لماذا ضعفت
الإشارة الذكية للفريق “صلاح قوش” المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات لضعف الخدمة المدنية وعجزها عن أداء واجبها هي بمثابة نعي بموات الخدمة المدنية، وما ذكره الفريق “صلاح قوش” عن وقوف شاحنات الدقيق في بورتسودان لأيام في انتظار الوقود حتى اتسعت الفجوة في عطبرة والخرطوم دليل آخر على ضعف الهمة أو تواطؤ بعض أجهزة الدولة لصالح المستفيدين من الأزمات، سواء أن كانوا تجاراً ورأسمالية أو حتى جهات سياسية تعد نفسها كبديل للنظام حال سقوطه.. وأسباب عجز الخدمة المدنية وضعف كفاءة جهاز الدولة يسأل عنها السياسيون قبل التكنقراط.. بسبب (مركزة) السلطات في يد الولاة فقط بالولايات.. واتحادياً مركزة السلطات في يد الوزراء والمسؤولين في القصر ورئيس الوزراء.. ولا يملك دون هؤلاء تغيير تربيزة مكتبه ويؤثرون السلامة برفع التقارير لمن هم أعلى منهم سلطة.. وحتى اختيار الولاة.. والوزراء يخضع أولاً لمعيار (الطاعة) قبل الكفاءة.. وفي زمانٍ مضى كان (الولاء) شرطاً للتعيين، والآن ما عاد (الولاء) شرطاً بل طاعة (أولى الأمر) العمياء الخرساء.. جاءت التعيينات بولاة عاجزين عن فعل أي شيء، خرجت التظاهرات في ولاياتهم وهم يجوبون شوارع الخرطوم.. ويشغلون أنفسهم بغير الفرائض والواجبات الأساسية.. ووزراء الحكومة ينشطون في صالات الأفراح والليالي الملاح.. والتظاهرات تحاصر النظام الذي جاء بهم.. وحزب المؤتمر الوطني الذي اختفى من الساحة منذ (الأربعاء) الماضي لم يفتح الله لقيادته بتصريح صحافي واحد.. أو خطاب سياسي مسؤول أو (تنوير) مثل الذي أقدم عليه الفريق “صلاح قوش” (مرغماً) لسد الثغرات التي تعددت في جسد الدولة.. وعلى استحياء تحدث د.”فيصل حسن إبراهيم” لأحزاب لا قيمة لها في الشارع.. وبعضها يحرض على العنف.. ويتحرش بالتجربة و(يتملق) القوات النظامية للانقضاض على الشرعية الدستورية.. وهؤلاء الذين جمعهم د.”فيصل” في قاعة الشهيد الزبير (ضررهم) في مثل هذه الظروف أكثر من نفعهم.. بل أين قيادات المؤتمر الوطني النافذة من “حامد ممتاز” و”عبد الرحمن الخضر”.. ود.”عمر باسان” وأين د.”شوقار”.. وبقية السادة الكبار؟ هل يفيق هؤلاء من غفوتهم بعد فوات الأوان؟؟ وأين والي الخرطوم مما يحدث في ولايته؟؟
إذا كانت الأزمات تكشف معادن الرجال فأزمة الراهن قد أوضحت بجلاء (عورة) الحكومة والحزب.. وضعف الخدمة المدنية.. مما (يفرض عيناً) على الرئيس الإصلاح والتغيير عاجلاً للحفاظ على النظام وإنقاذ البلاد من أخطاء الإنقاذ في صورتها الباهتة حالياً؟؟ لماذا لا يستدعي الرئيس رجالاً لم يخذلوه في أيام الكريهة.. والأزمات.. والمحن والابتلاءات، من قال إن قيادات مثل “علي عثمان” و”نافع علي نافع” و”أسامة عبد الله” و”المتعافي” و”علي محمود” و”إبراهيم غندور” و”كمال عبد اللطيف” و”عمر سليمان” قد استنفدت طاقتها.. ولم تعد قادرة على العطاء.. الفريضة الغائبة اتخاذ قرارات عاجلة من الرئيس لإصلاح أعطاب المركبة التي كثرت أعطابها.