نوافذ

معركة القلابات

والجميعاب تفقد أربعة من خيرة شبابها، شهداء الطريق، والريف الشمالي لأم درمان يودعهم والخوف يزحف نحو القلوب رويداً رويداً، هذا هو الحل وربما أكثر.
لطالما كانت الحوادث المرورية هاجساً يفسد متعة الحياة، ولطالما كان خنجراً مغروزاً في قلب سعادة كل بيت!! فلطريق مدني البطولات تلو البطولات في حصد أرواح المسافرين شيبة وشباباً نساء ورجالاً وصغاراً!!
نحن لا ننكر أن هذه هي أقدارهم جميعاً، ولكن لكل قدر سبب!!
ولا غرابة!!
فوفاة أكثر من خمسة وأربعين شخصاً في أقل من عامين إثر حوادث (القلابات) بمنطقة الجميعاب خاصة، هذا يعني خللاً ما إما في (القلابات) أو في الطريق.
وغالباً ما تعتمد في مثل هذه الحوادث عبارة غلطان المرحوم، ولكن قبل أن نحكم على (المرحوم) المسكين، علينا الاعتراف بأخطائنا، لأن السائق يجب عليه اعتبار نفسه عاقلاً وحده (والدنيا كلها مجانين).
أنا لم أكتب هذه النافذة بأي إحساس غير إحساس تلكم الأسر التي أودعت فلذات أكبادها إلى الموت حينما ودعتهم لآخر مرة، وأكتب بإحساس تلكم الأم التي دفن طفلها عن طريق الخطأ حياً في رمال هذه القلابات، وأكتب بإحساس أم أخرى استغرقت عملية جمع أشلاء طفلها التي امتزجت بالأسفلت ساعات وساعات، وأخاطب باسم كل هؤلاء المذبوحين قلبياً، والمفجوعين، وباسم كل الذين تجددت مآسيهم عبر هذه المأساة الجديدة، أخاطب باسمهم جميعاً جهات الاختصاص لتلافي هذا الموقف.. لا أوصي بإيقاف مرور القلابات، ولكن لا أوصي بنشر الرعب في قلوب هؤلاء المواطنين.
لذا لابد لهذا الموقف من معالجة، ولابد من السيطرة على هذا الوضع.
{ نافذة أخرى:
وأنا اختلي بصفحات الفيسبوك أعجبني موضوع نقاش دار في إحداها، نشر تحت اسم (ود بلد)، وهو كيفية تحول الوضع من (يمة ويابا) إلى (جلكين وجلكينة) مروراً بـ(ماما وبابا)، و(الحاج والحاجة)، وأصاب عندي هذا الموضوع موضع إصابة.
لأني كنت أضع شرطاً لصديقاتي هنا في الخرطوم بعد قدومي إليها من الجزيرة، وهو أني لا أريد صديقة تطلق على أمها لفظ (ماما) ليس لتجريح من يقلنها ولكن لأني أموت ضحكاً وأنا أسمع إحداهن تنطقها!!
(ماما بعد كبرك دا).
ربما يعود ذلك لتربيتنا الريفية التي نشأنا عليها، وربما للمجتمع الدافئ الذي ترعرعنا فيه منذ الصغر، أو ربما لأن لـ(يمة ويابا) نكهة أخرى أكثر حميمية وحنية ودفئاً، لذا دعونا نتجه صوب أجمل هذه الألفاظ (أمي ثم أمي ثم أمي) و(أبي ثم أبي ثم أبي).
قولة يمة ما أخير من نياصة ماما؟ وقولة يابا من بابا بنعلي مقاما؟
نحن قيمنا في خد التواريخ شامة!!
نحن جمعنا حكمة وتوب وقار وغشامة
{ خلف نافذة مغلقة:
على لسان الشاعر “صلاح الدين الزبير” (ود مسيخ).. شكراً لأهله الجميعاب.. أهلي الضاوية كالشمس والكواكب نارهم
أهلي البلغوا دركان الوقيعة صغارهم
أهلي البقسى لي باقي الخليقة كجارهم
أهلي الفضلهم جرح حلق شكارهم

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية