الإعلامية والشاعرة "ابتهال مصطفى" : مُعاينات الولوج للإعلام ما زالت تديرها عقليات لا تعرف التأهيل
“ابتهال محمد مصطفى” مذيعة تمتلك قدرات إعلامية وحضوراً ذهنياً وثقافة عالية أكسبتها ميزات في الأداء، فهي إلى جانب ذلك موهوبة في كتابة الشعر الذي يعبر عن قضايا الواقع المعاش.. “ابتهال” حصلت على ماجستير هندسة التبريد والتكييف لكنها أصبحت مقدمة برنامج بالتلفزيون القومي وقناة الخرطوم، وهي عضو بالاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، وعضو رابطة الأديبات السودانيات.. شاركت بعدد من المهرجانات الداخلية والخارجية، وحازت على العديد من الجوائز، لها دواوين تحت الطبع (الإشارات الخفية وعلى شفا الجرح وظل الخوف).. وهي الآن رئيس دائرة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني.. التقيناها في حوار عن مشوارها الإعلامي والأدبي..
{ من دراسة الهندسة إلى إعلامية
تقول “ابتهال” إنها دخلت إلى المجال الإعلامي رغم دراستها لهندسة التبريد والتكييف، وتحكي أنها كانت مشاغبة، وفي إشرقات الصباح بالمدرسة كانت تميل إلى تقديم البرامج، وأضافت: استمر الوضع هكذا وسط إشادات أساتذتي ووالدي حتى وصلت الجامعة وعرفت من وقتها أن لي مستقبلاً إعلامياً سأعمل من أجله.. وفي معرض ردها على سؤال حول كتابتها للشعر وتأثير الموهبة في الولوج إلى المجال الإعلامي تقول إن الشعر كان له باع طويل في صنع موهبتها، وأن العمل الإعلامي يحتاج إلى حضور ذهني وعبارات أدبية، ولابد أن تكون وليدة اللحظة لتغيير النمط المعتاد الذي تعود عليه الناس.. وأشارت إلى أنها تستعين في كثير من الأحيان بالشعر عند تقديمها للبرامج وهذا يمدها بطاقة.. وتمضي “ابتهال” في حديثها بأن مسارح الجامعات والاتحادات والمؤتمرات أغنتها عن عناء البدايات، الكل محترف، وتضيف إنها ما زالت تحتفظ للمسارح بهذا الجميل، سيما أنها قد ساعدتها أيضاً في استضافتها كشاعرة من خلال برامج في التلفزيون القومي، وكان الكثيرون يقولون إنها تصلح لأن تكون مشروع إعلامية ناجحة، وبالفعل وعند خضوعها لأول معاينة تم قبولها من قبل برنامج (البيت السعيد) بقيادة “النور معني” و”جعفر أمبدي” ومجموعة كريمة من الأساتذة.. وأشارت إلى أنها عملت بوزارة العلوم والتكنولوجيا.. وعن امتهانها للهندسة كتخصص والإعلام في آن واحد تقول “ابتهال” إن الأمر صعب، وأنها ستكتفي بواحدة منهما ولا تدري أيهما، لأنها حقاً متعبة متشتتة- كما قالت.
{ الهجوم المستمر على المذيعة مؤشر خطير
وكشفت “انتهال في” حديثها عن أن الإعلام يسيطر عليها رغم حبها للهندسة، وقالت في ردها على سؤال حول الهجوم المستمر على المذيعة السودانية بشكل عام: للأسف هذا مؤشر خطير، وحتى طبيعة الإدارة الإعلامية لا تهتم بهذا الأمر كثيراً، ومعاينات الولوج للعمل ما زالت تديرها عقليات لا تعرف كيف تؤهل منتسبيها، لذا يقعون جميعاً في فخ مُشترك طالما القنوات أدخلتهن إلى سور الفضائيات والأثير، فاللوم على رب البيت الذي يضرب بالدف.
{ لا أعزف على وتر الشعر الذي يحبه الجميع
وعندما شبهتها بالشاعرة روضة الحاج حتى في الشكل قالت: أعانني الله كثيراً على حمل الثوب الثقافي وحسن ارتداء القضايا، وأضافت: نختلف في أشياء ونتشابه في أخرى، لها ريادتها ولي أنا طريقتي الخاصة، لأن كلينا تشرب من مدرسة “مصطفى سند” الرائعة، وأعتز كثيراً بهذا.
وفي ختام حديثنا معها، تطرقت إلى بدايتها مع الشعر، وأشارت إلى الفرق الكبير بينها وبين كثيرات ممن يكتبن الشعر، وهو أنها لا تحب المواقف الرمادية وغير الواضحة، وقالت: أكتب في قضايا بشكل يمس العصب الحي، ثانياً أميل قليلاً إلى التركيب الرمزي في الشعر، لا أعزف على الوتر الذي يحبه الجميع ولا يشير قلمي ورأيي إلى شخص بعينه لإيماني التام أن الشاعر قضية، وكثيرون يلجأون للمدح من أجل حصد التصفيق. وتضيف في قولها: رغم أنني الآن رئيس دائرة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني بأمانة المرأة من الداخل، إلا أنني أنتقد ما لا يعجبني.