الديوان

جزر الكاسنجر الساحرة… أرض الشلالات والخضرة والرمال البيضاء التي تنقصها الإمكانيات

وجهة سياحية مبهرة في الشتاء

الكاسنجر – تقرير- نهلة مجذوب
هنالك وعلى امتداد النيل الخالد بالولاية الشمالية، تتمدد جزر الكاسنجر الفاتنة تتوسد خاصرة النيل العظيم، عليها تتكئ الأشجار وتكسوها بأناقة الخالق وترقد حولها الأعشاب الخضراء بجمال وتحيطها الرمال الناصعة البيضاء وتغرد حولها الطيور طرباً.
قصدتها (المجهر) في رحلة استغرقت ساعات طوال إبان زيارتها لجامعة (مروي عبد اللطيف) أول جامعة تكنولوجية بالسودان بمدينة مروي، فكان الطريق إلى أحد الجزر وهي (جزيرة عباس)، مدهشا على جانبيها النخيل والصخور وفيها ضريح ومزار الشيخ “حاج الماحي” رجل الدين والعلم المعروف بالسودان، الطريق منذ بدايته نحو الكاسنجر مفعم بالطبيعة الخلابة من سحر النخيل والنيل والصخور.
جزر شكلتها تقسيمات النيل:
وبحسب صاحب الجزيرة “عباس” يقول إن جزر الكاسنجر تبدأ من بداية سد مروي شرقا تتكون في سبعة روافد وتنتهي غربا في بداية مدينة نوري، ويضيف إن هذه المنطقة هي منطقة تقسيم النيل وشكلت أكثر من (100) جزيرة، مشيراً إلى أن فترة تكوينها بعيدة لأمد السنين وغير معروفة تحديداً.
وعن اجتذاب جزر الكاسنجر للسياح مؤخراً يقول إنها منطقة سياحية من الدرجة الأولى ومهيأة لحد كبير، حدث لها انتعاش سياحي واكتشاف كان أحد أهم أسبابه قيام مهرجان جبل البركل السياحي، الذي عرف الزوار وخاصة وفود الإعلاميين الذين كثيرا ما كانوا يقضون أوقات فراغهم في رحاب الجزر، مما ساهم كثيراً في عكس ما رأوه بها عبر وسائل الإعلام المختلفة.
ويضيف “عباس” أن السودانيين يقدمون لمناطق الكاسنجر قاصدين للشيخ “الماحي” وأولاد الماحي وأولاد جابر، هي مزارات دينية، وآخرين يأتون للتمتع والاستمتاع بالطبيعة، إضافة لقاصدي المناطق الأثرية بالولاية الشمالية عامة في المواقع الأثرية بكل من دنقلا وكريمة والبركل ونوري وغيرها، إضافة لزائري سد مروي خاصة من الوفود الرسمية.
عين (المجهر) على الجزر :
وبحسب تجوال (المجهر) في الكاسنجر استشعرت المناظر ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ التي توحي ﺑﻤﻨﺎﺥ ﺷﺘﻮﻱ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻤﺤﺒﻲ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍطئ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ، ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ أسهم في أن ﻳﺠﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ
أنحاء السودان والدول خاصة الغربية، فضلا عن ﺗﺘﻨﻮﻉ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ الشلالات وﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ، والأشجار الكثيفة الممتدة ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ الكاسنجر ﺑﺤﻖ ﻫﻲ ﺃﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ في السودان، ومعروف أنه ما إن ﻳﺤﻞ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻳﺒﺤﺚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻬﺎ ﻫﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻭﺍلأﻣﻄﺎﺭ، مما يجعل أنه بالإمكان الشعور فيها ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﺥ في الكاسنجر رغم برودة الشتاء في شمال السودان يعد مثاليا لمعظم شهور الشتاء .
وهنا يؤكد صاحب جزيرة “عباس” أن الكاسنجر أصبحت ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﻼﺕ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ للسودانيين القادمين من الخرطوم، ﻭﺧﺼﻮﺻاً ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺝ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ خاصة ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ . وبصورة عامة تحظى مناطق الكاسنجر ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ سحر طبيعتها ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ الدينية ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ فيها كضريح الشيخ حاج “الماحي” كما أنها منطقة مناسبة لكثيرين ﻟﻤﺠﺮﺩ التسوق فيها وﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻟﻄﻴﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ الحدائق وغابات النخيل وغابة الأحجار والأشجار التي يحفها النيل بين منحدراته الرائعة.
وعن السياحة في جزيرته يقول إنها انتعشت لحد كبير وأصبحت تتوافد إليه جنسيات مختلفة من غير السودانيين خاصة الأجانب وأصبح هناك تعاقد ثابت مع البيت النوبي كريمة الذي تديره “إلين الايطالية” مبينا أن هناك حجوزات ثابتة في فصل الشتاء تبدأ منذ أكتوبر وهي حجوزات غالبا ما تكون من خارج السودان عبر وكالات سفر إضافة لجلبها سودانيين من كافة ولايات السودان من العاصمة الخرطوم .
وعن الخدمات السياحية في جزيرته التي ما تزال تنشط بها أعمال التهيئة يقول :
نحن نقوم بالجولة السياحية عبر الجزر كاملة في زورق أو مركب أو يخت مهيأ للسياحة ونقدم وجبة الغداء سودانية خالصة مثل القراصة والشيَّة وغيرها من الأطعمة، ودائما ما تكون قراصة أو شية لحوم الضأن أو الأسماك النيلية التي تجود بها المنطقة، بجانب الفواكه التي تزخر بها الشمالية.
سحر الكاسنجر ودفء الشتاء:
ويقول “عباس” إن الداخل لجزر الكاسنجر من ناحية الشرق يرى الصخور الضخمة الجذابة ومن الغرب يرى النيل وتبدو المنطقة خالية تماما فقط عبارة عن أرض خضراء وشلالات كثيرة متدفقة في الجزر التي تبلغ (10) جزر، ويضيف انه وفي وقت انحسار النيل عقب فصل الخريف تظهر عدد من الشلالات والرمال البيضاء ويزداد ألقها في الشتاء.
وقال إن الخالق أبدع فيها وبجانب السياحة هي في الأصل مناطق زراعة ورعي، مبيناً أن الموسم السياحي يبدأ في شهر أكتوبر وينتهي في أبريل.
تميز وتحديات:
ويضيف عباس أن الجزر تقع في مساحة (12) ألف فدان، وإن الحكومة في إطار اهتمامها بتطوير هذه الجزر عبر لجنة تطوير البنى التحتية وعدت بعمل شارع مسفلت من بداية الكاسنجر حتى مدخل المراسل التي تودي إلى داخل الجزر عبر المراكب، مشيراً إلى أنه قام بتقنين عمله بصورة رسمية ودفع الرسوم المفروضة عليه للحكومة للاستثمار، ومن المتوقع أن تصبح جزيرته الموقع السياحي رقم واحد في في محلية مروي خاصة وانه صرف أكثر من 3 مليارات لتهيئتها بصورة جيدة وجاذبة للسياحية خاصة وأنها باتت معروفة من ضمن جزر الكاسنجر الجميلة.
وعن الترويج والتعريف بالمنطقة ويعد من أكثر ما ينقصها قال “عباس” نحن متكلين على الفرص الإعلامية فقط أي نعتمد على الصحافة عندما يزور صحافيون بالصحف والتلفزيون والإذاعة المنطقة..
وعن التحديات التي تواجه السياحة بالمنطقة يقول إن عدم رصف الطريق الذي وعدت الحكومة بسفلتته أمر صعب للقادمين بجانب الإنارة والدعاية الإعلامية والإعلانية التي تكون عادة مكلفة جدا وفوق إمكانيات أصحاب الجزر، ويبين عباس أن الكاسنجر أصبحت قبلة ترفيهية وسياحية لكل ضيوف وشكى من قلة الإمكانيات السياحية، وقال لدينا مركب واحدة كبيرة و3 صغيرات، ونأمل في أن تفي الحكومة بفكرة الاستثمار في الجزر بمنطقة الكاسنجر ودعم أصحابها.
ويؤكد أن الجزر هي أملاك من زمن الإنجليز لأسر ومنذ الاستعمار بعده لم تحصل تسجيلات لهذه الأراضي من جديد و تعتبر مناطق أهالي. والآن أصبحت ملكا لرجال ونساء كثيرين من أسر المنطقة الممتدة.
وأوضح أنه بالنسبة لجزيرته فهي تعد من أصغر الجزر وآخرها ظهورا واكتشافا بالكاسنجر إضافة لأنها أكتر جزيرة مقننة بحد قوله: عندها شهادة بحث جديدة .
ويسعى “عباس” مع وزارة التخطيط والاستثمار بالولاية لجعل جزيرته منتجعا سياحيا ضخما يحمل اسم “منتجع جزر الكاسنجر السياحي”.
مستقبل الجزر:
كثيرون من المهتمين بالسياحة وفي الإعلام السياحي يشددون على أن تكون جزر الكاسنجر الساحرة هذه وجهة للسياح وأن تدرج قريبا ضمن الواجهات السياحية المعروفة في العالم .
ومن المتوقع وإذا تم النهوض بالسياحة خاصة في الولاية الشمالية والتي يقع على عاتق حكومتها أن تقوم بجهود كبيرة من أجل وضع تسهيلات السياحة في ولاية لها ماضيها التليد وحضاراتها العريقة ومستقبلها المشرق بلا شك ستكون الكاسنجر محطات ﺳﺎﺧﻨﺔ للسياحة بالولاية الشمالية والسودان والعالم ككل يشار إليها بالبنان، ولتصبح جزءا أصيلا في قطاع السياحة العالمية والذي بلا شك في ظل الاهتمام به سيشهد السودان نقلة نوعية في زيادة استقطاب أعداد السائحين للبلاد.
إذ تنقصها بحسب ملاحظاتنا اﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ يجب أن تكون منتشرة ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺣﺠﺰﻫﺎ ﻣﺴﺒﻘﺎً والمطاعم والمحلات التجارية، ولكن بحسب هواة السياحة الشتوية فإنه إذا ما كنت ولا زلت محتارا في اختيار وجهة ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ فجزر الكاسنجر ساحرة في الشتاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية