حوارات

الناطق الرسمي للحركة الوطنية وعضو مجموعة (سوا) “استيفن لوال” لـ(المجهر)

*الخلاف لا يؤثر على سير اتفاقية السلام التي تمضي بصورة جيدة

*”لام أكول” له تاريخ قاتم السواد من الانشقاقات، وهو غير توافقي ، ولن يظفر بمنصب نائب الرئيس
*الانتخابات التي أُجريت لتنصيب “بيتر قديت” مزورة وتتعارض مع ميثاق مجموعة (سوا)
*لا يمكن أن يكون هناك رئيس على أحد داخل تحالف (سوا) لجهة أن التحالف ليس تنظيماً واحداً
حوار : فائز عبد الله
وجه الناطق الرسمي باسم “كاستيلو قرنق” ،”استيفن لوال” نقداً لاذعاً لزعيم الحركة الوطنية “لام أكول أجاوين” ،وقال إن “أكول” سعى للسيطرة على مجموعة (سوا) بتنصيب “بيتر قديت” قائداً لها ،وأشار إلى أن عملية الانتخابات التي تمت لم تكن صحيحة ،وفاجأت قيادات مجموعة (سوا)، ووصف العملية الانتخابية بالمزورة، وقال إنها تتعارض مع ميثاق التحالف حسب المادة (16) .
= ما هو تقييمك للخلافات الأخيرة داخل تحالف (سوا)…؟
في بداية الأمر، القضية المتعلقة بالخلاف داخل منظومة التحالف صراع مصطنع من قبل مجموعة “لام أكول” وقد بان بصورة واضحة ،وفي وقت مبكر جداً ،وتمثل ذلك أثناء انعقاد الاجتماع الذي تناول أجندة هيكلة مكاتب (سوا) وفقاً لنص الميثاق .
وبدأت الاجتماعات في الشهر الماضي يوم (23) واستمرت حتى يوم (30) ، اليوم الذي تفجرت فيه الأزمة ،ففي أثناء هذا الاجتماع كان هنالك توافق بين القادة ، وتم إعداد الكثير من الأجندة ومررت ،منها تقرير ذهاب قيادات التحالف إلى جوبا، وحينما تحول القادة إلى الاجتماع المتعلق بهيكلة مكاتب التحالف كان هنالك توافق أكيد نحو المضي قدماً في هيكلة التحالف ، ولكن أثناء هذا الاجتماع فاجأ “لام أكول” بانتخابات لاختيار رئيس جديد للتحالف، علماً بأن الرئيس الحالي تم الإجماع عليه من قبل القادة بمن فيهم “لام أكول” ،واتفق القادة أن يتم تعيين نائب للرئيس والأمين العام والمنسق العسكري بحكم أن الرئيس في الأساس تم اختياره بإجماع القادة وهذا متفق عليه أصلاً، والتحالف لا يتعامل بالانتخابات التي يسعى إليها “لام أكول” لجهة أن للتحالف مجلس قيادة وهو السلطة العليا داخل التحالف، أي بمعنى أن قرارات التحالف المعارض تتم بإجماع الآراء أو بالتوافق حال تعذر الإجماع .
ولكن “لام أكول” كان يسعى إلى خلق منصب رئيس بصلاحيات تتوافق مع ما يرمي إليه ، وتناسى أن القادة هم في الأساس رؤساء تنظيمات لا تنظيم واحد كما يريده “لام أكول” .وبالتالي لا يمكن أن يكون هنالك رئيس على أحد داخل التحالف. والانتخابات التي أثارها “لام أكول” لا وجود لها .
ولأن العملية الانتخابية التي يتحدث عنها الميثاق تختلف عما جرى تماماً، بحكم أن الميثاق أشار إلى المادة (10) الفقرة (7) والتي تتحدث عن انتخاب الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام والمنسق العسكري، وهذه العملية لا تتم إلا مقروءة مع المادة (16) التي تعطي قادة التنظيمات الحق في أن يتخذوا القرارات داخل التحالف أو ما يرونه مناسباً بالإجماع أو بتوافق الآراء وهذا ما يرفضه “لام أكول” وتم اكتشافه مبكراً.
