{ ما زال النوّاب البرلمانيون في زمان الغفلة يجأرون بالشكوى لافتقادهم الكثير من احتياجاتهم الخاصة التي تنقصهم كنوّاب في البرلمان، متجاهلين كالعادة الضائقة المعيشية التي ظل يعانيها المواطن السوداني وكأنها لا تعنيهم في شيء، وبالفعل هي لا تعنيهم، لأنهم مستمتعون بالمخصصات والنعم البرلمانية ويتبخترون بطاووسية تحت بريق السلطة التشريعية.
{ ويظهر بوضوح شديد ومن خلال القضايا (الهايفة) التي يناقشونها على قبة البرلمان أنهم يمثّلون أنفسهم ولا يمثّلون الشعب، وأكبر دليل على ذلك حديث البرلماني (الضهبان) الذي يبدو أنه أدمن سكرة السلطة، حيث قال في إحدى جلسات البرلمان إنهم جربوا أو (ضاقوا) طعم السلطة وإذا أُخذت منهم هذه السلطة سيبكون، بل سيتمردون، وهي إشارة واضحة تؤكد على أن حمى “الكنكشة” السلطوية أصابت الغالبية العظمى من الذين يجلسون الآن على كراسي السلطتين التنفيذية التشريعية.
{ برلماني آخر بدل أن ينصح الحكومة بالاتجاه بصدق إلى شرع الله لإيجاد حلول جذرية في (كتاب الله وسنّة خاتم الأنبياء)، حلول تخرج البلاد والعباد من صفوف الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعاني ويلاتها المواطنون البسطاء ليل نهار، إذا بذلك البرلماني يطالب الحكومة بالإسراع للوقوف في صف الدول العربية والأفريقية التي اتجهت مؤخراً للتطبيع مع دولة إسرائيل، والتفكير بجدية لتحقيق رغبة رئيس وزراء اليهود (النتن) “نتنياهو” في زيارة الخرطوم..!!
{ ويبدو واضحاً من حديث ذلك البرلماني (المتهود) أنه لا مخرج من طوفان أزماتنا ومشاكلنا الاقتصادية إلا الركوب في مركب التطبيع وإتباع رياح سياسة اليهود، وكأنه بذلك يريد أن يقول لن ترضى عنا أمريكا، ولن ترفع عقوباتها المخفية ولن ترفع اسم السودان من قائمة رعاية الإرهاب حتى نتبع ملتهم.
{ بالله عليكم أمثال هؤلاء البرلمانيين النفعيين هل يُعتمد عليهم للدفاع عن حقوق الشعب السوداني وطرح قضاياه؟!
{ البرلمانيون الذين تؤكد وجوههم الناعمة وملابسهم الأنيقة أنهم يتمتعون برغد العيش، كما تبرهن قصورهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة ومخصصاتهم الكثيرة وأموالهم الوفيرة أنهم يسبحون في بحور الرفاهية ويتنعمون بالسلطة، هؤلاء البرلمانيون وفي سبيل بقائهم في هذه النعم مستعدون أن يطبّعوا مع كل شياطين الجن والإنس أينما وجدوا.
{ وهؤلاء المترفون بعد أن فشلوا في إحداث تغيير في حياتنا السياسية والاقتصادية التي ظلت تتراجع إلى الوراء من أزمة إلى أزمات، يريدون الآن أن يضيعوا علينا ديننا ويجرونا إلى صوف الدول الذليلة بعد أن كنا في مقدمة الدولة العزة والكرامة.
} مقطع عزيز
{ عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحن
ورغم صعوبة المشوار وكل ضراوة التيار.