تقارير

المؤتمر الوطني يجترح حلولاً ناعمةً للأزمة بنهر النيل

أقر بوجود أسباب محفزة للتظاهر

عطبرة – نجاة صالح شرف الدين

وجه حزب المؤتمر الوطني اتهاماً صريحاً وواضحاً للحزب الشيوعي وأحزاب وقوى اليسار الأخرى بالتخطيط وفق مخطط شامل أُعد بإحكام للأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض الولايات لتنفيذ وتمرير أجندتها، وعلى رأسها المؤتمر الوطني والمتمثلة في قيادته وعدد من دور المؤتمر الوطني في بعض الولايات، إلى جانب استهداف منشآت الدولة والمتمثلة في منشآتها الهامة التي تعرضت للحرق الكامل والدمار.
زار أمس الأول عدد من قيادات المؤتمر الوطني على رأسهم نائب رئيس القطاع السياسي للحزب الدكتور “محمد مصطفى الضو” ولاية نهر النيل وعلى وجه التحديد مدينتي عطبرة والدامر التي كانت قد اندلعت فيها المظاهرات خلال الأسبوع المنصرم، وذلك للوقوف على مجريات الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولاية.
وأكدت قيادات المؤتمر الوطني أن مثل هذه الأحداث لن تكسرهم ولكن ستزيدهم قوة وصلابة، ودعوا قيادات وقواعد الحزب للقيام بمسؤولياتهم تجاه الحزب الوطني والمواطن.
وتوعد المؤتمر الوطني بملاحقة وتقديم كل الذين قاموا بعملية التخريب التي طالت مؤسسات ومنشآت الدولة والحزب والتي لم تسلم منها ممتلكات المواطنين والمواقع التجارية، للعدالة.
وأكدوا أنهم يعلمون من كان وراء هذه الأحداث سواء بالتخطيط أو بالتنفيذ والتخريب والدمار، وسيتم تقديم كل معتدٍ سواء أن كانوا مسؤولين أو نواباً أو أياً تكن أهميته، لساحات العدالة لرد الحقوق والمعاقبة.
{ ولاية متميزة
والي ولاية نهر النيل اللواء حقوقي “حاتم الوسيلة” قدم لوفد المؤتمر الوطني عرضاً شاملاً ومفصلاً حول الأحداث التي شهدتها بعض مدن الولاية، وقال إن ولاية نهر النيل تعتبر ولاية متميزة وتشهد استقراراً سياسياً ،على مستوى حزب المؤتمر الوطني وعلى مستوى الأحزاب السياسية الأخرى والمعارضة، وأن هنالك علاقات قوية تربط هذه الأحزاب مع بعضها البعض، كما هنالك اجتماعات راتبة تعقد بين القوى السياسية ،وليس هنالك أي خلافات كما أن الولاية تشهد استقراراً أمنياً و تخلو من المشاكل المعقدة إلى جانب أنها تشهد تنمية ونهضة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها تخلو من أي ضائقة حتى الخدمات الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء والطرق وخلافه.
وأشار إلى أن عدد سكان الولاية يبلغ مليون ونصف المليون نسمة وهنالك حوالي (600) ألف مواطن من خارج الولاية والجميع يتمتعون بكافة الخدمات ولا تفرقة بينهم في هذا الجانب.
{ أسباب قوية
واعترف والي الولاية بأن هنالك أسباباً قوية للخروج للمظاهرة ولم يتم الاعتراض عليها ، ولم تتدخل القوات النظامية لحسم هذه التظاهرات والتي بدأت سلمية، ولكنها سرعان ما تحولت إلى عمليات حرق وتدمير ونهب وسرقة لعدد من المؤسسات والمنشآت العامة والخاصة، وكان الاستهداف واضحاً جداً بأن هنالك جهات من خارج الولاية قامت بهذه الأحداث.
وأشار إلى أن مكتبه لم يسلم من السرقة، وقال حتى المعجون والمشط تمت سرقتهما، وقال إن مواطني نهر النيل بسطاء وهذه ولاية عمالية بالدرجة الأولى فلا يمكن أن يقوموا بمثل هذه الأعمال التخريبية.
