ربع مقال

رحمك الله مولانا “حيدر”

خالد حسن لقمان

هذا المقال كتبته في هذه الزاوية في حق الراحل بروفيسور “حيدر أحمد دفع الله” – رئيس القضاء بتاريخ 21 أبريل 2018م وقد رأيت أن أعيده عليكم هنا إكراماً لفقيد البلاد الكبير ووفاءً لذكراه وسلواناً لأهله ووطنه الذي أعطاه كل وقته وجهده بصدق وتفانٍ وإخلاص :رئيس القضاء.. بين الناجحين بامتياز والفاشلين بجدارة .. !!.. لعله من المنصف لنا نحن السودانيين هذا الشعب العظيم الصابر (صبر أيوب) بل من حقنا في هذه الحياة أن يكون لدينا دوماً بعض ما يضئ لنا المكان وتتوهج بِه حياتنا في ظل ما نعيشه من رهق المرحلة وألمها وقدرها المر الذي نعيشه الآن مثل ما يعيشه العالم كله من حولنا وبصورة أكثر بؤساً في حروب ودمار وتشرد.. ومع كل ما يطفح به حالنا الآن من ضعف للكادر التنفيذي وفشله خاصة في قطاعاتنا الحيوية وعلى رأسها القطاع الاقتصادي الذي أدخلنا طاقمه الفاشل (بجدارة واستحقاق) في هذا النفق الحالك الظلمة.. يطل علينا رجل مثل البروفيسور “حيدر أحمد دفع الله” – رئيس القضاء – وجه وقور ومشرف في عمله وأدائه استطاع أن يحقق خلال السنوات الأخيرة نجاحات جوهرية في الوضع القضائي في البلاد عبر دعمه لبنية هيكلية قافزة بانتشار وتفعيل مجمعات المحاكم بالخرطوم والولايات التي تحرك فيها عبر جولات متكررة بجانب حركته الخارجية النوعية والتي أعادت للقضاء السوداني مقعده ومكانته الإقليمية والعالمية ويبدو أن الرجل قد أحدث نقلة في أداء الكادر القانوني والفني بِما انعكس على سرعة الأداء وما يبشر ببداية نهاية عهد تكدس القضايا وبطئها وتأخرها.. رجل كرئيس القضاء الحالي يبدو في ساحتنا الآن أشبه بوجود (ميسي) الحريف ضمن تشكيلة أحد فرق الدرجة الثالثة عندنا (فرق الليق).. واقع بالطبع غريب ولكن ماذا نفعل في أقدارنا التي جعلتنا في هذا البلد المدهش نعايش في مكان واحد وفي زمان واحد الناجحين بامتياز والفاشلين بجدارة..
رحمك الله مولانا “حيدر” وعفا عنك وعافاك وأدخلك فردوسه الأعلى من غير حساب ولا سابق عذاب..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية