حوارات

عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي السودانية “حنان صلاح” في حوار مع (المجهر)

{السودان في حاجة لدستور قوي ودائم يدير البلاد في مجال التنمية كأولوية

في مجال عملي بالمنظمات لعبت دوراً كبيراً في رفع العقوبات الأمريكية عن المعدات الطبية
السياسة الأمريكية الراهنة تجاه السودان متقدمة للأحسن وأتوقع رفع اسمه من قائمة الإرهاب قريباً
{الجالية السودانية بأمريكا تعاني من المشاكل الأسرية خاصة المتعلقة بالطلاق وتربية الأطفال.
حوار : نجاة صالح شرف الدين
“حنان صلاح” سودانية الأصل، لم تحجبها الجنسية الأمريكية التي حصلت عليها عن بلدها، فقد ظلت لصيقة بكل ما يدور به، أمضت (30) عاماً في واشنطن كانت كفيلة بأن تجعلها عضواً في أكبر حزب أمريكي وهو الحزب الديمقراطي، تخصصت في المجالات الإنسانية، وكانت رائدة في مجال العمل الطوعي، فلم ينحصر نشاطها داخل أمريكا ولا للشعب الأمريكي، بل تعداه إلى اللاجئين من الدول المختلفة إلى بلاد العم سام، “حنان” كانت واحدة من المفتاتيح التي أطلت بها واشنطن لكي ترفع الحظر عن المعدات الطبية وفي مجال التعليم العالي، سيرة ذاتية زاخرة لضيفتي فإلى مضابط الحوار :
*حدثينا عن كيفية انضمامك للحزب الديمقراطي الأمريكي ؟ ..ثم ماذا قدمتي كعضوة؟
أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعمل باحثة اجتماعية في مجال صحة المرأة والطفل ذوي الحاجة الخاصة، وفي عدد من المنظمات الخيرية لدعم المرأة والأسر المهاجرة، خاصة المنظمة الأمريكية الأفريقية لصحة المرأة وتوعيتها من سرطان الثدي، نقلت هذه الخبرة والمعرفة للسودان، ونظمت عدداً من القوافل الطبية للتوعية في السودان والكشف المبكر لسرطان الثدي، ومن خلالها عملت عمليات وقدمت الأدوية والمتابعة الكاملة مجاني واستمرت هذه الحملات، جبت كثير من المناطق الريفية وكرمت من عدد من الجهات الأمريكية والأمم المتحدة في يوم المرأة العالمي والمرأة والكونغرس الأمريكي كما شاركت في كثير من النشاطات الأمريكية السياسية وعضو فعال في الحزب الديمقراطي الأمريكي.
قدمت كثيراً من المساعدات للمرأة المهاجرة العربية من دول مختلفة خاصة دولة سوريا، وأعمل في معسكرات اللاجئين لتوفير المعيشة والخدمات الطيبة لمساعدة الأسر وللأبناء كيف يتحصلون على التعليم والسكن المناسب، وتوفير الترجمة من اللغة العربية للإنجليزية العلاج ارتباطهم بالمجتمع العربي وكثير من المساعدات الأخرى عن طريق المنظمات الأمريكية. Sent from my iPhone
*ما هي الدوافع التي دفعتك للتوجه إلى أمريكيا تحديدا؟
سبب سفري إلى أمريكيا أنني التحقت مع زوجي الإعلامي، “الزبير عثمان الطيب” مبعوثاً إلى صوت أمريكا سنة ١٩٨٦، إلى أن أمضينا عدد (٣٣) سنة في أمريكا.
