تتوالى الصرخات عليّ بسبب حديثنا أخيراً عن ضرورة الاتجاه للزراعة بكل إمكاناتنا الرسمية والشعبية، وهو الحديث الذي أثارته التوجيهات الرئاسية الأخيرة، وفي هذا يخبرني الأستاذ “بلة سيد أحمد” من أهالي منطقة القرير، بأنهم بالفعل في المزارع والحقول ولكنهم ضعفاء الحيلة، لعدم وجود ما يساعدهم من آليات زراعية وأيدي فلاحية بسبب هجرة المزارعين أرضهم والسعي وراء التنقيب عن الذهب.
.. أما أستاذنا الإعلامي والتلفزيوني الكبير “بابكر الصادق” فيقول إنه وعدد من أبناء الريف الشمالي، تقدموا لوزير زراعة الخرطوم السابق، للتصديق لهم لمشروع زراعي – حيواني لتربية الأبقار والماشية، بجانب مصنع لمنتجات الألبان لتغطية احتياجات المنطقة بأكملها، وبعد جهد كبير جاءهم رفض غير منطقي خاصة وأنهم قد رشحوا الموقع في منطقة متاحة وليس بها ما يمنع مطلقاً.. يقول الأستاذ “بابكر” موجهاً حديثه لنا.. (المبادرات موجودة ولكن من يستجيب؟؟).
أما الاقتصادي “محمد فضل الله عيسى” فيخرج بالموضوع لدائرته الأوسع فيقول: (لا مخرج غير الزراعة والتصنيع الزراعي وبأيدٍ سودانية.. الآن معظم المحالج مملوكة لأجانب وعدد من الشركات الأجنبية تركية ومصرية وصينية منافسة للقطاع الخاص الوطني في نشاط سهل لا يحتاج إلى خبرات أجنبية.. الفول السوداني ما زال يصدر خاماً.. وكذلك السمسم ومصانع النسيج متوقفة وبعضها بيع خردة…الخ).. انتهى حديث الأساتذة الكرام “بلة” و”بابكر” و”محمد فضل الله” ولم ينتهِ الصراخ بعد.. صراخ العودة للوعي.