(قفلة) يا سر الليالي
يوم أمس (الإثنين) كانت (قفلة) المولد النبوي، وقد تدافعت إعداد كبيرة من المواطنين إلى ساحات (المولد) حيث الاحتفاء بمولد أفضل خلق الله سيدنا “محمد صلى الله عليه وسلم”، عدد من التدابير الأمنية وغيرها قامت بها المحليات المختلفة لتجنب أي احتكاكات طائفية بين الصوفية وأنصار السنة، ومنع استخدام الألعاب النارية أو غيرها.
حسناً فعلت المحليات وهي ترتب لأن يكون الاحتفال بمناسبة مولد أفضل خلق الله هادئاً، خالياً من التوترات والتعصب الديني والعقدي، كثفت المحليات عملها في هذا الاتجاه ولا أدري ما إذا كانت قد نسيت حقا أو تناست، واحدة من الإفرازات السالبة للاحتفالات من جراء ما يحدث من مخالفات شرعية لا ترضي الله سبحانه وتعالى، وهي ظاهرة الاختلاط غير الشرعي، بين البنين والبنات، وما يترتب عليه من تحرش واستخدام البعض من الأسر ساحة المولد كمكان للترفيه وهم يحملون الثرامس والحافظات حيث يحضر الشيب والشباب متدافعين نحو ساحة المولد، ومفارقات كثيرة وكما يقول المثل “يبكوا وما عارفين الميت منو؟”، يأتي الكثير منهم دون أن يعرف أصل المناسبة ولا يتذكر أنها بمناسبة مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
مثل هذه الظواهر هي الأحق بالمعالجة والتدخل أكثر من غيرها وذلك لاحتواء أثارها وما يترتب عليه ، نحتاج للمعالجة عن طريق الدعوة والإرشاد، فقليل من الاجتهاد يمكن أن يتجاوز كل هذه الأشكال المخلة، على الجماعات الإسلامية أن تعمل في التوعية والنصح والإرشاد بدلاً عن التراشق اللفظي والتناحر فيما بينها.
على كل تظل التحوطات والتدابير جزءاً مهماً لمنع كل ما من شأنه أن يحبط الهدف الأسمى من مثل هذه المناسبات ذات الخصوصية ، في مثل هذا اليوم علينا أن نستذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما حمله من شواهد على أنه نبي لكافة البشر، علينا أن نقرأ كل ما من شأنه أن يزيل كافة التجاوزات أولاً بأول.
علينا ألا نتعامل مع المولد على أنه فقط مكان لبيع الحلوى والتحلق حوله، بل الواجب أن نعتبر بكل ما يحيط بنا من امتحانات.. والله المستعان.