(الدولار) يرتفع .. والحكومة تنخفض!!
– 1 –
{ بلغ سعر (الدولار) في السوق الموازية أمس (الاثنين) حوالي (6.7) جنيه (ستة جنيهات وسبعين قرشاً)!! بينما صعد (الريال) السعودي إلى (1.75) جنيه (جنيه وخمسة وسبعين قرشاً)، وكان سعر (الريال) العام الماضي نحو (ستين قرشاً) لا غير!!
{ ورغم ذلك يؤكد وزير المالية – حسب الموازنة – أن متوسط سعر الصرف لن يتجاوز (4.5) جنيه!!
{ يبدو أن قيادة الدولة غير مهتمة وربما غير معنية بهذه التطورات الخطيرة في ملف الاقتصاد التي قد تقود إلى النهايات غير السعيدة من (جبهة) غير متوقعة.. (جبهة) غير الجبهة الثورية.. تماماً كما سقط نظام (الرايخ الألماني) بقيادة “أدولف هتلر” في نهاية الحرب العالمية الثانية عبر جبهة “نور ماندي” الفرنسية خلافاً لتوقعات “هتلر” الذي كان ينتظر هجوم (الحلفاء) من مكان آخر شرقاً أو شمالاً وليس جنوباً!!
{ والاقتصاد (ثغرة) إن لم يحسن القائمون على أمر الدولة سدها، فإنها بلا شك ستعصف بنظامهم عصفاً (تدريجياً) و(ناعماً)، إلى أن يصل ذروته، فلا يكون بعد مجالاً للرجعة أو التراجع.
{ ويبدو واضحاً جداً من الارتفاع المتلاحق لأسعار صرف (العملات الصعبة) مقابل الجنيه السوداني، أن هناك خللاً كبيراً جداً في سياسة ومنهج وإدارة وزارة المالية وبنك السودان لهذه الأزمة الاقتصادية التي تطحن البلاد.
{ والبقاء في المناصب أو الإقالة منها، لم تعد تحكمه معايير الإنتاج والإنجاز، بل الولاء (للمراكز)، والأفراد، وليس الوطن والفكرة!! ولهذا سيرتفع (الدولار) و(اليورو) و(الريال السعودي) بل و(البر الإثيوبي) و(النقفة الإريترية) و(الفرنك التشادي) مقابل (الجنيه السوداني)، وسيبقى “علي محمود” و”محمد خير الزبير” ونوابه ومساعديه في بنك السودان، سيبقون في مقاعدهم.
{ افشل.. وافشل.. وافشل.. فكلما فشلت فإنك باق!! المهم أن تكون مطيعاً (للكبار)، و(لئيماً) مع (الصغار)!! هذه هي السياسة الرسمية (الحاكمة)!!
– 2 –
{ لا تعجبني لهجة (الابتزاز) السياسي والإعلامي المستمرة تحت لافتة (الحرب في دارفور). ويبدو أن منطلقات البعض في المطالبة (إعلامياً) بأن يكون (المسؤول) عن موقع (رفيع) ما من أبناء (دارفور)، منطلقات (عاطفية) ساذجة! إذا لم تحكمها معايير (الكفاءة).
{ الآن.. نائب الرئيس من دارفور.. ووزير رئاسة مجلس الوزراء من دارفور.. ووزير المالية.. ووزير العدل.. ووزير الحكم الاتحادي، ووزير النقل والطرق والجسور، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية “فرح مصطفى” وعدد من وزراء الدولة، فضلاً عن رئيس مجلس الولايات، وبالضرورة رئيس السلطة الانتقالية للإقليم، هذا غير عشرات المناصب العليا في الوزارات والأجهزة والمؤسسات والقوات النظامية.
{ أكبر عدد من الوزراء والتنفيذيين في الدولة ترتيباً بعد المنحدرين من الولاية (الشمالية)، هم أبناء ولايات (دارفور)، بينما الولايات (الأقل) تمثيلاً في السلطة هي ولايات (الشرق)، (النيل الأبيض) و(الجزيرة) وليس (دارفور)!!
{ كفانا خضوعاً للابتزاز.. تمرد من (الحركات المسلحة) وتمرد حتى من داخل (الحزب الحاكم)!!