الزواج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.. خطوات واسعة في ظلام (المجهول)
البعض تعرض للاحتيال بسببه.. وآخرون ينتهون قبل البداية
تقرير_ رباب الأمين
أرسل لها طلب صداقة أعجبت بمنشوراته عبر صفحته الشخصية، وافقت على الطلب فشكرها على القبول وتبادل معها أطراف الحديث وامتد تواصلهما يومياً حتى ساعات متأخرة من الليل ثم تجرأ أكثر وطلب رقم هاتفها فلم تتردد وأرسلته، ومع مرور الأيام فاجأها بأنه يريد أن يتقدم لخطبتها.
(1)
مع الانتشار المذهل للتكنولوجيا أصبح (زوج الفيس بوك) فارس أحلام لكثير من الفتيات بعد أن يئست كثيرات منهن من وجود (العريس اللقطة) على أرض الواقع، وهو ربما الأمر الذي دعا كثير من الناشطين إلى إنشاء قروبات خاصة بالارتباط (الفيسبوكي) ولقيت الظاهرة رواجا كبيرا لدى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهن أصبحن يعتقدن بأن هذه الطريقة أفضل وسيلة لجلب الزوج ذو المواصفات الخيالية (عندو قروش_وسيم).
(المجهر) وضعت استفهاماً في هذا الموضوع فهل ينجح هذا الزواج مع نماذج وأقعية:
(2)
“سامي” كان مغترباً بدولة البحرين، تعرف على فتاة عبر الفيس بوك وتواصل معها، وقالت له إنها عازبة وتعمل بأحد البنوك، بعد فترة ليست بالقصيرة طلب منها الزواج فوافقت على الفور، شرطاً أن يرسل لها مبلغاً من المال وتعتبره خطبة أولية، بالفعل أرسل لها ما طلبته، وحدد موعد زواجهما، وطلب من أخته أن تقابلها، ولكن الفتاة تحججت بظروفها الخاصة وازدات في الطلبات يوما بعد يوم، ظن “سامي” بأن في الأمر شيء غريب، فلم يخبرها بمجيئه إلى السودان، أخبرها بأنه أرسل إليها هدايا مع شخص وحدد لها المكان ثم راقبها وجدها أماً لثلاثة أطفال، ومهنتها احتيال الرجال بالزواج عبر المواقع الأسفيرية.
(3)
الموظفة “نور أحمد” روت قصتها قائلة: (تعرفت على زوجي في أحد القروبات الخيرية عبر الفيس بوك، واجتمعنا في اجتماعات عديدة على أرض الواقع، أخبرني برغبته في الزواج، فوافقت على طول وحياتنا حلوة مع بعض).
“سلمى عمر” ذكرت في حديثها لـ(المجهر) بأنها تزوجت من شاب تعرفت عليه عبر الفيس، ولكن زواجهما لم ينجح، كان يقفلها في المنزل بحجة عدم الذهاب إلى العمل وأخذ هاتفها وحرمها من المواقع الأسفيرية لسوء ظنه بها، وأشارت “سلمى” بأن الزواج يعتمد على الثقة والإخلاص، وليس على طريقة التعرف الأولية، إذا كان فيسا أو عن طريق العمل.
(4)
بجانبه أشار “عبد الله علي” بأنه لا يمانع من أن يتزوج بفتاة تعرف عليها عبر المواقع الأسفيرية لأن القسمة والنصيب أقوى من كل شيء.
أما “سيف حسن” اختلف معه في الرأي حيث ذكر لـ(المجهر) زواج الفيس بوك خال من الثقة لأنك تتعرف على شخصية من الواقع وروى قصة صديقه قائلا: (فتاة ظلت ترسل له صورا أعجب بها كثيرا ثم طلب الزواج منها بعد أن يلتقيا في الواقع, ثم تزوجها ولكن زواجهما لم يستمر أكثر من ثلاثة أشهر).
من جانبه أنشأ نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي قروبات تدعو الشباب إلى كتابة شروطهم لاختيار شريكة الحياة ومن ثم تأتي الفتاة التي تأنس في روحها هذه الشروط ترسل رقمها للأدمن ويتم لم شملهم في الواقع.
أدمن القروب “ليلى عباس” أشارت في حديثها لـ(المجهر) بأن هدف القروب هو تخفيف أعباء الزواج على الشباب واختيار الفتاة بذات الشروط مضيفة بأن زيجات القروب وصلت خمس زيجات رغم أنه مبتدئ، وذكرت بعض الصعوبات التي واجهتهم هي عدم تقبل الأسر لفكرة القروب حيث إن بعض الأسر لا تزال متمسكة بعاداتها وتقاليدها.
(5)
الخبير الاجتماعي الدكتور “علي صديق” ذهب في حديثه لـ(المجهر) بأن الوسائل الحديثة ساهمت في العديد من الإيجابيات ومنها (التعرف على الزوج عن طريق الفيس بوك) وليس هناك مانع من الزواج لأنه يكون على أرض الواقع، ولم يحدد “صديق” نسبة نجاح مثل هذا الزواج، مضيفا بأن مثل هذه الطقوس من الزواج لا توجد في الأرياف، مشيراً بوجودها أكثر في الخرطوم، قائلاً: (أكتر حاجة موجوده في العاصمة لأن المرأة لم تعد مثل السابق محافظة على صداقتها).