ربع مقال

لا للتطبيع مع إسرائيل .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. صارحني أحد شبابنا النبهاء بما يدور في ذهنه من تساؤلات ملحة حول قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وقد حاصرني الفتى بجملة من الأسئلة الساخنة حول الأمر لدرجة أقلقتني بشدة وأسعدتني بذات الدرجة من الشدة، أما وجه القلق فيها فقد جاء من باب أن ما حدث من انفجار معلوماتي خطير بظهور الإعلام الجديد بأدواته ووسائطه الفاعلة والخطيرة قد أحدث تحولات كبيرة وخطيرة في هوية الشباب العربي وشباب المنطقة الجنوبية من العالم التي يسميها الغرب بالمنطقة المظلمة من الكون، لتخلفها عنه وتأخرها لدرجة أنه اعتبرها حديقة خلفية له لا يكاد يسمع شيئاً مما يدور خارج السور العالي الذي يفصله عنها، ذلك بالرغم من الوهم الذي وصل البعض بانهيار نظرية انسياب المعلومات من الشمال إلى الجنوب بفعل الإعلام الجديد، ولكن الحقيقة هي أن هذا الإعلام الجديد قد كرس من هذه النظرية بحيث ظل التفوق للشمال ، بينما ظل الجنوب مستقبلاً متبلداً غير متفاعل مع الوافد إليه من معلومات تحمل ما تحمل من ثقافة وفكر وسلوك، بينما ظل تاريخه هو وثقافته وحضارته حبيسة رفوف المكتبات .. الفتى يسألني عن جدوى مقاطعة إسرائيل بينما نهرول للتطبيع مع ربيبتها أمريكا .. وبعد جدال كثيف اتفق معي على حقيقة واقعة وهي أن إسرائيل قامت على أرض عربية مغتصبة، وأنها مارست ظلماً وعنفاً وتقتيلاً على الفلسطينيين المطالبين بأرضهم وحقوقهم .. فقلت له: إذاً كيف نطبع مع هؤلاء ..؟؟ .. أما أمريكا فما يحدث معها أمر علاقات وتقاطعات مصالح وما نختلف معها فيه هو علاقتها الظالمة وغير المتوازنة بيننا وبين هؤلاء المغتصبين الصهاينة ، ولا زال الصامدون من العرب والمسلمين يناجزونها هذا الأمر، داعمين في المقابل إخوتهم الفلسطينيين حتى تتحقق العدالة يوماً وتعود أرض فلسطين للمسلمين، وإلى ذلك الحين فلا تطبيع مطلقاً مع هذا الكيان إلى أن يجد له أرضاً غير الأرض العربية – الإسلامية .. حينها لا بأس من التفكير في التطبيع مع كيان يضم اليهود ، حينها يا صديقي لن يكون لدي مانع مطلقاً من رهن درعي لأحد هؤلاء اليهود .. ضحك الفتى وذهب راضياً مطمئناً وهذا هو ما أسعدني في الأمر .. نعم لا تطبيع مع إسرائيل ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية