شهادتي لله

مَن يفكِّر لهذه (الإنقاذ)؟!

{ كنتُ، وإلى قبل عدة أشهر، أظن أن الدكتور “الحاج آدم يوسف”، نائب رئيس الجمهورية، رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، يمكن أن يكون اسماً مناسباً في قائمة (المرشحين) لخلافة الرئيس “البشير”، وأن انتماءه لإقليم دارفور، ربما كان سبباً إضافياً، وميزة نوعية تدفع ترشيحه عند أصحاب النظر الإستراتيجي المتجاوز. لكنني صرتُ كلما سمعتُ أو قرأت تصريحاً جديداً للدكتور “الحاج آدم”، أتأكد من أنه سيكون، للأسف، خارج (قائمة الترشيح)، من شدة الأثر السالب لهذه التصريحات!!
{ دكتور “الحاج”، وكان أستاذاً للهندسة الزراعية بجامعة الخرطوم قبيل تعيينه نائباً للرئيس، قال في ثنايا خطاب (حماسي) أمام المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، تعليقاً على قصف إسرائيل مصنع اليرموك: لو نزل لنا الإسرائيليون في الأرض لقاتلناهم (بالسواطير)!! وأمس (الجمعة) نشرت الزميلة (الصحافة) تصريحاً للدكتور منقولاً عن وكالة “رويترز” ذكر فيه أن المحاولة (الانقلابية) الأخيرة استهدفت اغتيال “البشير”!!
{ وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فإن مثل هذا الحديث ضرره أكثر من نفعه، ولا نفع فيه إلاّ إذا كان القصد إيغار صدور الناس ضد (الانقلابيين)، ولكن ترديد وتكرار التصريحات عن فكرة (الاغتيالات) لقيادات ورموز الدولة، يهتك عرض الأمن والطمأنينة في بلادنا.
{ آخر تصريحات نائب الرئيس نعى فيها زيارة “باقان أموم” (الإيجابية) للخرطوم، وقال: لا تنفيذ لاتفاق النفط قبل الفراغ من الترتيبات الأمنية!!
{ ما يجعلني أشعر بالقلق أن دكتور “الحاج” يرأس (القطاع السياسي) للحزب الحاكم، وهذا في رأيي أهم من (نيابة الرئيس)، باعتباره قطاع (صناعة) الأفكار والقرارات والمواقف السياسية، أو هذا هو المفروض!!
{ مَن يفكر لهذه (الانقاذ) بعد ذهاب “الترابي” إلى (المعارضة)؟! القطاع السياسي حديث التكوين؟! (المكتب القيادي) الذي ينعقد للمتابعات والتنويرات و(تفويض) القيادة واعتماد ترشيحاتها؟! رجال حول الرئيس؟! رجال حول النائب الأول؟! رجال حول “نافع”؟! حسب علمي أن معظم الرجال حول الرئيس، ونائبه الأول، ومساعديه، ليس من بينهم (مفكرون) ولا (مثقفون موسوعيون)، مثل أولئك الذين كانوا حول الراحل “جعفر نميري” مثلاً!!
{ معظم الذين يدورون حول فلك (القيادات الثلاثة) تنفيذيون.. ضباطاً أو مدنيين، يمكنهم أن يقوموا (بالتنفيذ)، لا باقتراح الأفكار والمبادرات ورسم (خرط) الخروج من الأنفاق المظلمة، مثل نفق “أبيي”، ونفق أزمة العلاقة مع أمريكا، ونفق المواجهة مع إسرائيل التي تطورت إلى مرحلة قصف الخرطوم بالصواريخ!! ونفق (اتفاق التعاون مع الجنوب) والإجابة عن سؤال: الأمن أولاً.. أم الاقتصاد؟! علماً بأن الاقتصاد هو ما (يؤمَّن) – الآن – “اليابان”، و”كوريا الجنوبية”، و”ألمانيا” وغيرها من أعظم دول العالم تقدماً، وتنمية، واستقراراً اقتصادياً.
{ الصرف على (الدفاع) في “ألمانيا” لا يتجاوز نسبة (6.3)% (ستة في المئة فقط)!! بينما ألمانيا دولة عظمى تمثل أقوى الاقتصادات في أوربا و(الداعم) الأساسي للاتحاد الأوربي!!
{ أكرر السؤال مرة، وثانية وألف: من يفكر لهذه (الإنقاذ) في نسختها الأخيرة؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية