زار رهط رفيع من نجوم المجتمع “إعلاميين، صحافيين، كتاب، أدباء، فنانين، رجالات الطرق الصوفية”، ومعتمد أم درمان الفريق “أبو شنب” وقيادة شرطة المحلية، سوقها العتيق، الذي تعرض لأكبر كارثة في تاريخه قبل أسبوع بالتمام، عبر مبادرة أطلقها ابن أم درمان النجم الإعلامي “مصعب محمود ” على الأسافير، ووقفوا على حجم الدمار الذي طال المحال التجارية، والخسائر الفادحة المالية، وخاطبوا الناس، مواسين لهم في مصابهم الجلل، ووعدهم السيد المعتمد بإجراء اللازم حتى يعود السوق إلى وضعه الأول، وأكد لي أثناء تبادلنا لحديث مقتضب في البص الذي نقلنا من وإلى مركز أم درمان الثقافي مكان التجمع، أن محليته ملتزمة بإعادة تأهيل السوق مرة أخرى، وفي ذات الوقت شكلت لجنة من أعيان المدينة لحصر الخسائر المادية.
الحريق الضخم الذي تعرض له السوق التاريخي، يجب أن يدفع الناس إلى مراجعة تفاصيل مهمة جداً كانوا يغفلونها طيلة السنوات الماضية، فالسودانيون بطبعهم لا يحبون النظام، ويمقتون القوانين واللوائح، هناك عبء يقع على كاهل التجار في السوق يتحملون وزره وحدهم، وهو كيفية الحفاظ على ممتلكاتهم ، مع الإيمان بقضاء الله وقدره، فمسألة التأمين على البضائع مهمة جداً، يجب الانتباه لها، حيث أكد لي أحد التجار أن رفاقه ظلوا يتهربون من التأمين على بضائعهم، فقد عرضت عليهم عدة شركات هذا الأمر ولكنهم رفضوا القيام بذلك.
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق محلية أم درمان، حيث يجب أن تكون هناك إجراءات سلامة أولية إجبارية لأصحاب المحال التجارية، أبسطها طفايات الحريق اليدوية، وصيانة المحال بشكل دوري لمراجعة توصيلات الكهرباء وغيرها، ومن ثم توفير قدر عالٍ من السلامة على السوق برمته، فالجبايات والضرائب التي يدفعها التجار كافية لتحويل سوق أم درمان إلى الشانزلزيه، ولكن ظلت السلطات المحلية تتغافل عن مسؤولياتها.