وأضاف: إذا لم تتدخل القوات النظامية وتحسم هذه الأحداث لتمت استباحة كل الولاية وأزهقت الأرواح ولذلك رأينا الخروج من هذه الأحداث بأقل الخسائر، وأوضح بأنه قد تم القبض على عدد من المتهمين وفتحت ضدهم بلاغات وسيقدم أي شخص شارك في هذه الأحداث سواء أن كان سياسياً أو غيره للمحاكمات ولا تقبل واسطة ولا ضمان، وأكد أيضاً أن الولاية الآن تشهد استقراراً أمنياً وأن الولاية جاهزة لاستقبال رئيس الجمهورية في الأيام القادمة.
{ حل الأزمات
وقطع “الوسيلة” بحل أزمة الخبز والوقود، وأشار إلى انفراج كامل حول مشكلة الخبز، فقد تم توفير الدقيق للمخابز وقد تم توفير الخبز للمواطنين بصورة كاملة ولم تكن هنالك صفوف للخبز، وأضاف أما فيما يتعلق بشح السيولة النقدية سيتم معالجة الأزمة في منتصف شهر يناير القادم، وأما فيما يتعلق بأزمة الوقود فقد تم توفير الوقود في المحطات ويمكن لأصحاب المركبات الحصول على احتياجاتهم ، ونسعى لحل الأزمة عبر وسائل مختلفة.
{ حلول ناعمة
نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور “محمد مصطفى الضو” ابتدر حديثه موضحاً أن وفداً على مستوى قيادة المؤتمر الوطني المركز يقوم بزيارة لولايات الشمالية والقضارف ونهر النيل للوقوف على الأحوال في بعض المدن التي شهدتها الأحداث الأسبوع الماضي، وأشاد بالقيادة الحكيمة على مستوى حكومة الوالي والقوات النظامية، وأكد أن كافة الترتيبات تجري الآن لمعالجة الأزمات المتمثلة في الخبز والوقود والسيولة، وهنالك كمية من الحلول الناعمة لمعالجة هذه الأزمات من خلال غرفة، وهنالك بشريات للمواطنين، وأضاف على مستوى الجهاز المركزي فالمعالجات لا تزال مستمرة، وقال نعترف بأن هنالك أوضاعاً محفزة للتظاهر حول احتياجات محددة ،ولكن حاولت جهات أخرى التدخل وهي معلومة لدينا ، وحاولت أن تستثمر هذه الأحداث للقيام بأي عمل آخر، وعقدت اجتماعات ولدينا معلومات ونعلمهم وهم الحزب الشيوعي وأحزاب اليسار وبدعم خارجي، وأضاف إن أية جهة ساهمت في التخريب هذا لا يعني التعبير عن الرأي فالدولة متحملة مسؤولياتها مع أخذ الحيطة والحذر، وأعلن عن محاولات لمعالجة شح السيولة النقدية قريباً ، وإذا فشلت سنقوم بإجراء عملية جراحية عبر الخطة (ب) من منتصف يناير المقبل.
وقال إن الخطة تتمثل في إقناع الحزب لرؤساء الأموال بإيداع أموالهم في البنوك على أن يسمح لهم بسحب منصرفاتهم بضمانات، وأكد أن هنالك بشريات في الأيام القادمة لمعالجة هذه الأزمات.
{ مواصلة المسيرة
وقطع بأن الحزب سيقدم كل من قام بحرق دار الحزب للمحاكمة ورد الحقوق وتنفيذ العقوبة، هذا وقد أكد نائب رئيس قطاع الاتصال التنظيمي “حمدي سليمان” أن حرق وتخريب دار الحزب لن يؤثر على عضوية الحزب، وأن الحزب سيواصل مسيرته بكل قوة، وقال المهندس “قبيس أحمد المصطفى” أمين العلاقات الخارجية ،إن المؤتمر الوطني ليس هو الحزب الذي يملي عليه ويفرض عليه رأي وسيظل هذا الحزب رائداً وقوياً، وأضاف إن هذا الحزب قد قدم ملياراً ونصف المليار دولار لتنمية ولاية نهر النيل.
{ ممارسات لا أخلاقية
وأوضح أن المؤتمر الوطني كحزب حاكم لا ينكر أن هنالك أزمة ولكن معالجة الأزمات لا تكون بالحرق والدمار وهذه أساليب قذرة وممارسات لا أخلاقية، وأضاف أن الحزب الشيوعي وأحزاب اليسار أرادت أن تسوق لنفسها لكنها فشلت فلجأت لهذه الأساليب القذرة والعمل الجبان، فعضوية المؤتمر الوطني على قلب رجل واحد وقادرة على حماية داره.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية