(المجهر) تستعيد حوار الذكريات مع المخضرمة الراحلة "حواء الطقطاقة"
شق نعيها على كل السودان بعد أن غيبها الموت قبل أيام.. فهي من أعلام النضال والفن في بلادنا.. إنها الراحلة الخالدة في الوجدان السوداني “حواء الطقطاقة” ..
نستعيد في المساحة التالية جزءاً من حوار كنا قد أجريناه معها.. حاولنا فيه التطرق إلى جوانب مختلفة من حياتها.. مولدها، نشأتها، كيف حضرت إلى الخرطوم.. وكيف كانت مسيرتها الفنية.. وأبرز الأسر السودانية التي غنت لها في أفراحها.. وأيام الفرح والحزن التي عاشتها:
{ نتعرف عليك أكثر؟
– “حواء جاه الرسول”، ملقبة بـ (حواء الطقطاقة)، وأطلق عليّ الاسم الخواجة عندما كان يراني في كل التظاهرات التي تندلع في كل من أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري ضدهم، وقال لي إنت تشبهي (الطقطاق) في الشجر الذي تتطاير حباته في كل مكان.. ولدت بمدينة الرهد، وفيها تلقيت دراستي حتى السنة الرابعة الابتدائي، وعندها كان الفن يجري في دمي، فتركت الدراسة وهاجرت إلى الخرطوم.
{ إذا حاولنا أن نعرف بداياتك الفنية؟
– عندما كنت بالرهد كنت أغني غناء البنات في بيوت الأعراس، إلا أن أسرتي رفضت ذلك وقاطعتني.
{ كيف انتقلت من الرهد إلى الخرطوم؟
– في الرهد كان هناك طبيب يدعى “بابكر بشير” وربطت بيني وبين زوجته علاقة حميمة، وعندما حاولا العودة إلى الخرطوم طلبت منهما اصطحابي معهما إلا أنهما خافا من الأسرة، وفي اليوم الذي قررا فيه الذهاب إلى الخرطوم طلبت من أحد أقربائي الذي يعمل (سائق لوري)، طلبت منه أن يصطحبني إلى منطقة السميح لزيارة خالاتي وقصدت السميح لأنها أقرب إلى منطقة الرهد ويتوقف عندها القطار، وبالفعل ذهبت إلى السميح، وعندما جاء القطار ركبت معهما ووصلنا الخرطوم، ولكن لم يطل انتظار الدكتور بالخرطوم فقد نقل إلى منطقة دارمالي بالقرب من عطبرة، وفي عطبرة سكنت مع الدكتور “الطاهر يوسف”.
{ بداياتك الفنية بدأت بعطبرة؟
– في عطبرة اشتغلت في شركة (سويرس) – تعمل على صناعة (زرائر) البدل من الدوم – وفي الشركة تعرفت على الفنان الراحل “حسن خليفة العطبراوي”، وبدأت علاقتي به فكنت أذهب معه إلى بيوت الأعراس.
{ ما هي الأغاني التي كنت ترددينها؟
– وقتها كنت أغني للعرائس، وأردد أغاني (التمتم).
{ وبعد عطبرة؟
– حضرت إلى الخرطوم والتقيت بـ”عائشة الفلاتية” التي لم تكن أسرتها راضية عن غنائها، وكذلك الفنانة “فاطمة الحاج” التي جاءت من رفاعة، و”منى الخير”، فاحتوانا “الكاشف” وكنا نغني بالإذاعة على الهواء.
{ أول أسرة دعتك للغناء لها؟
– أسرة العمدة “ود كرم الله” عمدة الخرطوم، وبعدها غنيت لأسرة “الشنقيطي”، ومن ثم غنيت لأسرة “الشيخ قريب الله” لكن بدون (رقيص).. (جرتق فقط)، وغنيت لأسرة العمدة “ود العوض”، وناس “عثمان صالح”، وأسرة السيد “عبد الرحمن المهدي” وأسرة “البرير”.. وفي الخرطوم غنيت لأسرة “مصطفى خليل”، و”عثمان أحمد يس”، والدكتور “عثمان مضوي”، وبنات “محمد أحمد المحجوب”، وكل أسرة الهاشماب، ووقتها كانوا يقولون (الما جاب حواء الطقطاقة ما جاب).
{ أنواع الأغاني التي كنت ترددينها في (ترقيص العروس)؟
– (المهيرة عقد الجلاد).. (اللول لالك يا العروس).. (فريع البان).. و(الفرير فرير دمور).
{ ما هي الأغاني التي نظمتها لتلك الأسر؟
– مثلاً في بنات “المهدي” قلت: (بريدك يا عجب عيني.. البيت بخيت يا بنية.. بجر القول يقول سرارة ست مجداً تليد وأصالة.. أبواتك أسود الغارة تشهد كرري مع الفرجالة).
{ ومن الشخصيات الكبيرة التي كنت حاضرة في زواجها؟
– المشير “عبد الرحمن سوار الذهب”، “جلال الدقير” “السماني الوسيلة”، “مأمون البرير” و”أمين النفيدي”، وكثير من الدكاترة، وكنت أغني لهم (الدكاترة ولادة الهنا).
{ هل دخلت الإذاعة.. وما هي الأغاني التي قدمتِها؟
– غنيت بعض الأغاني مثل (عاجبني عرضه انستر، من الضيفان ما فتر، أسداً قلبه وشرارة عينه).
{ كم لك من الأغاني؟
– لديّ عدد كبير من الأغاني، أذكر منها (البريدو ابتلاني) و(الليلة وين يا ناس يا ود البلد)، (زرعوا وين يا العنب)، (هلّ قمر بين الأزهار)، ووقتها كانت (النقطة) أساسية، بمعنى أن الحضور ينقطوا للفنانة بأي مبلغ من المال (قرش)، (ريال).. و(الجنيه) يضعه العريس.
{ تكريم حصلتِ عليه؟
– تم تكريمي من قبل المشير “عمر البشير”، ومنحني وسام الجمهورية، وكرّمني الأستاذ الراحل السفير “أحمد عبد الحليم”.
{ هل حججت.. ومن الذي ساهم في حجك؟
– نعم (حجيت) والحجة كانت تبرعاً من الزعيم “إسماعيل الأزهري”، و(حجيت) أربع حجات من مالي الخاص بالإضافة إلى أربع عُمرات، وساهمت في حج والدتي خمس مرات وأربع عُمرات.
{ هل تشاهدين المسلسلات؟
– أشاهد فقط المسلسلات الدينية.
{ من أيام الفرح التي عشتها؟
– عندما رُفع علم الاستقلال.
{ وأيام الحزن؟
– عندما توفي الزعيم “الأزهري”.