السلطة الإقليمية: لن نسكت بعد اليوم والصمت يعني انهيار اتفاق الدوحة
وضعت السلطة الإقليمية لدارفور الحكومة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما دفع ما عليها من التزامات مالية تجاه اتفاق الدوحة، أو تمديد عمر الاتفاقية حتى يتسنى لها السداد المريح لمشروعات التنمية، وحذرت من تكرار سيناريو “أبوجا” حال عدم إيفاء الدولة بما عليها من أموال، وحملت السلطة وزارة المالية مسؤولية فشل الوثيقة، وشددت على أنها لن تسكت بعد اليوم وترى وثيقة الدوحة تنهار، وقالت إن الاتفاقية لم تصل مرحلة (غرفة الإنعاش) بعد، لكنها تعاني وهي الآن في مرحلة تعاطي (الدربات)، وألمحت إلى وجود تحركات عسكرية وتعديات ونهب مسلح في بعض مناطق شمال دارفور.
وأقر وزير الإعلام، المتحدث الرسمي باسم السلطة الإقليمية “إبراهيم مادبو”، في مؤتمر صحفي بمنبر سونا أمس (الأربعاء)، أقر بوجود تحديات جمة لا تزال تواجه السلطة، وحمل وزارة المالية مسؤولية فشل اتفاق الدوحة بسبب عدم إيفائها بالاستحقاقات المنصوص عليها في الوثيقة التي مضى (30%) من عمرها، وقال على المالية خياران إما إعادة جدولة الدفعيات والالتزام الصارم بالجدول الجديد الذي بموجبه ستدفع المالية (800) مليون دولار سنوياً مما تبقى من نهاية الأربع سنوات من عمر الاتفاقية، وزاد (وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل الظروف المالية الحالية للدولة أو تمديد عمر الاتفاقية).
وأعلن “مادبو” عن انطلاقة المبادرة القطرية لتنمية دارفور ووضع حجر الأساس من قبل رئيس السلطة “التيجاني السيسي” والسفير القطري بالخرطوم “راشد عبد الرحمن النعيمي” لـ(4) مجمعات نموذجية لقرى عودة النازحين واللاجئين، وكل مجمع يسع نحو (30) إلى (60) ألف نازح، تشمل قرية (أرارا) الواقعة على الحدود التشادية بولاية غرب دارفور، وقرية (رونقا تاس) في ولاية وسط دارفور، وقرية (أم ضي) بشرق دارفور، وقرية (مرلا) بجنوب دارفور، بينما لم يتم وضع حجر الأساس لولاية شمال دارفور بسبب انتظار اتفاق الشركة المنفذة التي تجري دراسات التربة.
وتضم المجمعات النموذجية ـ بحسب “مادبو” ـ مدرستي أساس وثانوي بنين، ومدرستي أساس وثانوي بنات، ومستشفى وبئراً ارتوازية ومقراً للشرطة وسوقاً وكهرباء ومساكن إدارية ومسجداً وخدمات أخرى، وذكر “مادبو” أن تكلفة المجمع الواحد تبلغ (5) ملايين دولار، على أن يتم تسليمها خلال (9) أشهر، على أن يبدأ تنفيذ (75) قرية بواقع (15) قرية في كل ولاية بتكلفة إجمالية (530) مليون دولار.
واعترف “مادبو” بوجود تذمر وسط مسؤولي السلطة الإقليمية وداخل الولايات بسبب التعيين في وظائف السلطة، ولفت إلى أن السلطة لا تمتلك أموالاً لتوزعها على الولايات، وأعلن عن محاصرة وباء الحمى الصفراء (الطاعون) في الإقليم لكنه لفت إلى وجود (288) حالة إصابة توفي منها (30%).