*بحكم أنك سودانية حاصلة على الجنسية الأمريكية كيف ترين مستقبل العلاقات بين البلدين؟
العلاقات السودانية الأمريكية كانت في الماضي متوترة وهناك كثير من المشاكل السياسية، لكن اجتهدنا في نشر الوعي للشعب الأمريكي عن السودان ونشر ثقافتنا وعاداتنا السمحاء عن طريق المشاركة في النشاطات الأمريكية في المدارس والجامعات ولعبنا دورا كبيرا في ذلك الأمر،
وفي مجال عملي في المنظمات كان لي دورا كبيرا في رفع العقوبات بالأخص في القافلات الطبية، فلازم نطالب بتصريح من وزارة الخارجية الأمريكية لأخذ المعدات الطبية والأدوية للسودان، وبذلت مجهودا كبيرا حتى رفعت العقوبات لكل الأدوات الطبية في سنة ٢٠١٤ -٢٠١٥ حتى اكتمل رفع كل العقوبات.
أما بالنسبة للعلاقات السودانية الأمريكية في المستقبل، وأنا مسؤولة عن كلامي هذا الآن تمضي بصورة أفضل لأسباب كثيرة مبشرة، كثير من الشركات الأمريكية عندها الرغبة وجاهزة للعمل في السودان، وكذلك الجامعات الأمريكية مستعدة على الشراكة في التعليم العالي، وقد زارت السودان أربعين جامعة أمريكية خلال شهر أكتوبر للتفاوض والاتفاق مع التعليم العالي وكنت مشاركة في التخطيط وكذلك السفارة الأمريكية، عملوا جهدا كبيرا في ذلك الأمر بالأخص الجامعات الأمريكية التي زارت السودان وقدمت العون في كثير من المناطق حول الخرطوم وخارجها.
لذلك ستكون للعلاقات الأمريكية السودانية مستقبلا باهرا في الفترة المقبلة.
*علمت أن الحزب الديمقراطي أوكل لك بعض المهام الحساسة باعتبارك من الأعضاء القدامى ؟
نعم .. بصفتي في الحزب الديمقراطي الأمريكي وخلال (30) عاماً ظللت مسؤولة في فترة الانتخابات عن تخطيط منطقة فيرفاكس وحصر عدد الناخبين، الدعاية للانتخابات ونشاطات أخرى في المنطقة، اتحفظ على طرحها للإعلام لأسباب أمنية، لكن خبرتي كبيرة في هذا المجال، فقد استطاع الحزب الديمقراطي أن يستمرّ منذ رئاسة “جورج واشنطن” للبلاد، وهذا النجاح يعود إلى أن الحزب يعتمد على المزارعين والعمال، أمّا الحزب الجمهوري الذي خرج من الحزب الفيدرالي بزعامة “هاملتون” طالب بالوحدة الوطنية، وقد اندثر في القرن الثامن عشر بعد قيامه بالكثير من الأخطاء، وقد عاد بقوة وحقق انتصاراً كبيراً في عام 1860م على يد “إبراهام لينكون” وذلك لموقفه من الحرب الأهلية، ودعوته للتوحد الوطني في السياسة والاقتصاد.
*الولايات المتحدة الأمريكية يقال إنها بلد الديمقراطية كيف لمستي ذلك؟
تعتبر الولايات المتّحدة الأمريكيّة دولة ديمقراطية، والديمقراطية تعني: حكم الشعب لنفسه، حيث يقوم المواطنون بالتصويت على كافة الاحكام والقوانين والقرارات المصيرية، إنّ واضعي الدستور الأمريكي اختاروا الديمقراطية الجمهورية، وإذا كان تطبيق السلطة السياسية في النهاية حق من حقوق الشعب، إلّا أنّ طريقة اتّخاذ القرارات وتنظيم شؤون الأمة تفوض إلى ممثلين عن الشعب، يقوم الشعب باختيارهم من خلال الانتخابات.
*ما الذي دفعك للانضمام إلى منظمات المجتمع المدني؟
سبب انضمامي للمنظمات الخيرية وعملي فيها كعضو تنفيذي في مكاتب الخدمات الاجتماعية هو الحزب الديمقراطي وهو أكثر حزب يشارك في الأعمال الخيرية لذلك تم انضمامي وتعييني في مكاتب المنظمات الخيرية للحزب في دائرة منطقة فرجينيا.
*أبرز نشاطاتك في المجال الإنساني الطوعي؟
قدمت الكثير من الأعمال الخيرية في المنطقة منها أيام صحية مجانية شاملة، وكشف عام للأسرة كل ثلاثة شهور، وللأسر الفقيرة التي لم تتمكن من عمل التأمين الصحي، ومساعدة أسر اللاجئين في السكن وتوفير الأكل والتعليم نجحت في استقطاب أكبر عدد للانتخابات للحزب.
*ما الذي يحتاجه السودان ليمضي في طريق الولايات المتحدة في التفاعل مع قضايا المواطن وحاجياته؟
بالنسبة للسنوات القادمة، السودان محتاج إلى دستور قوي ودائم يدير البلاد بقوة في تنمية السودان أولاً، السودان محتاج إلى أبنائه من الكفاءات والخبراء العلماء من بلاده الذين هاجروا وتعلموا في بلاد المهجر وهم الذين يساعدون في تنمية ورفعة بلدهم، حان الآن الوقت للدولة أن تستقطب كل الكفاءات خارج السودان.
*من خلال تجربتك ما الذي يحتاجه الشعب السوداني؟
من المهم جدا توفير التعليم المجاني من أجل أجيال ناجحة تشارك في تنمية البلد، الصحة من أجل مواطن سوداني متعافي لكي ينتج ويعمر بلده، بجانب توفير مشاريع استثمارية للمواطن الفقير ودعمها حتى يتمكن من النجاح في مسيرة حياته تكون منتشرة في كل الولايات وقانونية تتولاها الحكومة وتضع في الدستور.
*كيف تبدو السياسة الأمريكية الراهنة تجاه السودان؟
السياسة الأمريكية تجاه السودان من وجهة نظري متقدمة للأحسن ومراحل ممتازة جداً على وجه الخصوص أنا بجيب معاي السودان عدد من الأطباء والبروفيسورات لجامعات كبيرة، أشاروا إلى أن السودان من أكثر الدول أمنا وهم مبسوطون كثيرا بوجودهم في السودان والدليل عايزين يمشوا ثاني باستمرار ونظموا الكثير من الجامعات الأمريكية وشجعوها لكي تعمل استثمار في السودان وفعلاً تم الترتيب لي (40) جامعة أمريكية وسافروا في نهاية أكتوبر الماضي وفد مؤتمر للتعليم العالي وثم تعاقدات مع بعض الجامعات والمعاهد الخاصة وكثير من الشركات الأمريكية في طريقها لنقل شركاتها للسودان في القريب العاجل بإذن الله.
*لا يزال السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب؟
مساعي السودان لمكافحة الإرهاب لها دور كبير خارج وداخل السودان بالتوعية والأمن المستدام أكثر من دول أخرى لذلك سوف يرفع اسم السودان في القريب العاجل من قائمة الإرهاب بإذن الله.

*كيف تنشط الجالية السودانية هناك من أجل تصحيح صورة البلد لدى الأمريكان؟
الجالية السودانية في منطقة واشنطن من أكبر الجاليات في أمريكا عددهم تقريبا بين عشرين ألف وخمسة وعشرين أسرة، السودانيون بطبيعة حالهم مترابطين في المناسبات والسراء والضراء وهمهم تربية أبنائهم ونحميهم من المجتمع الغربي والأمريكي، نأخذ منهم الأشياء الجميلة ونترك السيئة، هناك كثير من الأسر نجحت في ذلك، لكن للأسف البعض لم ينجحوا لذلك توجد عندنا كثير من المشاكل الأسرية والشبابية منها مشاكل الخلافات الزوجية وهي الطلاق بالأخص أخذ الأولاد من أسرتهم، هذه من المشاكل العويصة التي تمر بها كثير من الأسر السودانية، لأن يعطوا الطفل إلى أسرة أجنبية، والأسرة لم تتحكم في تربيته وممكن الطفل يتربى مسيحي ويكون تبع الأسرة التي أخذته، هذه المشاكل نعاني منها لذلك أنا وضعت برنامج توعية للأسر ودربت كثير من الأخوات يكون جزءا من برنامج حضانة الأطفال لكي نحمي أولادنا ونضعهم مع أسرة أخرى بديلة.
*الطريق إلى البرلمان في الولايات المتحدة الأمريكية؟
تعد الولايات المتحدة أقدم فيدرالية حية في العالم، هي جمهورية دستورية وديمقراطية تمثيلية (تحكمها الأغلبية ويصون فيها القانون حقوق الأقليات.) [54] هناك نظام للضوابط والتوازنات لتنظيم الحكومة حدده الدستور الأميركي، والذي يعد الوثيقة القانونية العليا للبلاد، في النظام الفيدرالي الأمريكي، يخضع المواطنون لثلاثة مستويات من الحكومات: الحكومة الفيدرالية، وحكومة الولاية، والحكومة المحلية؛ تنقسم واجبات الحكومات المحلية بين حكومات المقاطعات وحكومات البلديات. يتم انتخاب مسؤولي الحكومات من قبل المواطنين عبر انتخابات فردية في تلك المقاطعات، لا يوجد نظام للتمثيل النسبي على المستوى الفيدرالي، ونادراً ما يلاحظ على المستويات الأقل من ذلك.
ويتكون الكونغرس من مجلسين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب، من مهامه وضع القانون الفيدرالي وإعلان الحروب وتصديق المعاهدات ولديه نفوذ الملاحقة وسلطة الاتهام بحيث يمكنه إزالة أفراد من الحكومة.
*الفرق بين مجلس النواب والكونغرس؟
مجلس النواب يضم (435) عضواً ويمثل كل منهم مقاطعته في الكونغرس لمدة سنتين، تقسم مقاعد مجلس النواب بين الولايات حسب تعداد السكان كل عشر سنوات، طبقاً لتعداد السكان لعام 2000، هناك سبع ولايات لديها ممثل واحد كحد أدنى بينما حازت ولاية كاليفورنيا الأكثر كثافة سكانية على ثلاثة وخمسين، يتكون مجلس الشيوخ من (100) عضو حيث يمثل كل ولاية عضوين يتم انتخابهم لمدة أقصاها ست سنوات؛ يتم انتخاب ثلثي مقاعد مجلس الشيوخ كل سنتين، يخدم الرئيس لفترة من أربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه للمنصب لفترة أخرى فقط لا غير، لا ينتخب الرئيس بالاقتراع المباشر، ولكن عن طريق نظام انتخاب غير مباشر تتحدد فيه الأصوات وتوزع طبقاً لحصة كل ولاية على حدة، تضم المحكمة العليا، برئاسة رئيس المحكمة العليا للولايات المتحدة، تسعة أعضاء يخدمون مدى الحياة.
*تنفيذ القانون في الولايات المتحدة الأمريكية وتعقيداته؟
تخضع جميع القوانين والإجراءات الخاصة بحكومة الدولة والحكومة الفيدرالية للمراجعة القضائية، وأي قانون تعده المؤسسة القضائية انتهاكاً للدستور يعد باطلاً، حدد النص الأصلي للدستور هيكل ومسؤوليات الحكومة الفيدرالية وعلاقتها مع كل ولاية، تحمي المادة الأولى حق (الحُرية العظيم) الخاص بحق (هابياس كوربوس) وهو لفظ لاتيني يطلق على حق المتهم في عدم البقاء محتجزاً مدة طويلة رهن المحاكمة دون مبرر قانوني. كما تضمن المادة الثالثة الحق في الحصول على محاكمة أمام هيئة من المحلفين في جميع القضايا الجنائية، تتطلب التعديلات الدستورية موافقة ثلاثة أرباع الولايات، تم تعديل الدستور سبع وعشرين مرة، شكلت التعديلات العشرة الأولى وثيقة الحقوق، بينما حدد التعديل الرابع عشر الحقوق الفردية الأساسية للأمريكيين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية