الديوان

“أمير عبد الله خليل”: أنا سياسي ولكن زاهد في المناصب

بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله ،(المجهر) تعيد حواراً أُجرى مع الراحل "أمير عبد الله خليل".

حوار/ صلاح حبيب
هو ابن الأميرالاي ووزير الدفاع ورئيس وزراء السودان الأسبق يمتاز باللطف والبساطة وطيبة المعشر من أبكار الزراعيين قضى أربعين عاماً ممثلاً للسودان في كافة مجالات الزراعة حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته ميلاده ونشأته، ودراساته، أولى محطاته العملية وأين هو الآن، أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن، نادٍ يحرص على تشجيعه، فنان يفضل الاستماع إليه، أجمل الصباحات التي عاشها، مدن عالقة بذاكرته، مقتنيات الوالد وكيف كانت علاقته به وعلاقته بالجيران، كتب شكلت وجدانه وما الذي يشغله الآن فنقدمه للقارئ عبر هذه المساحة فسألناه في بداية حوارنا:
*من أنت؟
=أمير عبدالله خليل ولدت بمدينة أم درمان في 25/11/1940 بفرقة أم درمان سلاح المهندسين تلقيت دراستي الأولية بمدرسة الهداية ثم مدرسة الموردة ودرست جزءاً من الابتدائي بالمدرسة الأهلية انتقلت بعدها إلى مدرسة الأبيض الأميرية ثم وادي سيدنا الثانوية ومنها سافرت إلى تشيكوسلوفاكيا درست اقتصاد زراعي وحصلت على درجة الماجستير في نفس المجال.
*أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
= عملت بوزارة الزراعة ومن ثم انتقلت للزراعة الآلية مساعداً للمدير العام.
*ومحطتك الأخرى؟
= نقلت إلى روما ممثلاً للسودان في منظمة الأغذية والزراعة برنامج الغذاء العالمي ومن ثم عملت مديراً تنفيذياً في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أمضيت أربعة عشر عاماً بروما وشهدت مؤتمر الغذاء العالمي وكنت أحد المساهمين فيه في عام 1984-1985 تركت المنظمة وعدت للسودان.
*وما هو السبب؟
= السبب أن وزير الزراعة وقتها رأى عودتي للسودان.
× وماذا عملت بعد العودة؟
= عينت مستشاراً لمدير عام منظمة الأغذية والزراعة للشؤون الأفريقية بروما ومن ثم نقلت ممثلاً لمنظمة الأغذية والزراعة بيوغندا وفي عام 1933 نقلت للعراق وشغلت منصب مساعد المدير العام للمنظمة بالعراق كان حجم البرنامج وقتها يقدر بمليار وخمسمائة مليون دولار وفي عام 2003-2004 عينت مستشاراً للمنظمة بنيويورك مكثت عاماً ثم عدت بعدها للسودان.
× وأين كانت محطتك الأخرى عندما عدت للسودان؟
= عينت مستشاراً لرئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي وفي مارس الماضي قررت التقاعد نهائياً.
× وماذا تعمل الآن؟
أقوم بعمل طوعي وأشغل منصب رئيس مجلس إدارة مستشفى أم درمان ورئيس مجلس إدارة زهور القطف والزينة للنهضة الزراعية ورئيس مجلس أمناء منظمة الأمن الإنساني ورئيس جمعية مرضى السكري والعديد من الأعمال الأخرى.
× ذكرت أنك درست جزءاً من مراحلك بالأبيض فما هو السبب؟
= ذهبت الأبيض بناء على طلب من خالتي التي كانت تعيش بالأبيض، ثانياً حاولت أن أخرج من زخم الحكومة، ثالثاً الوالد كان يرى أنه لابد أن نزور جذورنا وبيئتنا ومناطقنا، وأذكر أنا بالأبيض خالتي كان لها أثنى عشر بنتاً فربنا أكرمهم بأول ولد أثناء وجودي معهم فتفاؤلوا بي.
× إذا أعدناك لأيام الدراسة كيف كان ترتيبك في الفصل؟
= وقتها لم أكن من الطلبة المبرزين.
× هل الزراعة كانت رغبتك؟
= وقتها كانت رغبتي أن التحق بالقوات المسلحة ولكن عندما ذهبت للدراسة الجامعية الزراعة فعلاً كانت رغبتي خاصة وأن الوالد كانت له بعض المشاريع الزراعية.
× هوايات مارستها؟
= مارست كرة السلة والجري وكنت نشطاً جداً في الكديت.
× في مجال كرة القدم هل لك نادٍ تحرص على تشجيعه؟
= أنا هلالابي بالميلاد.
× برامج تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
= الأخبار والبرامج السياسية والحوارات.
× أيام فرح عشتها؟
= الأفراح عندي كثيرة فزواجي كان يوم فرح بالنسبة لي وإنجاب الأطفال لذلك وزواجهم وهناك كثير من الأفراح الخاصة والعامة.
× ويوم حزنت فيه؟
= عند وفاة الوالد والوالدة وفقد الأصدقاء؟
× أجمل الصباحات التي عشتها؟
= كل صباح جديد يعتبر عندي جميلاً فأنا دائماً متفائل ولست متشائماً ولذلك الصباح الذي تشرق فيه الشمس وأنا بالمزرعة وعلى النيل من أجمل الصباحات عندي وكذلك عند الغروب.
× مدن عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
= الأبيض عشت فيها أجمل طفولتي وكمبالا التي عشقتها وعشقني أهلها وأقمت فيها عدة صداقات ابتداءً من الرئيس موسفيني، والعراق التي عندما نقلت لها كدت أن أبكي وعندما نقلت منها بكيت فعشت فيها عشر سنوات تحت الحصار فخلقت فيها علاقات اجتماعية ممتازة وهي من المحطات التي لن أنساها.
× كتب شكلت وجدانك؟
= قراءتي كلها كانت في السياسة فقرأت لكاتب أمريكي عن كيف يموت النصف الآخر فاستهواني الكتاب الذي كان يشرح استغلال الأمم المتحدة والمنظمات للمساكين وكيف يموتون نتيجة لهذا القصور وقرأت لهيكل والدكتور منصور خالد وأقرأ معظم المجلات السياسية وكلها شكلت عندي وحدة ثقافة جيدة.
× وأنت ابن زعيم سياسي الم تستهوك السياسة؟
= أنا سياسي ولكن محجم عنها وزاهد في مناصبها؟
× والسبب؟
= السبب إنني ما شايف هناك تقدير للسياسيين في السودان ولا للدور الذي يلعبونه ولذلك أفضل الأدلاء برأيي لأن البلد بلدنا ولابد أن نشارك فيها بالرأي ولكن أنا لست من المتحمسين لتولي أي منصب سياسي فيها وهذا هو ديدني طوال حياتي أعمل من الخارج وأساعد من الخارج وأدعم من الخارج.
× وأين مقتنيات الوالد؟
= كلها موجودة في شكل متحف بالمنزل.
× أهم ما فيها؟
= فيها عربة موديل 1954 ومكتبه الخاص وكرسيه بالإضافة إلى الأنواط والنياشين وأهداءات الرؤساء والزعماء أمثال الإمبراطور هيلاسلاس وأيزنهاور ونيكسون والملك عبد العزيز وكثير من الصور مع الملوك والزعماء.
× هل كنتم من المدللين؟
= أبداً فعندما كنت بالمدرسة الأولية كنت ألبس الدمورية وأحمل شنطة من الدمورية فالوالد كان يحرص ألا ننفصل عن المجتمع.
× كيف كانت علاقته بكم؟
= الوالد كان عطوفاً وحنيناً وفي نفس الوقت صعباً وقوياً.
× وهو في السلطة كيف كنت تلتقيه؟
= وقتها عندما أعود من وادي سيدنا كانت تصعب مقابلته لازدحام المنزل فكنت أتحين الفرص حتى التقيه.
× وعندما خرج من السلطة؟
= انفض الناس من حوله إلا بعض الأصدقاء المخلصين ومازالت علاقتنا مربوطة بأسرهم حتى الآن.
× علاقته بالجيران؟
= الناس كان (مآخده فكره غلط عنه) فهو رجل كريم وعطوف فأعطيك مثلاً واحداً فأذكر أن أحد الجيران عرض عليه بيع منزله فطلب منه مبلغاً من المال للحج فمنحه المبلغ وبعد فترة جاءني يحمل مكاتبة للبيع ويطلب باقي المبلغ وعندما عرضت عليه الورقة مزقها وقال لي هؤلاء جيراني كانوا في حاجة للمال. وعندما توفى المنزل كان مرهوناً للبنك والسبب أنه رهن البنك لتمويل الحملة الانتخابية وهناك كثير من الديون كانت عبارة عن ضمانات لبعض الأشخاص وقمنا بسدادها.
× وموقفه من المصريين؟
= أذكر إنني سألته ذات يوم وقلت له لماذا تكره المصريين فرد علي بعبارة واحدة أنا ما بكرهم أنا بعرفهم.
× إذا أعدناك للوراء مقتنيات تحرص على شرائها عندما تدخل السوق؟
= الأناتيك واللوحات الجميلة.
× في مجال الفن لمن تستمع؟
لديّ بعض الأغاني لدى بعض الفنانين ولكن تربطني علاقات حميمة بالفنانين وردي وكابلي وأحمد المصطفى وسيد خليفة وأبو داود.
× ما الذي يغضبك؟
= الكذب وعدم الوفاء والأمانة.
× هل أنت عنيد؟
= كنت عنيد جداً.
× ما الذي يشغلك الآن؟
يشغلني السودان والذي أخشى عليه من التفتت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية