الحكومة تتهم نائب رئيس جمعية الهيموفيليا بإدخال الفلتر الإسرائيلي لمستشفى الخرطوم
تحول مؤتمر صحفي لإعلان نتيجة التحقيق حول دخول عقار إسرائيلي لمرضى (الهيموفيليا) بمستشفى الخرطوم إلى مواجهة مكشوفة بين وزير الصحة الاتحادي “بحر إدريس أبو قردة” ود.”أحمد بلال عثمان” الناطق الرسمي باسم الحكومة والأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم “محمد الحسن” من جهة، ونائب رئيس جمعية مرضى (الهيموفيليا) “هجو إبراهيم” من جهة أخرى. وأعلنت الحكومة عدم السماح بالمتاجرة بكل ما يضر صحة الشعب السوداني ومنع وتحريم التعامل بأي شكل مع إسرائيل، ووجهت باتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة الجهات التي أثارت الفزع وسط الرأي العام.
واستجوبت المنصبة ونصبت محكمة علنية لـ”هجو” حيث اتهموه بالتورط في إدخال (الفلتر) الإسرائيلي بعد إبرازه في أجهزة الإعلام. وأرجعت المنصة ذلك لوجود صراعات وخلافات شخصية بينه وبين رئيس الجمعية ومديرة مركز العلاج بالمستشفى.
وأكد “أبو قردة” أن نتيجة التحقيق والتحري توصلت لعدم وجود أثر لدواء إسرائيلي غير (الفلتر) الواحد بعد فحص جميع الأدوية، مشيراً لوجود ضوابط صارمة وإجراءات لدخول الأدوية، نافياً دخول العقار عبر الطرق الرسمية التي حددها بثلاثة مصادر هي الإمدادات الطبية والاتحاد العالمي لمرض (الهيموفيليا) الذي تمت مخاطبته. وأكد عدم وجود علاقة له بأدوية من إسرائيل، وقال إن المصدر الثالث هو إمكانية دخوله بواسطة أفراد، وأكد “أبو قردة” إجراء تحقيق وتحري مع جميع الجهات ذات الصلة وفحص الأدوية بالصيدلية التابعة لمركز علاج (الهيموفيليا) بمستشفى الخرطوم. وأشار إلى أن (99%) من أدوية (الهيموفيليا) تدخل عن طريق الإمدادات الطبية و(1%) عن طريق الاتحاد العالمي واستبعد دخوله بواسطة التهريب باعتبار أن العقار مجاني ولا كسب من ورائه.
ولم يستبعد امكانية دخوله عبر أفراد، وأكد أن المجلس القومي قام بالفحص ولم يجد أي طريقة لتسريب العقار، وأشار لوجود (1200) مريض يأخذون علاجهم بطريقة منتظمة من خلال ملفات، وقال إن المريض الذي أدعى صرف الدواء بتاريخ محدد لم يكن الدواء المزعوم وقال إن الجهات ذات الصلة تحرت وبحثت ولم تجد أي فلاتر إسرائيلية دخلت البلاد.
من جانبه اعتبر وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة د.”أحمد بلال عثمان” أن قضية الدواء الإسرائيلي مسألة كيدية قصد منها إثارة البلبلة وتصفية الحسابات الشخصية، قاطعاً بمنع التعامل مع إسرائيل وفقاً للقانون منذ العام 1958م، وقال إن الدولة لن تتاجر في صحة مواطنيها.
وفيما تمسك نائب رئيس الجمعية “هجو إبراهيم” بموقفه بتسرب عقار إسرائيلي للمرضى بمستشفى الخرطوم، أكد الأمين العام للمجلس القومي د.”محمد الحسن إمام” عدم ورود أي شكاوى من مرضى تضرروا أو تناولوا العقار الإسرائيلي، لافتاً لوجود ضوابط تمنع دخول أي دواء غير مسجل، وأشار إلى أن دواء (الهيموفيليا) يأتي من (19) دولة ليست من بينها إسرائيل.