شهادتي لله

ديكتاتوريَّة (الميدان) .. ابتزاز الرئيس (المنتخب)!!

{ تشهد “مصر” الشقيقة هذه الأيام أحداثاً مؤسفة في أعقاب إصدار الرئيس “محمد مرسي” إعلاناً دستورياً رفضته قوى (المعارضة) وما تسمى بتنظيمات ثورة (25 يناير)، وبالتأكيد فإن (ميدان التحرير) كان هو ساحة الرفض والاحتجاج والاعتصامات المستمرة منذ أكثر من أسبوع!!
{ انتقلت الاحتجاجات والتظاهرات من (ميدان التحرير) إلى (قصر الاتحادية)، مقر رئاسة الجمهورية، واضطر الرئيس “مرسي” إلى مغادرته أمس الأول في أعقاب تصاعد المواجهات بين الشرطة والمعارضين حول القصر!!
{ أمس، نزل مؤيدو “مرسي” من (الإخوان) إلى حرم القصر الرئاسي، وطاردوا المتظاهرين، وأزالوا (خيام) الاعتصام، وظلت عملية الكر والفر مستمرة بين آلاف (المؤيدين) وآلاف (المعارضين)، ليصبح المشهد عبثياً جداً، ومسيئاً للغاية للثورة ومخرجاتها، ولممارسة السياسة والديمقراطية في “مصر”، بل وفي كل دول (الربيع العربي).
{ أساءت تنظيمات (المعارضة) في “مصر” بتشكيلاتها (العلمانية الليبرالية) و(القومية) وبقايا (نظام مبارك)، أساءت للديمقراطية، وشوهت معناها، ومزقت صورتها وهي تهرول ناحية (ميدان التحرير) كل أسبوعين أو ثلاثة، بمبرر أو من غير مبرر!!
{ لقد ابتذلوا الديمقراطية، وخنقوها، ثم أرادوا تقييد أيدي وأرجل سلطتها وعصب عيونها، ليفعلوا فيها ما تحب وترضى دوائر (الصهيونية) التي تديرهم من وراء كواليس (الميدان) المطل على الجامعة الأمريكية بالقاهرة!!
{ بأي وجه حق يتحدث العجوز “عمرو موسى” عن العدالة والديمقراطية والشرعية، وكان حاكماً (شمولياً) في مقعد وزير الخارجية لسنوات طويلة، خائناً لشعبه بل وللأمة العربية، منفذاً للأجندة الأمريكية – الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط، مرة بسلطة الوزير، ومرات تحت لافتة الأمين العام للجامعة العربية!!
{ عن أي ديمقراطية وعن أية عدالة يتحدث “عمرو موسى”، وقد كان شريكاً أصيلاً وخادماً مطيعاً في بلاط الرئيس “مبارك”، في أوج سنوات الحكم البوليسي القاهر، حيث لم يكن مسموحاً لأحد في مصر أن يقول (آآه)، إلا عند طبيب الأسنان، دعك من أن يتظاهر في (التحرير)، وذلك على مدى (ثلاثين عاماً) طويلة من زمن قبضة مباحث أمن الدولة!!
{ أمّا زعيم المعارضة الثاني الدكتور “محمد البرادعي”، فملفّه (المتسخ) بتقاريره المتواطئة مع (البنتاغون) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية C.I.A بخاتم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التمهيد لضرب العراق وإبادة أكثر من “مليون شخص” من أبناء شعبه عام 2003، هذا الملف المعطون بدماء العراقيين المهدرة منذ زمن أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل)، وحتى يومنا هذا، يكفي لتعريته، وفضحه، بل وطرده من مصر (المحروسة)، لأنه فاقد للشرعية (الأخلاقية)، حتى ولو نصّبه بعض الصغار (السذج) من (رواد التحرير) قائداً وزعيماً مخلصاً، في ظل (حالة الغبش) العام المسيطرة على طقس السياسة المصرية!
{ ما يحدث في “مصر” من قبل (المعارضة)، هو ممارسة حقيقية (للديكتاتورية) باسم (الثورة) و(التحرير)!
{ إنها (ديكتاتورية الميدان)، فما أن يصدر الرئيس قراراً، أو (إعلاناً)، إلاّ وخالفوه، وتحدوه، واحتشدوا في (التحرير)!!
{ سيصبح رئيساً (مسخرة) إذا تراجع “مرسي” عن إعلانه الدستوري.
{ لقد انتخبه الشعب رئيساً، وبفارق (مليون صوت) عن الفريق “شفيق”، إذن فعلى الجميع أن يعودوا إلى (ثكناتهم)، وأن يخلوا بينه ومسؤولياته، كيفما كان، أو اجتهد، على أن تتم (محاسبته) في الانتخابات القادمة، وعبر (الصناديق)، وليس بفرض (الوصاية) عليه وهو رئيس شرعي ومنتخب.
{ “عمرو موسى” و”حمدين صباحي” و”شفيق” مرشحون (ساقطون) في الانتخابات، وليس من حقهم إملاء توجيهاتهم على (رئيس منتخب)، أما “البرادعي” فمرشح (هارب) ومرعوب دائماً من الانتخابات.
{ هذه ليست ديمقراطية.. انها (عبثية) لا تشبه شعب مصر.. حضارته.. ومدنيته وتاريخه العريق.
{ سيدي الرئيس “مرسي”.. لا تتنازل.. ولا تستجب لابتزاز قضاة (مسيسين) ومتآمرين.
{ لا تتراجع، فإن فعلت، ستصبح (ألعوبة) في أيديهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية