إذاعة (البيت السوداني) .. بثٌّ بمذاق أصالة الوطن!!
سر الكلمة.. عذب الحديث.. روعة الاستماع.. عبق المعاني وأجمل البرامج.. كل هذه الصور البديعة تجسدت – كما يقول المستمعون – في إذاعة أفردت مساحتها الرحبة للمواطن السوداني الذواق، وعطرتها بطيب المحتوى لتدخل البيوت دون استئذان، وتستقر على الرحب والسعة بين كل محبي الإحساس الأصيل.
(المجهر) اقتربت أكثر من (البيت السوداني).. وولجت إلى الإذاعة الحديثة استماعاً من بين قريناتها عبر موجات الـ ((FM:
{ ترياق ضد الاستلاب
بداية التقت (المجهر) بمدير الإذاعة “طارق البحر” الذي رحب بالزيارة وتركنا في معية أفراد البيت السوداني الجميل، فكان أولهم حديثاً الإذاعي الشاب “عمر محيي الدين”، وهو من المؤسسين، فقال: الإذاعة تأسست في العام 2007م، بعد أن سمحت لها الإذاعة الأم بالعمل، لتكون إذاعة موازية لها، فعملت على توحيد الوجدان السوداني المشترك، الذي يحاصره إعلام خارجي بعيد كل البعد عن الهوية السودانية، لذا جاءت إذاعتنا لتحقيق التوازن، واختارت الاهتمام بالأسرة، والبيت السوداني، والموروث الأدبي والثقافي والفني للشخصية السودانية، إضافة إلى المحافظة على خط الأغنية السودانية.. وجل العاملين بها كانوا فريق عمل واحد، عملوا بالإذاعة السودانية.. خاصة في فترة (الناس والحياة).
{ المستمع هو (البيرفعنا وينزلنا)!!
في تجوالنا داخل البيت السوداني التقينا صوتاً ندياً طالما احتفى به المستمعون.. إذ يعانقهم أثيرياً وهاتفياً من خلال البرامج التفاعلية.. وهذا الصوت – أعزاءنا القراء – صاحبته المذيعة المعتقة “ليلى عوض”، صاحبة المشوار الطويل والحافل مع البرامج التفاعلية والمسجلة، وهي الآن تشكل عنصراً حيوياً بـ (إذاعة البيت السوداني) عبر برنامج (صباح البيوت)، الذي يضاف للعديد من البرامج التي قدمتها، وبعضها ما زال مستمراً، منها: (استديو الموسيقى)، (دراما الأغنيات)، (سوداني جداً)، (شاهد على الزمن)، (أقلام مساهرة)، (جمة) و(العفو والعافية).
الأستاذة “ليلى عوض” قالت لـ (المجهر) عن خدمتهم في (البيت السوداني): هدفنا الأول والأخير المستمع، لذلك يتم استقباله بروح جميلة عبر الهاتف في البرامج التفاعلية، ونهتم بطرح القضايا التي تهمه، وفتح المجال له من أجل الوصول لرؤية أمثل، وأضافت: (المستمع هو البيرفعنا والبينزلنا الواطة).. وكيفما كانت ثقافته لا بد أن تحترم آراؤه. وأردفت أنها تقدر المستمع وتعطيه المساحة التي من المفترض أن يتحدث فيها عندما يتصل هاتفياً، وتتمثل في ذلك بالحديث (الدين المعاملة).
{ بث صديق للبيئة
تعتبر (البيت السوداني) أول محطة إذاعية تطبق نظام (Dj) للإعلامي الشامل، الذي يكتسب كل مهارات الإنتاج البرامجي: الإعداد، التسجيل، المونتاج، الإخراج، الصوت والتنفيذ المباشر، وكل العمليات الفنية، بجانب محاورة الضيوف المستضافين واستقبال الهاتف، حيث يقوم الإعلامي بجميع المهام لإخراج البرنامج بصورة طيبة.. ومن قبيلة الإعلاميين الذين يجتهدون في هذا المضمار الأستاذ “ياسر محمد بشير”، الذي عمل بإذاعة أم درمان إضافة إلى عدد من الإذاعات، في الإخراج والتقديم والإعداد.. وقال لـ (المجهر): إذاعة البيت السوداني بالإضافة لخدماتها اجتهدت في الجانب البيئي، لأن البيئة أصبحت من الهموم العالمية، ولا بد من توعية المواطن السوداني، وإنزال البرامج التي نظمتها الإذاعة بالتعاون مع رابطة مستمعي البيت السوداني والأطباء، بجانب كل المؤسسات العاملة في مجال البيئة وعلى رأسها (المجلس الأعلى للبيئة) و(الجمعية السودانية لحماية البيئة)، فضلاً عن البرامج المرتبطة بالصحة مع التركيز على مواكبة الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، وتخصيص فترات مفتوحة لها خلال البث. وأضاف: برامج الإذاعة تميزت بالعمل المباشر والفترات التفاعلية، والنزول لرغبات المستمعين.
{ بكاء تفاعلي!!
اشتهرت إذاعة البيت السوداني ببث أعذب وأجمل الأغنيات بأصوات كبار الفنانين وعمالقة الطرب السوداني، في ذلك يقول الإعلامي “ياسر محمد بشير”: (Fm 100) استفادت من إرث مكتبة إذاعة أم درمان الغنائية، الذي يحوي كماً هائلاً من الأغنيات الأصلية، وقد عملت على التنقيب عن الأغاني وبثها، الأمر الذي وجد تفاعلاً إلى حد أن أحد المستمعين اتصل باكياً عندما سمع أغنية لم يسمعها منذ (25) عاماً!!
{ أين الشباب؟!
سألنا مصيفنا “ياسر” عن أسباب ندرة الاستماع للمطربين الشباب من الجيل الحالي عبر أثير الإذاعة، فعزا الأمر لضرورة إخضاع أعمال هؤلاء لقانون الملكية الفكرية، وإجازة الأعمال التراثية من قبل لجنة الموسيقى بالإذاعة، وذلك لحفظ حقوقهم وتأمين موقفهم الغنائي وحق الإذاعة.. كما أشار إلى بث الإذاعة لعدد من أغنيات الفنانين الشباب بالطريقة القانونية مثل: فرفور، عابدة الشيخ، نميري حسين، عصام محمد نور، حنان بلوبلو وندى القلعة، وقال: الآن إذاعة (البيت السوداني) سودانية المزاج، وتبث الكثير من الأغنيات عبر فتراتها، وحاولت ربط الأحداث بالماضي، والاهتمام بتواصل أجيال الغناء، واستعانت في ذلك بعدد من الباحثين والمختصين في مجال الغناء، منهم الأساتذة: “عوض بابكر” و”عبد الله شمو” و”كمال يوسف”، “علي مصطفى” الشهير بـ (الدكشنري)، إضافة لتوثيقها واهتمامها بالأسر السودانية الفنية عبر برنامج (بيوت هارموني)، وإفراد مساحات حية لفنانين متباينين أمثال “هاشم صديق” والراحل “زيدان إبراهيم” و”السني الضوي” و”محمد ميرغني” و”عثمان حسين” عبر برنامج (الزمن والرحلة)، وكذلك استضافت من الموسيقيين “عبد الفتاح الله جابو” و”الموصلي”، والآن بصدد التوثيق للشاعر “كامل عبد الماجد”.. كما اهتمت الإذاعة باستضافة كبار المفكرين والعلماء والأدباء في برنامج (حلو الكلام)، للإعلامية الشابة ليمياء متوكل.
{ كل عام .. شعار!!
اتخذت (البيت السوداني) العديد من الشعارات – منذ انطلاق بثها – توافقاً مع الأحداث، وفي هذا السياق يقول “خالد علي سليمان” مسؤول التنسيق والمعد والمخرج لعدد من البرامج، إنهم حرصوا أن تحمل الإذاعة شعاراً من أجل تحقيق أهدافه في كل عام، مبيناً أن العام 2007م كان عاماً للثقافة، و2008م للطفولة، ومن 2009م إلى 2010م للخضرة والماء والوجه الحسن، أما في 2011م – 2012م فكان الشعار (أبقوا عشرة على الوطن)، وذلك لما تقتضيه ظروف وأحوال البلاد.
وقال “خالد” إن رسالة الإذاعة مثل (ونسة البيت) الهادفة في شكلها ومضمونها، خاصة في ظل عدم وجود مكتب لطاقم العاملين، فالجميع يوجدون في الاستديو ومكتب صغير، مؤكداً إعطاء المستمعين ورابطة الإذاعة أولوية للتنفس عبر الفترات التفاعلية خاصة (أغنيات من ذهب) و(منتدى البيت السوداني)، الذي يناقش في حلقتين أسبوعياً مع المستمع آراءهم حول البرمجة. ويضيف “خالد” أن البرامج مرتبطة بالوقت، وتناسب الزمن إضافة للتوازن.
وعن أبرز استعدادات الإذاعة لـ 2013م، وخطة العام الجديد، قال مضيفنا إن هناك احتفالاً بمهرجان الأسرة الجميلة والعديد من البرامج الشيقة.
{ عام النظافة
وكانت (البيت السوداني) قد دشنت مهرجان العام 2013م في يوم 12/12/2012م، وأوضحت الإذاعية “فائزة عربي” لـ (المجهر) أن الإذاعة اتخذت (عام النظافة) شعاراً لها في 2013م، وأعدت لذلك العديد من البرامج، وعمدت إلى إشراك المستمعين وأصدقاء الإذاعة من رابطة (البيت السوداني).