{ وضوح اليوم نلفت عبره السادة والقادة برئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، وهم يستعدون للتظاهرة الوطنية السنوية الاحتفاء بذكرى (استقلال السودان)، نلفت انتباههم إلى اثنين من عمالقة الإبداع وعظماء ونبلاء الفن السوداني، يتنفسون ويتحركون بهوى الإبداع لكي يصعدوا بهم إلى منصات التكريم ويضعوا على صدورهم أوسمة التقدير والشكر والعرفان لجميل عطائهم في الحقل الإبداعي ورداً لجميل أوسمة الإبداع التي جملوا بها صدر السودان وطن النجوم، وأوسمة الحُب والجمال التي زرعوها في نفوس وصدور كل فرد من أفراد الشعب السوداني، وهم يقدمون عصارة إبداعهم يسهمون بقوة في تشكيل وجدان السودانيين بكل الجمال في مجال الإبداع الإذاعي وفن الدراما وأفنوا زهرة شبابهم وشيبهم في الحيشان (التلاتة) عندما كانت الحيشان محشودة بالإبداع والمبدعين بل إنهم تجاوزوا مسيرتهم الإبداعية في تلك الحيشان (الستين عامأ)، وأروع ما يكون الإبداع أنهم بعد أن وصلوا إلى سن التقاعد لكنهم ورغم كل الإحباطات التي يعيشونها كمبدعين (مهملين) ورغم ما عانوا من التجاهل والنكران مازالوا يقدمون عطاءهم الإبداعي بكل الحُب للشعب السوداني، ألا وهم (العلم “علم الدين” والملكة “بلقيس”)، الإذاعي المخضرم “علم الدين حامد” صاحب صالة العرض.
{ علم الإذاعة السودانية “علم الدين حامد” تاريخ حافل من الإبداع الإذاعي ورحلة عطاء طغى عليها التميز والمثابرة والابتكار الذي انعكس على وجدان الناس عبر الميكروفون، بدرر من النجوم والموضوعات وأفكار مجموعة من البرامج المدهشة التي قدمها طوال مشواره الإعلامي، نتاجها زخيرة من المعرفة والخبرة المتراكمة، أفادت الكثير من الإذاعيين، وتستمر في تربية وتعليم الأجيال المتعاقبة من طلاب الإعلام داخل وخارج السودان.
{ ملكة الدراما السودانية “بلقيس عوض” واحدة من سيدات السودان العظيمات تقف في الصف الأول لجيل الدراما السودانية الذهبي، دخلت إلى دنيا الإبداع الدرامي عبر بوابة إذاعة أم درمان العتيقة في منتصف الخمسينيات وسرعان ما أصبحت من صناع الدراما الهادفة أعطت وما استبقت عبر الميكروفون وخشبة المسرح والشاشة والسينما، وقدمت ما قدمت من الأعمال ذات القيمة المضافة ومازالت تتربع على عرش النجومية بقوة وثبات، بالإضافة إلى دورها الوطني في دعم المستجدين من نجوم الدراما ونجوم المسرح .
{ وضوح أخير :
{ أخيراً نتساءل ماهي المؤسسة التي تفوز بهذا الشرف وتكرم نفسها وتدخل التاريخ وتصعد بـ(علم الإذاعة) وبـ(ملكة الدراما) إلى منصات التكريم والوفاء تقديرا لعطائهم واحتفاءً بصمودهم واستمراريتهم كل هذه السنوات، وتواجدهم بين البسطاء في المواصلات العامة والأسواق الشعبية، وتقاسمهم للمعاناة مع المواطن، وأين ما وجدت المعاناة تجدهم والسعادة ترتسم في وجوههم كلما نالوا وسام المحبة من الدرجة الأولى من الشعب السوداني.
{ اختم بمقولة ذكرها لي سفير وكبير الأغنية السودانية “عبد الكريم الكابلي” في حوار سابق أجريته معه، وهي عبارة تستحق أن تكتب بحروف من ذهب وهي (الدولة الواعية هي التي تدرك بأنها تقتسم مع المبدعين مجدهم ) .
{ و”الكابلي” هو الآخر من زمرة المبدعين الذين استحقوا أن يعتلوا منصات التكريم الذي يليق بعظمة عطائهم الإبداعي.
{ وفي زمن غابت فيه وزارة الثقافة عن المشهد تماما حقا متى تنتبه الدولة لهؤلاء العظماء؟ أم أنها تنتظر أن يكرمهم رجل الأعمال “أسامة داؤود”؟.
.