لجان دوسة
{ وزير العدل أضاف لجنة جديدة لعدد اللجان المشكلة من قبل لعدد من القضايا القديمة والجديدة وجميعها أي القضايا التي شكلت لها لجان تحقيق (دخلت) في جب عميق و(ماتت) وطواها النسيان وانصرفت الأنظار عنها لقضايا أخرى، وفي بلادنا تتناسل المشاكل كما تتناسل الفيران.. السيد وزير العدل أصدر قراراً بتشكيل لجنة برئاسة المستشار د. “التجاني محمد أحمد” للتحري في أحداث جامعة الجزيرة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كافة، ومُنحت اللجنة سلطات النيابة الجنائية ويجوز لها الاستعانة بمن تراه مناسباً وحدد القرار مقر اللجنة على أن ترفع تقاريرها الدورية للسيد وزير العدل وتنهي عملها بأعجل ما تيسر والفقرة الأخيرة تمثل (بيت الضبع) كما يقول المثل، وعُقدة النص بلغة المسرح، وأصل الداء بلغة السياسة، ولجنة التحري والتقصي عن أحداث جامعة الجزيرة تمثل إضافة إلى لجان أخرى تم تشكيلها بقرارات معلنة للرأي العام ولكنها لم تحسم قضية حتى اللحظة، واللجان التي رفعت تقاريرها (تكتمت) عليها الجهات الرسمية و(سترت) عورة الجناة في كثير من الأحيان وبرأت خناجر القتلة! ونسأل السيد وزير العدل عن لجنة تقصي الحقائق عن سقوط طائرة الشهيد “الزبير محمد صالح” ولجنة تقصي الحقائق من سقوط طائرة الشهيد “إبراهيم شمس الدين” ولجنة تقصي الحقائق عن سقوط عشرات الطائرات وموت مئات الأبرياء، هل أعلنت نتائج التحقيقات للرأي العام أم سكت عنها؟ ولماذا؟
{ نسأل السيد وزير العدل عن لجنة تحقيق شكلت لأحداث بورتسودان حينما قتل عشرات المواطنين، هل كان القتلى من الضحايا هم المخطئون؟ وماذا عن لجنة التحقيق التي شكلت لأحداث (تبرأ) بشمال دارفور حينما قتل (51) مدنياً في نهار رمضان، وتم التمثيل بجثث القتلى في رابعة النهار! وماذا يا سيدي وزير العدل عن لجنة التحقيق التي شكلت لأحداث التمرد في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق والمتهم فيها “الحلو” و”عقار” و”عرمان” هل صدر تقرير رسمي عن تلك الأحداث؟
{ قبل شهور معدودة شكل وزير العدل لجنة للتحري والتحقيق عن مقتل المواطنة “عوضية عجبنا” على يد قوات الشرطة، هل رفعت لجنة التحقيق تقريرها وهل اتخذت قراراً بشأن مقتل “عوضية عجبنا”؟ وماذا عن لجنة التحقيق عن أحداث سد كجبار ولجنة التحقيق عن ما أثير في الصحف عن فساد المستشار القانوني بوزارة العدل نفسها (مدحت)، وهل تملك الوزارة الشجاعة التي تجعلها تعلن براءة منسوبها بعد أن قالت لجنة التحقيق كلمتها؟ أم القضية تم إلحاقها بأخواتها من القضايا (المدفونة) في (التبن) والمسكوت عنها لتقديرات ما من جهات ما؟!.
{ لجان التحقيق التي تشكل سنداً في الغالب لقضاة ومستشارين أكفاء لا يقدح قادح في ذمتهم أو كفاءتهم المهنية، والقضاء والنيابات في السودان بخير وعافية وصحة جيدة لا ينقصها سوى شجاعة (متخذ) القرار في الإفصاح عن نتائج التحقيق التي تصل إليها.. وكما قال “السادات” يوماً عبر إذاعة (صوت العرب) رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها إلى جوار الجامعة العربية. “السادات” يوجه حديثه لخصمه اللدود حينذاك “علي عبد الله صالح” لو أن “شاويش” اليمن يميز ما إذا كانت “كامب ديفيد” ذكراً أم أنثى! وباسم الشعب السوداني أقطع لساني وقلمي إذا أعلن وزير العدل التقرير الذي تصدره لجنة التحقيق التي تم تشكيلها، دع عن اتخاذ قرارات واتخاذ إجراءات في مواجهة الذين تسببوا في الأحداث المؤسفة التي شهدتها ود مدني وتمددت آثارها للخرطوم.