تعلموا من هذا الشعب المعلم !
لا تحتاج الحكومة إلى خروج الشعب في تظاهرات احتجاجية أو أعمال عنف تخريبية واسعة ، لتعلم أن هناك أزمة خانقة ، كما حدث في احتجاجات سبتمبر 2013 ، حيث غابت السلطة الحاكمة عن الشارع لعدة أيام ، فعاث المخربون في أرض الخرطوم بمدنها الثلاث فساداً ، ثم حين تدخلت القوة سقط العشرات ضحايا لتلك الاحتجاجات العنيفة .
ما جرى في العام 2013 .. كان فيلم رعب عاشته الملايين ، ولا ينبغي إعادة بثه ، ومثله غزوة أم درمان في العام 2008 ، عندما اقتحمت نحو (300) عربة مدججة بالسلاح تابعة لحركة العدل والمساواة مدعومة من “ليبيا القذافي” والجيش التشادي عاصمتنا الوطنية ، فجاست فيها وعربدت من سوق ليبيا إلى المهندسين وشارع العرضة وطوقت حوش الخليفة وبلدية أم درمان !!
نحن موقنون أن الشعب السوداني إذا خرج لن تقوى قوة ، مهما بلغت من التجهيزات والعدد والعتاد أن توقفه ، ولنا في التاريخ عبر ودروس ، بما في ذلك ما حدث في العام 2013 ، رغم إدانتنا الثابتة والمتكررة لأعمال العنف والتخريب .
هو شعب واعٍ ومعلم ، فالواجب أن تتعلم منه حكومته الدروس والعبر ، وتسعى بجدية في إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لهذه الأزمات المتلاحقة التي لم تتوقف عن التناسل منذ يناير 2018 .. أي قبل عام بالضبط .
ليس بالضرورة أن نتظاهر ضد الحكومة ، لتعلم الحكومة أنها مخطئة وأنها ضغطت بما يكفي على المواطن ، فلم يعد في مقدوره الاحتمال ، وقد بلغ مرحلة الصراخ ، لكنه يكتم الألم ولا يصرخ ، حفاظاً على تماسك الوطن .
تعلموا من هذا الشعب المعلم .. وتحسسوا آلامه دون حاجة إلى أن يئن من شدة الألم .
على جسد هذا الوطن ما يكفيه من جراح ، فضمدوها ، ولا تضيفوا لها جرحاً آخر .