(الموردة).. حكاية حي أم درماني بمميزات (بلد بحالها)
وضعها مبدعوها في مصاف الأحياء إبداعاً وفناً
الخرطوم: رباب الأمين
ما إن تمر بحي الموردة تستنشق رائحة الإبداع الأم درماني وتاريخ المهدية الذي أنعكس في المعالم البارزة بالمنطقة تعتبر (الموردة) إحدى المناطق التي شهدت طفرة ثقافية وفنية ورياضية بمبدعيها الذين جعلوا اسمها عنواناً للتميز والإبداع ليجعلوا منها (حي) بمواصفات بلد بحالها لكثافة إنتاجها الفني وتميزها الرياضي والاجتماعي
أصل التسمية:
كانت محطة رئيسية تلتقي فيها المراكب الشراعية القادمة من الشمال والجنوب وتسمى آنذاك بـ(مرسى المورد) وهو إحدى الوسائل الناقلة للحطب والمواد الغذائية.
مع مرور الأزمنة تحول اسم الحي إلى (الموردة) ومن جماليات المنطقة أنها تطل على النيل.
أهم المعالم:
سجل التاريخ نضالها بخنادق المهدية والطابية هي بناء عسكري من الطوب والطين والحجارة.
كذلك بوابة “عبد القيوم” حيث اختلفت الروايات في سر تنسيبها باسم “عبد القيوم” وهو (قائد لجيوش المهدية)، ورواية أخرى تقول: (بأنه كان خفيراً) جاءت تسمية البوابة باسمه تقديراً واحتراماً لمجهوده.
من منابر العلم جامعة القرآن الكريم طالبات وهيئة الإذاعة والتلفزيون والمسرح القومي التي لا تبعد كثيراً عنها إذ كانت الإذاعة القومية متسعا لجميع الفنانين والمبدعين فيسجلون أعمالهم الفنية داخل استديوهاتها ثم يجلسون أمام حوش الإذاعة يتبادلون أبيات (القصيد) والقصائد المختلفة.
مبدعو الموردة:
المسرح القومي ودار الفنانين جميعها أماكن تحث الشباب لمواكبة ومتابعة الحركة الفنية.
الموسيقار “عمر الشاعر” ذكر في حديثه لـ(المجهر) بأن البيئة الفنية التي كانت في حي الموردة ساهمت كثيرا في دخولهم للفن، من الشخصيات الموردية العندليب الأسمر الراحل “زيدان إبراهيم، وصاحب المفردات الأنيقة “التجاني حاج موسى وعطا كوكو ومحمود عبد الكريم وعبد الدافع عثمان”.
نادي الموردة:
من الأندية التاريخية حيث تأسس عام ١٩٢٥م شعاره (الهلب) وحاز على عدد من البطولات المحلية.
ولم يحالفهم الحظ أيضا في الحصول على البطولة العربية للأندية التي قدم فيها مباريات قوية لا تزال محفورة في أذهان الرياضيين، ومر فريقها خلال السنوات بكبوة الهبوط من الدوري الممتاز، إلا أن أبناءه استطاعوا هذا الموسم العودة إلى مكانهم الطبيعي، ليكونوا القمة الثالثة مع فريقي الهلال والمريخ، ومن اشهر لاعبيه التاريخيين “بريش وبرشم إخوان وعز الدين الصبابي ومغربي وعصمت الامتداد والمحينة” وغيرهم من أساطين كرة القدم السودانية.
سوق السمك:
يمتهن غالبية سكان الموردة مهنة صيد وبيع الأسماك، واشتهرت بشوائها للسمك ومطاعمها التي يقصدها الناس من كل أنحاء العاصمة.
أماكن يطيب فيها الجلوس:
حديقة الموردة، من الناحية الغربية لها كان (دار فوز) وهو مكان ثابت آنذاك يجلس فيه قيادات (اللواء الأبيض)، أما حوش الخليفة (مكان يجمع كافة المواطنين تجمع سنوي) فيشهد كبرى الاحتفالات وهي المولد الشريف، وتطورت الأماكن وظهرت العديد من المنتجعات التجارية والسياحية مثل (حوش السمك، منتجع البرير السياحي) وأكثرهم شهرة (مطعم عوضية للأسماك).
ومن أشهر الأسر بحي الموردة :
السيد “الحسن الإدريسي” حيث يوجد ضريح باسمه ويقيمه الأدارسة بروفيسور “عبد العال وابن إدريس وإخوانهم”.
آل “عثمان عبد الكريم” وأبناءه رحمهم الله،
آل “محمد الحاج إبراهيم”، من أقدم الأسر التي قطنت شاطئ الموردة، وساهمت في ازدهار تجارة المحاصيل وتجارة القماش بأم درمان وسوق الموردة الحالي، يعتبر والده الحاج “إبراهيم” أول وأقدم مؤسسي سوق الموردة في موقعه الأول حديقة الموردة الحالية وعضو نادي الموردة الرياضي ومن خلفاء الختمية.