مجرد سؤال؟؟؟؟
رقية أبوشوك
شكرا وزارة الداخلية
قرار وزارة الداخلية بتشكيل لجنة لظاهرة المعتوهين بالطرقات العامة نحسب أنه قرار صائب… فتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين مهم للغاية الأمر الذي يجعلهم يبيتون في الأمن والاستقرار داخل وخارج مأواهم
فعلى اللجنة الشروع مباشرة في أداء مهامها لمحاربة هذه الظاهرة خاصة وأن قرار تشكيلها جاء مصحوباً بالمهام … إلا أننا نذكر فقط بضرورة دراسة حالات المعتوهين والمساعدة في علاجهم وتحويلهم للمصحات، خاصة إذا علمنا أن من بين هؤلاء المعتوهين من لا يستجيب لنداء الأسرة بتحويله للمصحة، فحتى وإن تم الإصرار من جانب الأسرة على تحويله للمصحة بعد عرضه على الطبيب فقد تكون هنالك نتائج سلبية لكون المعتوه مثلاً قد يتسبب في الأذى الجسيم للأسرة والتي قد تصل إلى الوفاة
أذكر قبل فترة ونحن نستعد لرحلة عمل لولاية الجزيرة وفى انتظار بقية المجموعة فإذا بي أجد نفسي محاصرة بمعتوه يقف أمامي وأنا لا أشعر به…سألته ماذا تريد لم يجبني على سؤالي …ارتعشت حقيقة والخوف ملأ جوانبي إلا أن شرطياً كان يراقب الموقف جزاه الله خير الجزاء جاء وصده بكل هدوء حتى ذهب المعتوه مبتسماً وذهبت أنا … فالخوف كاد يقتلني طوال الرحلة كلما تذكرته
ومشهد آخر حدث لي … بينما كنت أقف أمام (الأستوب) في انتظار الإشارة الخضراء للانطلاق فإذا بي أشاهد معتوهاً استلقى على الأرض أمامي ولم يتحرك والسيارات خلفي تنبه (بالبوري) ولا تدرى الموقف … جاء شرطي المرور ولكن المعتوه تحرك قبل أن يصله الشرطي لأنه كان يدرك أن هذا هو شرطي المرور وقد حدث نفسه أن يتحرك قبل أن يصله… بل والأغرب من ذلك أنه ألقى تحية لأصحاب السيارات بعد أن هب واقفاً … وهنالك السيناريوهات المشابهة كأن يتوقف أمام السيارة فجأة معتوهاً والسيارة تسير الأمر الذي يؤدى إلى الحوادث … فإما أن تتوقف فجأة ويحدث تصادم بينك والسيارة التي تسير خلفك آو تصدم المعتوه وهنالك الكثير من الأمثلة التي حدثت لغيري
وحينها لا تستطيع أن تدون بلاغاً ضد معتوه فحتى إن دونته فإنه ستتم براءته وشطب البلاغ لكونه معتوهاً …فكيف تتم محاكمته وهو فاقدا للعقل …فهؤلاء قد رفع القلم عنهم
إذن المسئولية هي مسئولية الدولة ممثلة في وزارة الداخلية لإدخال الأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين والمساعدة في إيجاد الحلول لحالتهم
ففاقدي العقل أصبحوا في تزايد مستمر ولا ندرى الأسباب… أهي الضغوط الاقتصادية مثلا ؟؟؟ لأن الضغوط المعيشية ربما تؤدى إلى فقدان العقل لكون رب الأسرة مثلاً هو المسؤول الأول عن أهله وأسرته سواء كانت الأسرة الكبيرة أو الصغيرة وعندما يعجز عن توفير أقل المتطلبات فإن التفكير سيأخذ بعقله خاصة إذا كان من النوع المسؤول جداً … فهؤلاء تجدهم يجوبون الطرقات ويطلقون عبارات من شاكلة (أجيب من وين) ؟؟؟ فالمعتوه الذي يطلق هذه العبارة فحتماً الظروف الاقتصادية هي التي قادته للوصول إلى هذه المرحلة …أما الذي يتحدث عن (البنقو والحشيش) مثلاً فإن المخدرات هي التي دمرته… وأهنئ هنا الإدارة العامة للجمارك وهى تضبط حاوية مخدرات تحمل (654) كيلوجرام بميناء بورتسودان … فهذه الكيلوجرامات من شأنها أن تدمر ملايين العقول،
أيضا هنالك قصص وحكاوي تؤكد صحة ما أشرنا إليه فقد سمعت أحد المعتوهين أمام إحدى المستشفيات وهو يقول (عليكم الله ما تدوهو سيجارة) فعرفت إن الذي أوصله لهذه المرحلة هي سيجارة تحمل في أحشائها المخدرات
لماذا إذاً يا تجار ومروجي المخدرات تعملون على ضياع الشباب وأشياء لا ترضي الله ورسوله ولا ترضي الدولة المسلمة، فقط من أجل المكسب السريع وأنتم تعرفون تماماً إنها تدمر عقول الشباب وهم في مقتبل الأعمار لتدمروا أسر في انتظار فلذات أكبادها ولكنها بعد ذلك لا تستطيع علاج الحالات وتتركهم يجوبون الطرقات وقلبها ينزف دماً عندما تشاهد حالته فانتم السبب الرئيسي في ضياعه.
فالمخدرات داء فتاك يدمر العقول والجيوب ويدمر الأسر
وهنالك سؤال لم أجد له إجابة هل فقدان العقل يرجع أيضاً إلى الأسباب الوراثية ؟؟؟
وكل هذا لا يمنع أن نبحث عن العلاج الناجع للمعتوهين حتى لا يتسببوا في زعزعة الأمن داخل النفوس..
شكراً وزارة الداخلية على تشكيلها للجنة.
وللجنة ظاهرة المعتوهين بالطرقات العامة حديثة التكوين نقول:
فلنبدأ من اليوم بالمعالجة ووضع الحلول الجذرية.