والمادة (16) هي مصدر التشريع وهي المادة التي تجعل القادة أحراراً في اتخاذ قراراتهم بالإجماع أو بالتوافق وليس مجموعة تتكون من شخصين أو كما يريد “أكول” ،الذي لا يملك حتى حق الاعتراض حتى يأتي بهذه الضجة المزعجة.
وإضافة إلى أنه تمت مفاجأة المجتمعين بهذه العملية الانتخابية وهي مزورة وتتعارض مع الميثاق كما أسلفت بحكم أن المادة (16) تم تجاوزها بشدة . والغرض من هذه الانتخابات هو أن يأتي د. “لام أكول” بالجنرال “بيتر قديت” وينصبه رئيساً للتحالف ويعطيه صلاحيات واسعة حتى يحقق تطلعاته السلطوية وهذا ما لن يحدث في ظل وجود قيادات يقظة.
*هذا يعني أن منصب الرئيس ليس بذي أهمية في التحالف؟
أقول إن الرئيس في التحالف ليست له صلاحيات، يعني الرئيس داخل التحالف مثله مثل رئيس أي تنظيم منضوي في هذا التحالف (سوا)، لا يستطيع تجاوز رأي رؤساء التنظيمات الأخرى، كما أن التحالف اجتمع وتوافق في إطار الحد الأدنى بما يعني أن لكل رئيس تنظيم وجهة نظره وخطواته في إطار تنظيم عمل التحالف .
“لام أكول” يريد أن يستغل التحالف ، لتمرير أجندته، وهذا هو ما يرفضه قادة التنظيمات بحكم أن تحالف (سوا) لم يكن تحالفاً إستراتيجياً وفق نص الميثاق وهو تحالف في إطار الحد الأدنى، فكيف يعقل أن يأتي “لام أكول” ويتمسك بهذا الشكل بأمور ثانوية ،لا يمكن أن تفيد الشعب الجنوبي ولا حتى سير تنفيذ عملية السلام بشيء .
= ما موقف لام أكول بعد رفضكم للانتخابات ونتيجتها؟
استمر “لام أكول” في موقفه ،لشيء في نفس يعقوب ولا يزال ،وهذه مؤامرة ، أدت إلى تكوين “أكول” ومعه “بيتر قديت” تحالفاً جديداً يحمل اسم (سوا)، وهذا خطأ منه وكان يجب أن يحاسب نفسه قبل الآخرين فلا يمكنه سرقة مجهودات تنظيمات عسكرية لها وزنها بسبب طمعه في السلطة، هذا غير مقبول البتة .
= هل ستعتمد الإيقاد مجموعة “قديت” أم “قبريال شانغسون”؟
التنظيمات المعتمدة لدى الإيقاد هم الحركة الوطنية بقيادة د. “كاستيلو قرنق” وحركة “قبريال شانغسون” وحركة “جوزيف بنغازي باكسورو” وجبهة الخلاص و”جوزفين جوزيف لاقو” و “بافينج منتويل” ثم حركة “بيتر قديت” .كل هذا الحركات هي المكون الأساسي لتحالف (سوا) وما يقوم به “لام أكول” هو قيادة الانشقاق داخل منظومة التحالف.
= لماذا يعول “لام أكول” على تنصيب الجنرال “قديت” .؟
لام أكول يريد فريسة سهلة، أي أن ينصب “قديت” في رئاسة التحالف ويسعى بجد لمنصب نائب الرئيس في الحكومة ، وهذه الفكرة ليس لها هدف، فالرجل حسب الأشهر المتبقية للفترة قبل الانتقالية وحينما وجد أنه ربما قد لا يستطيع خلق حليف له داخل التحالف بأي ثمن عمد إلى ما قام به وإن أدى ذلك إلى تدمير وتقسيم التحالف المعارض (سوا) وبالفعل نجح في خلق بلبلة في تحالف (سوا)، ولكنه لن يحصل على المنصب إذا استخدم أسلوب المؤامرات .
والغريب في الأمر أنه لا يزال يخلق الأزمات داخل التحالف مثل استخدام أشخاص ليس لهم علاقة بالتحالف مثل الذي يفعله الآن . فالمعروف كما ذكرت سلفاً أن هنالك قيادات معروفة في تحالف (سوا) وهم ثمانية ومعتمدون في الإيقاد منذ المشاورات الأولى .
“لام أكول” اتهم “قبريال شانغسون” بالانشقاق ..؟
من الذي انشق الآن؟ “لام أكول” فهذا الرجل له تاريخ قاتم السواد من الانشقاقات، ولا أعتقد أن هذه الساحة كافية لحصرها ، فدكتور “لام أكول” رجل غير توافقي أكثر من كونه انشقاقي هذا هو أسلوبه الذي اكتسبه في مسيرته السياسية، فله أكثر من (10) عمليات انشقاقية قادها دون أن يصل إلى مبتغاه وأبرزها خروجه عن الحركة الشعبية، وأعتقد أن هذه آخر عملية أو محاولة للانشقاق، ونطالبه الآن بالعودة إلى الرشد وإلى أحضان التحالف. وبالمناسبة هو يعتقد بأنه يستطيع قيادة الجنرال “بيتر قديت”، ولكنني أؤكد لك أن الجنرال سيقوده هو قبل الآخرين .
= كيف تنظر لتأثير الخلاف على السلام.؟
أؤكد لك ليس هنالك تأثير على اتفاقية السلام بحكم أن الخلاف داخل منظومة (سوا) داخلي بامتياز وليس هنالك جهة تستطيع معالجة هذا الأمر ، غير قادة التنظيمات الثمانية وهنالك حكماء يستطيعون معالجتها هذا الخلاف الذي يتمحور حول الميثاق.
السلام يسير بصورة متوازنة ، إذن المجموعة التي استحدثها” لام أكول” لهم خيار الانضمام لمنظومة “لام” أو “بيتر قديت” أو يكونون ضحايا لمؤامرة “لام أكول”، ليس لدي تفسير غير ذلك .
ولكن السلام يسير بصورة جيدة وهنالك مشاركة لمنظومة (سوا) في جوبا ولا يستطيع أحد إقصاء القادة ولابد للمعسكر الثاني أن يفهموا هذا الأمر .
= قالت قيادات في الحكومة والمعارضة إن الخلافات داخل مجموعة (سوا) سببها المناصب؟
هذا الاتهام مردود لصاحبه ، تكوين تحالف المعارضة (سوا) في أديس أبابا، لم يكن من أجل المناصب كما أننا لم نكن نعلم بأن منصب نائب الرئيس سيذهب إلى (سوا) ولم نعلم هل سينجح السلام في أديس أم لا.
ولكن إيماناً منا بالسلام سعينا ليتم التوصل إلى السلام بجنوب السودان والفضل هنا يعود إلى الدور الذي لعبه السودان ،وجاءت نتيجة التفاوض في ملف تقاسم السلطة بمشاركة المجموعات الثماني التي نالت حصتها حسب الاتفاقية ، ومن بين(550) مقعداً برلماني كان نصيب تحالف (سوا) (50) مقعداً، و على مستوى السلطة التنفيذية نصيب التحالف (3) وزراء اتحاديين ووزير دولة واحد وعلى مستوى مؤسسة الرئاسة خمسة نواب ونصيب التحالف نائب رئيس واحد .
ومنذ ذلك الوقت و”لام أكول” يسعى لنيل منصب نائب الرئيس هذا هو سبب الأزمة، كرسي نائب الرئيس .
رغم أن التحالف له الكثير من الفرص إلا أن المجموعة الجديدة التي أنشأها “لام أكول” وصلت لمرحلة الطمع والتهديد ،وصلت لمرحلة عقد اجتماعات مشبوهة خارج إطار التحالف (سوا) .
= ما هو تقييمك لتجربة د.” لام أكول” و”قبريال شانغسون” ومن تراه أهل لقيادة التحالف ..؟
بأمانة ، القيادات الثمانية يتمتعون بروح القيادة بحكم تجربتهم السياسية ولا فضل لقائد على الآخر، ولكن من المهم أن نعي متطلبات المرحلة نحن نريد سلاماً و”لام أكول” يسعى لعرقلة مسيرة السلام وخلق الفتن وعدم الموضوعية، “لام أكول” يتحدث عن الديمقراطية منذ أمد ولم يطبقها في حياته السياسية وإلا كيف انشق عن منظوماته التي كان ينتمي إليها منذ الثمانينات، الرجل يتنقل من تنظيم إلى آخر دون أن يثبت في ديمقراطية واحدة .
ولكن هذا لا يجعلني أنكر بأنه قيادي من طراز فريد وهو أفضل السيئين .ولكن في حال انعدام القادة الحقيقيين .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية