الدورة المدرسية بولاية جنوب دارفور .. دعم بالعسل والقرع والأبقار !
مجموع الطلاب والضيوف المشاركين بلغ (25) ألفاً
نيالا : سيف جامع
بالرغم من الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، إلا أن الإرادة الشعبية برهنت على قدرتها على تطويع الظروف، والتمسك بالقيم الإنسانية والسودانية القيمة ،خاصة النفير ، وخلال أنشطة الدورة المدرسية الـ(28) التي تستضيفها ولاية جنوب دارفور، أعاد المواطنون إلى واجهة الحياة الاجتماعية سيرة النفير، وذلك بالتبرعات السخية لدعم الدورة المدرسية ،والتي تجاوزت يوم أمس أكثر من(100) مليون جنيه ، وشاركت في دعم الدورة كافة قطاعات المجتمع من تجار وموظفين ونازحين بجانب ولايات دارفور الأخرى .
وحسب والي الولاية آدم الفكي أن المساهمة المالية للمحليات فاقت (100) مليون جنيه ، من ضمنها مشاركة النازحين ،وبلغت قيمة الدعم العيني أكثر من (100) مليون جنيه ،وقال الفكي إن عدد الطلاب المشاركين في الدورة وصل إلى (8) آلاف بدلاً عن العدد المتوقع (6) آلاف طالب ليبلغ مجموع ضيوف الولاية(25)ألفاً. وأوضح أن الدورة المدرسية عضدت التلاحم المجتمعي وأسهمت في تحقيق الأمن .
وقطع الفكي بنهاية الصراعات القبلية بالولاية، وأعلن استمرار مشروعات التنمية بعد نهاية الدورة المدرسية.وأبدى خلال مخاطبته الاحتفال المقام بتسليم تبرعات الجهد الشعبي بالولاية للدورة المدرسية، إعجابه بمساهمة نازحي المعسكرات في الدعم ،وأكد أن النازحين جزء أصيل من مجتمع الولاية ،وأضاف : كان لمساهمتهم أثر كبير في كافة الأوساط بالولاية، وأوضح أن ذلك التبرع برهان على اندماج وانصهار النازحين في المجتمع.
وقال الوالي، وهو يتسلم الدعم المالي الشعبي لإسناد الدورة المدرسية من ولايات غرب دارفور ، جنوب كردفان والخرطوم ومحليات “نتيقة’و”الردوم” ومعسكري “دريج” و”عطاش” أمس :إن الأمن والسلام تمام، وأضاف “إن الولاية اتجهت بقوة نحو التنمية”.
وأعلن الفكي، افتتاح مجموعة من المشروعات خلال زيارة الرئيس “البشير” للولاية الأسبوع المقبل.
وأثنى على دعم الولايات ومحليات الولاية والمواطنين للدورة المدرسية، وقال حققنا “زيرو صرف” في الطعام بدعم المواطنين.
من جانبه، عبر والي شرق دارفور “أنس عمر” ممثل الولاة عن ثقتهم في تميز وإبداع ولاية جنوب دارفور في تنظيم دورة تليق بسمعة دارفور، وقدراتها وإمكانياتها ، وأوضح أن الولاية بهذا التلاحم الشعبي تحت قيادة “آدم الفكي” قدمت درساً في والوحدة والتعايش السلمي، وأشار إلى المكاسب الكبيرة التي خرجت بها خاصة المسرح والاستاد العالميين.
و قال رئيس اللجنة العليا للدورة “صالح عبد الجبار” إن الدورة المدرسية وحدت أهل الولاية ، وأفاد بأن محلية “الردوم” دعمت الدورة بثلاثة أطنان زيت و(2) طن عسل و(2) طن قرع و(66) رأساً من الماشية، بينما قدمت محلية “تلس” (40) رأساً من الأبقار و(40) خروفاً، و”مرشنج” (50) جوال فحم و(300) كرتونة طماطم و(66) خروفاً ، ومحلية “برام” (144) خروفاً و(50) جركانة عسل و(100) خروف.
بدوره أشاد والي سنار الدكتور “عبد الكريم موسى” بمجهودات جنوب دارفور في تنظيم الدورة المدرسية، وقال إنها حققت إنجازات في مجال البنى التحتية لاستضافة الدورة .
و قال إن دارفور عادت إلى سيرتها الأولى من خلال تدافع المجتمع والتنافس الكبير للمواطنين على دعم الدورة المدرسية وإطلاق النفير لاستضافة الدورة المدرسية (28) ، حيث انتظمت كافة القطاعات في جمع المعينات المادية والمعنوية لإسناد حكومة الولاية في إنجاح الدورة المدرسية، وكانت نساء دارفور في مقدمة الذين شمروا عن سواعدهم لمد يد العون وتنظيم البرامج ، حيث أقمن نفرة كبرى بمشاركة اتحاد الشيخات والحكامات ، وأعلنت الحكامة المشهورة بـ”حمامة السلام” في الولاية عن التزام الحكامات بتوفير الضيافة لكافة الضيوف، ودعت والي الولاية “آدم الفكي” بأن يطمئن على نجاح الدورة، وقالت إن كل “ميارم” دارفور من خلفه، ووسط الزغاريد والحماسة الكبيرة وسط النساء، تبرعت نساء مدينة نيالا والمحليات الأخرى بمبالغ مالية للجنة العليا للدورة المدرسية، وأثنى والي الولاية على جهودهن، وقال إن الفعالية الهدف منها توحيد المجتمع واستنهاض روح التكاتف والتعاون بين الناس، وقال “أنا مطمئن وسعيد بحراك الجميع نحو الحدث”.
وفي سياق المبادرات الشعبية لإسناد الدورة المدرسية، أعلن رئيس تشريعي الولاية، “صالح عبد الجبار يوسف” عن تبرع المحليات بمعينات ومبالغ من المال للدورة المدرسية، وقال إن المبلغ تجاوز (3.5) مليون جنيه، و(195) جركانة زيت، وشحنات من البطاطس والبرتقال من جبل مرة و(5) قناطير عسل و(100) ناقة و(120) كرتونة صابون، وتبرع النازحون بـ(100) جوال فحم، وتبرعات أخرى من المواطنين تمثلت في (300) كرتونة طماطم من منطقة “أبو حمرة” و(150) جوال ليمون من محلية “الردوم”، وتوقع أن تصل جملة التبرعات الشعبية إلى (200) من الإبل و(4) آلاف خروف و(150) ثوراً، وأشار إلى أنها كافية لاستضافة الوافدين إلى الولاية لمدة أسبوعين.
وفي تتابع للجهود الشعبية قدم اتحاد المدارس الخاصة بالولاية مبلغ (300) ألف جنيه دعماً للدورة المدرسية، وتبرعت الغرفة التجارية بالولاية بمبلغ (17) مليون جنيه.