شهادتي لله

تكنيك الاحتجاجات

ثورة (27 يناير) 2011 م، التي أطاحت بالرئيس المصري “محمد حسني مبارك” وهو على سدة أقوى نظام حكم في العالم العربي ، قادها ناشطون شباب في مصر ، سطع منهم “وائل غنيم” و”نوارة نجم” ، وقد برعوا في استخدام الوسائط الحديثة في الدعوة للتجمع والاحتشاد المليوني بميدان “التحرير” في قلب “القاهرة” ومن ثم الاعتصام لأسبوعين ، حتى أعلن الرئيس “مبارك” تنحيه عن السلطة وتسليمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق “طنطاوي” .
بالمقابل ، فإن الاحتجاجات التي شهدتها الخرطوم وعدد من مدن الولايات خلال الأيام القليلة الماضية ، عابها سوء التنظيم والتنسيق ، وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي التي يقطنها ملايين السودانيين ، لتطوير الفعل الاحتجاجي بحضارية وسلمية تحرس المطالب وتحقق الغايات .
إننا نؤكد ، كما أكدت الحكومة نفسها ، وكما أكد بالأمس مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح قوش” على حق المواطنين في التظاهر السلمي دون مساس بالممتلكات العامة والخاصة، لأن الملك العام هو ملك المواطن ، والملك الخاص هو مال مواطن آخر يعاني من الأزمات الاقتصادية مثلما يعاني المتظاهرون ، فليست هناك مخابز خاصة تنتج الرغيف لعضوية المؤتمر الوطني ، وليست هناك طلمبات للبنزين والجاز يعبئ منها أعضاء الحزب الحاكم بالآلاف سياراتهم دون بقية خلق الله من الشعب السوداني .
هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة متعددة الوجوه ، ضربت الجميع .. الأثرياء والفقراء ، فالثري لا يستطيع أن يسحب من ملياراته أكثر من ألفي جنيه ، وليس بمقدوره الحصول على الخبز متى ما أراد ، كما كان الحال قبل شهور !!
الجميع يعاني .. بلا استثناء ، ولذلك لا يمكن لأي عاقل أن يعترض على حق الشعب في التظاهر والاحتجاج على هذا الفشل الحكومي الكبير .
الاعتراض فقط على طريقة الاحتجاج ، فلا نخرب ولا نحرق الإطارات ، ولا نعتدي على الممتلكات والمنشآت العامة ، ولا نعترض السيارات في الطريق العام .
الاحتشاد في ميدان عام كان يمكن أن يكون الخيار الأنسب ، ليكون للاحتجاجات مركز وقيادة .
على أية حال ، أثبتت أحداث الأيام الفائتة أنه لا توجد في السودان أحزاب معارضة ، ولا حتى أحزاب حكومة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية