حدثني بالأمس القريب.. أحد الزملاء محرضاً على حضوري لتسجيل حلقة احتفائية بأعياد الاستقلال المجيد.. بدا اعتذاري منطقياً وأنا أتعلل بما تمر به البلاد والعباد من أوضاع تدعو للحيلولة دون أن يبتسم أحدنا بشهية كاملة.. دعك من أن يحتفي.
كانت إجابته صادمة قليلاً.. حيث إنه تساءل في إجابته عن مدى اهتمام الناس بموقفي الرافض لكم البرامج والاحتفالات التي أخبرته أنني اعتذرت عن معظمها.. فأجبته بالحرف الواحد (أنا ما اعتذرت ولا مرة عشان أرضي زول.. أنا اعتذرت في كل المرات لقناعتي الشخصية ولموقفي الصارم تجاه تردي الأوضاع).
شعرت لوهلة أنه اقتنع قبل أن يجيبني معاك حق.. لكن برضو الموضوع ده موضوع وطنية وسودان.. موضوع عام يعني ما محزب.. فأجبته كيف احتفي في ظل حزن الأسر على مئات الجرحى وعشرات الشهداء.. في الوقت الذي تتداول فيه الوسائط جميعها فيديو لمواطن جزائري سقط في بئر فهبت لنجدته الجهات كلها.. نحتفي نحن باستقلال السودان في ظل سقوط الموتى وحريق الأسواق وتوالي المصائب الجماعية.
أنا يا سادتي جميعاً أعتذر عن أي فعالية احتفائية خارج السودان أو داخله حتى منتصف يناير القادم.. أتمناه لكم عاماً جديداً.. رخياً آمناً في رحاب الوطن الذي نحب.. ودمتم بخير.