متى ستذهب الصفوف إلى غير رجعة؟
لا أحد ينكر الانفراج النسبي الذي حدث أمس وأول أمس في أزمة المحروقات، إلا مكابر، فقد اختفت الصفوف بشكل ملحوظ، ما انعكس إيجاباً في انسياب حركة المواصلات.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه .. هل سيكون الانفراج الذي حدث هو الأخير، وستذهب الصفوف إلى غير رجعة.
أخشى أن تكون المعالجة التي تمت بشأن الوقود عبارة عن مسكنات، ريثما تعود الأزمة مطلة علينا مرة أخرى، فقد وضح جلياً أن أي تدخل حكومي مباشر في أي ملف أو مشكلة تكون نتيجته إيجابية وهذا ما حدث بالفعل، والسلطات تبسط سيطرتها على الطلمبات، والإشراف على عمليات التفريغ والتوزيع.
أتمنى أن لا يكون الحديث الذي أثير في الأوساط بأن المعالجات التي تمت في الخرطوم على حساب حصص الولايات من الوقود، لأن ذلك سينعكس سلباً ولن تنتهي الأزمة بإطفاء الحرائق في الخرطوم.
الحكومة تحتاج إلى آلية متابعة ومراقبة، لكي تكون لصيقة بتفاصيل كل ما يطرأ من متغيرات طارئة .
مطلوب المزيد من التدفق للوقود حتى تنتهي الأزمة تماماً، لتفكر الجهات المسؤولة في معالجة الاختلالات التي تسببت في هذه الأزمة، سيما وأن المسؤولين يتحدثون عن استيرادها بكميات تفوق ما كان يُستهلك.
مسألة ثانية .. يبقى التحدي ، كما ذكر رئيس الوزراء في أزمة الخبز رغم الانفراج النسبي، وهو المتابعة لما يقوم به أصحاب المخابز من تصرف في كميات الدقيق المدعوم ببيعها لكي تستخدم في صناعة الباسطة، مثل هذه التجاوزات يوقفها المواطن من خلال مراقبته، وتبليغه عن أي تجاوز يقوم به أصحاب المخابز، أيضاً لا بد أن تكون اللجان الشعبية عنصراً مهماً في الرقابة، وألا يتركوا المجال لأصحاب المخابر لبيع حصصهم من الدقيق للمعامل التي تعمل في صناعة الباسطة.. والله المستعان.