الجزيرة تستاهل!!
تلميحات الرئيس في حديثه لمواطني شرق دارفور حول حاجة أهل الجزيرة -أي الولاية – لابنها “أنس عمر” فتحت الباب واسعاً لتأويلات عن احتمال أن تصبح تلميحات الرئيس واقعاً في مقبل الأيام، ويذهب “أنس عمر” من الضعين ، التي صنع ربيعها وجفف دماء أبنائها.. وبفضل سند نائب الرئيس السابق “حسبو محمد عبد الرحمن” عبرت مشروعات كبيرة دائرة النظر إلى واقع الفعل.. ولا يختلف اثنان على نجاح “أنس عمر” سياسياً ونظافة يده مالياً ومثابرته في تنفيذ ما يسند إليه من مهام.. وطاعة ولي أمره دون تزلف ورياء، ويعتبر “أنس عمر” سياسياً متفقاً عليه في الجزيرة التي أضعفتها الصراعات ومزقتها سياسات الوالي “محمد طاهر أيلا” الناجح تنفيذياً والفاشل سياسياً باتفاق فرقائه وأنصاره.. وبعد إجازة قانون الانتخابات الذي أعاد للمواطنين (حقهم) في اختيار ولاة أمرهم وحقهم في محاسبة الولاة من خلال المجالس التشريعية لتبزغ شمس دولة المؤسسات والديمقراطية بديلاً لدولة مراكز القوى والتعيين، الذي جعل من الولاة (آلهة) لا رقيب عليهم إلا المركز ولا سلطان للشعب عليهم ، وحققت تجربة بعض الولاة فشلاً وخيبة أمل كبيرة حتى لمن اختارهم، وحقق بعضهم نجاحات متفاوتة من ممتازة إلى جيدة ومقبولة، وشيء خير من لا شيء.. وعودة “أنس عمر” من الضعين لود مدني تعني الكثير لأهل الجزيرة في الانتخابات القادمة.. وما قبل الانتخابات حتى يحقق الشاب الذي يفيض حيويةً نجاحاً يؤهله لمعركة انتخابية تختلف عن الانتخابات التي جرت في الدورات الماضية ليس بدخول لاعبين جدد لساحة التنافس ولكن للظلال السالبة لتدهور الأوضاع الاقتصادية على المواطنين وتفاقم أزمات نقص الخبز والوقود والنقود على قواعد المؤتمر الوطني ، التي أضحت في حالة من (الذهول) وهي تنظر لمشروعها السياسي يتداعى بسرعة نحو السقوط في لجة أزمات صنعتها النخبة الحاكمة باسمها ، ولا تشعر النخبة حتى اللحظة بخطورة ما يجري في الشارع.. ولن يجد المؤتمر الوطني الطريق سهلاً للوصول للناخبين في 2020م، إذا لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية.. وعودة “أنس عمر” للجزيرة تعني مغادرة الوالي “محمد طاهر أيلا” لرصيف الانتظار و(الاستجمام) قليلاً من رهق العراك السياسي حتى موعد الانتخابات، وبالطبع يعتبر “أيلا” مرشحاً للعودة والياً للبحر الأحمر في الانتخابات القادمة ، رغم أن “أيلا” يحتفظ بشعبية كبيرة في البحر الأحمر ولن ينافسه قيادي آخر، إلا أن الرجل يخطئ التقدير وحسابات السياسة حينما يجعل (معركته داخلية) أي خصومه أهل بيته مما يفقده أقرب القيادات إليه، وفي الأخبار ما حدث هذا الأسبوع من تجمع للقيادات (الأيلاوية) في بورتسودان وإشعالها لثقاب التنافس مبكراً.. في وجود والٍ ربما يمني نفسه بالبقاء في كرسي الحكم طويلاً.. وحري بالمؤتمر الوطني اتخاذ القرارات الصائبة وإعادة تشكيل الولايات برؤية جديدة وتصحيح أخطاء التعيينات الأخيرة التي أفقدت المؤتمر الوطني ولاةً بقيمة الشرتاي “جعفر عبد الحكم” في زالنجي، واللواء “عيسى آدم أبكر” في كادقلي، وكلاهما رهانات انتخابية لا غنى عنها مثل “أنس عمر” في الجزيرة و”أيلا” في البحر الأحمر والأمير “أبو القاسم بركة” المطلوب في الجنينة عاجلاً.. ولكن من يسمع همس المدينة و(يتحسس) رغبات الناس؟؟