لغز الأسلحة!
{ منذ فترة ليست بالقصيرة أخذت السلطات الأمنية تعلن عن إلقاء القبض على أسلحة خفيفة وثقيلة مهربة للخرطوم وتكشف السلطات الأمنية بالصور أنواع الأسلحة التي تضبط مهربة لداخل الخرطوم من جنوب كردفان أو من دارفور أو شرق السودان.. يستخدم (مهربو) الأسلحة سيارات الشحن المعروفة بالدفارات وشاحنات نقل الحيوانات والمحاصيل لإخفاء الأسلحة والذخائر في أحشائها.
ولكن يقظة السلطات الأمنية ومعلوماتها من مصادر تهريب الأسلحة تحول دون وصول تلك الشحنات إلى أيدي جهات بعينها في الخرطوم، ومن المؤسف جداً (تكتم) السلطة على الجهة التي ترسل الأسلحة والجهة المرسل إليها ربما للسلطات الأمنية تقديراتها الظرفية، لكن من حق هذا الشعب أن يعلم الجهات التي تبعث إليه برسائل القتل والجهات المبعوث إليها تلك الوسائل.. مع الوقائع الظرفية والقراءة السطحية فإن الجهات التي تبعث بالأسلحة لقلب الخرطوم هي الحركات المسلحة الدارفورية أو تحالف الجبهة الثورية المسلح أو الحركة الشعبية قطاع الشمال، وحينما تبعث هذه الجهات بالأسلحة فإنها تستهدف تفجير الخرطوم والانقلاب على السلطة بفوهة البندقية وتغيير النظام عسكرياً، وبطبيعة الحال لن تبعث هذه الجهات بالأسلحة إلا إذا كانت لها جيوب عسكرية (نائمة) في العاصمة تسعى لتمليكها الأسلحة ثم إعلان ساعة صفر محددة لإطلاق النار على الخرطوم!
{ من قبل اتهمت السلطات حزب المؤتمر الشعبي بالتخطيط لانقلاب عسكري وتم العثور على أسلحة في الخليلة وأم بدة وصدرت أحكام بحق بعض عناصر الشعبي التي لها علاقة بالمحاولة الانقلابية ولا يزال بعضهم يقضي عقوبة السجن، وفي تلك المحاولة كانت الصورة واضحة والأسلحة عرضت لوسائل الإعلام، ولكن لم تحدد الحكومة بصفة قاطعة من أين جاءت تلك الأسلحة؟.
{ نحن الآن أمام واقع جديد.. هناك حركات مسلحة ترفع شعارات سياسية براقة ولكنها (تستبطن) توجهات عنصرية إقصائية متطرفة إذا ما أطلقت نيرانها من داخل الخرطوم فإنها لن تستهدف السلطة وإنما تمارس نوعاً آخر من الإبادة يعرف بالتطهير العرقي وعنصرية الحركات المسلحة جميعها بلا استثناء لا تحتاج لدليل إثبات.. فالحركات المسلحة الدارفورية ظلت تمارس أبشع أنواع التطهير العرقي وتركب الحركات المسلحة (حصان) الصراعات القبلية وتصوب بندقيتها نحو الأهالي، وقد أطلقت حركة “مناوي” على نفسها عند ميلادها حركة تحرير دارفور! والحركة الشعبية في جبال النوبة كانت في الأصل تنظيماً سرياً يُسمى (الكملو) نشأ في الخرطوم و(الكملو) معروف في كتاب (أبكي وطني العزيز) للكاتب “ألن يتون”.. وحينما نشبت الحرب لأول مرة تم رفع شعار إقصائي عنصري (البقاري يسير والجلابي يطير).. لذلك حينما يتسلل السلاح من الأطراف لمثل هذه الجماعات العنصرية لاستخدامه بالطرق التي تعرفها تلك الجهات وفي لحظة ما.. يمثل ذلك خطراً بالغاً على أمن الناس الذين يقرأون في الصحف عن شحنات الأسلحة (المضبوطة) ولا يعرفون مقصدها وهل كل الأسلحة التي بعثت بها الجهات الباعثة تم ضبطها أم وصل بعضها لأيدٍ داخل الخرطوم وينتظرون ساعة الصفر لاستخدامها؟.
من حق الشعب معرفة أعدائه وذلك بمحاكمة هؤلاء علناً وأن نسمي كل أحد باسمه! وكفى تغطية الناس بالعشب الجاف!