهكذا يتذوق الشعب حلاوة الاستقلال بعد أن قضى أكثر من خمسين عاماً في الإذلال).
وتقدمت لجنة اتحاد نقابات عمال السودان التنفيذية ونيابة عن جميع عمال السودان بكل عزة للشعب السوداني المجاهد بأحر التهاني وأطيب الأماني في الرخاء ودعم السلم العالمي بالانتصار الكبير على دولة الاستعمار، بتحقيق السودنة وإجلاء الجيوش الأجنبية وإنزال علمي الذل والعبودية.
{ أصحاب الشركات يهنئون بالاستقلال
وبهذا قام عدد من الشركات الكبيرة بالإعلان في الصحف ومن ضمنها مجموعة شركات (سودان مركنتايل) التي تنشط في عدد من المناشط التجارية بجودة عالية، وكانت شهيرة بإنتاج أحذية (باتا) الفاخرة بأصناف مختلفة تتميز بالفخامة والأناقة، وكان شعار (باتا) “صانعو الأحذية للعالم”، وقامت في يوم الاستقلال بالإعلان في صحيفة (النيل) محتملة بعيدها الخمسيني والاستقلال وجاء في إعلانها (خمسون عاماً من التجربة والمران وها نحن نتطلع إلى الأمام في ثقة وإيمان بالمستقبل لنقوم بدورنا في المساهمة نحو رقي سودان المستقبل وتقدمه)، وأعلنت عن تخفيضات هائلة.
كما هنأت شركة (أومو) للصابون زبائنها بالاستقلال وقامت بتوفير عروض مناسبة.
{ مواطن يرزق بطفل ويسميه “الحُرّ”
صحيفة (النيل) أوردت خبراً مفاده أن المواطن “عبد الرسول عبد الله” من كادوقلي رُزق بطفل ذكر بعد مرور (45) عاماً من حياته، وقد سماه “الحُرّ” تيمناً بنيلِ السُّودان لحريته.
{ نبض السينما
عظيم الألحان والأفلام عُرضت في شهر يناير 1956م، فكانت الأفلام العربية لأبطال ونجوم السينما العربية “محمود المليجي” و”سامية جمال”، “راقية إبراهيم”، “كمال الشناوي”، والأجنبية الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية.
وتتخلل الأفلام أعذب الأغاني والألحان في (الاستعراض الأعظم) لـ”مارلين مولر”، “دان ديلي” ولم يكن الناس بعيدين عن العالمية، وكانت هذه الأفلام تعرض في سينما برمبل وسينما حلفاية والسينما الوطنية ببحري والسينما الوطنية الخرطوم وسينما الخرطوم جنوب والوطنية ام درمان وسينما كلوزيوم، وكانت تعرض الأفلام القوية التي سبقتها شهرتها أيضاً بسينما ود مدني وبورتسودان.
{ ابتهاج الحرمين الشريفين باستقلال السودان
قوبل نبأ نيل السودان لاستقلاله التام وحريته الكاملة بالسرور والفرح في جميع الأوساط بالحرمين الشريفين، فأقيمت صلاة الشكر لله تعالى على توفيقه للشعب السوداني الشقيق واتحاد كلمة زعمائه، وأرسل مدير مدرسة “التهذيب” بالمدينة المنورة برقية تهنئة للشعب السوداني بنيل استقلاله.
{ الفنانان “حسن عطية” و”عثمان حسين” بتوتي
بمناسبة الاستقلال أقام نادي توتي الرياضي ليلة ساهرة بدار الأمة شارك فيها عملاقا الفن “حسن عطية” و”عثمان حسين”، بمشاركة “عوض شمبات” وراقص أفريقي يدعى “الله جابو”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية