تقرير- عبد المنعم مادبو
من الفوائد الكبيرة التي حققتها التحضيرات لاستضافة الدورة المدرسية القومية (28) بمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور، استنهاض همم المواطنين، والاستفادة من ثقافة النفير التي يتميز بها الشعب السوداني في دعم الجهود الحكومية لتنفيذ المشروعات التنموية والخدمية التي يحتاجها. ودفع الحماس الذي شهدته الولاية خلال العام 2018م لدعم وإسناد الدورة المدرسية مواطني أحياء “خرطوم بليل والشرطة والامامات” بمحلية نيالا شمال لأن يفيض نفيرهم إلى بدء العمل في طريق خرطوم بليل بعد أن تقاعست عنه الحكومة لعشرات السنين منذ أن بدأ فيه أول خط مواصلات في “ستينيات” القرن الماضي، بذلك انخرط المواطنون في الاسهام المالي والمادي حتى بلغت مساهماتهم أكثر من مليار جنيه تم صرفها في أعمال الردميات الأولى لإنشاء الطريق، بغرض حث الحكومة واستفزازها الإيجابي لتبني إكمال الطريق الذي لا يتعدى طوله (3) كيلومترات.
وسلّم المواطنون في احتفال باكتمال المرحلة الأولى من النفرة الشعبية لهذه الأحياء، حكومة الولاية ما تم من عمل في الطريق وأكدوا استعدادهم لمواصلة المسيرة في دعم الحكومة لإكماله، وطالب رئيس النفرة الشعبية “بابكر محمد الحسن” في كلمته حكومة الولاية بتوفير الخدمات الأساسية، وإكمال طريق خرطوم بليل، وإقامة منتجع سياحي في “جبيل الدروة” الذي قال إنه أصبح يشكل مهدداً أمنياً ووكراً لترويج وتعاطي المخدرات. وقال “بابكر” إن هذه الأحياء يقطنها أكثر من (92) ألف نسمة يقفون جميعهم خلف حكومة الولاية، واستعرض مطالب سكان الأحياء التي تركزت في إنشاء طريق خرطوم بليل الذي يعد أقدم الطرق بالمدينة، بالإضافة إلى التخلص من السكن العشوائي الذي ذكر أنه بات يشكّل مهدداً أمنياً. وأشار “بابكر” إلى أن المبادرة بدأت بالمراحل الأولية لرصف (3) كيلومترات من طريق خرطوم بليل بجهد شعبي، وأوضح أن مساهمات المواطنين في النفرة بلغت أكثر من مليون جنيه، وقال إن ما قاموا به في هذه المبادرة يقدمونه لحكومة الولاية ليكون لها عوناً لاستنهاض همم المجتمع لتحقيق التنمية المنشودة.
وأبدى والي جنوب دارفور “آدم الفكي محمد الطيب” استعداده لإكمال الطريق، وقال إنه قبل انطلاقة الدورة المدرسية في الثامن عشر من نوفمبر الحالي سيتم الانتهاء من أعمال الردميات في الطريق وإنارته بالطاقة الشمسية، وإكمال مرحلة الرصف “السفلتة” عقب الدورة المدرسية مباشرة، وامتدح الوالي مبادرة سكان أحياء “خرطوم بليل والشرطة والامامات” وقال إن مواطني الولاية كانوا قبل ثلاث سنوات يطالبون بتحقيق الأمن والاستقرار، واليوم يساهمون في التنمية ونهضة الولاية.
وأعرب “الفكي” عن شكره وتقديره للجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية حتى بلغت الولاية هذه المرحلة، وأصبح الناس يسافرون ويتجولون ليلاً ونهاراً دون أن يعترضهم أحد، بفضل نعمة الأمن والاستقرار. وذكر أن حكومة الولاية عندما طالبت بإقامة الدورة المدرسية في جنوب دارفور كانت تهدف إلى إحداث هذا التحول لدى المجتمع من التفكير في الأمن والاستقرار إلى توجه الناس نحو التنمية والخدمات وإسهامهم في المشروعات التنموية. وقال إن الدورة المدرسية وحّدت إنسان الولاية، بدليل أن سكان أحياء نيالا شمال اجتمعوا في هذه المبادرة كأحياء وليسوا كقبائل، وتابع: (لذلك نحن نريد أن نوحّد الناس ونتجاوز الماضي). وجدد عزم حكومته أن تمضي في تطوير مدينة نيالا وتحقيق كل ما يحلم به إنسان المدينة لأن تكون أجمل مدينة في السودان، وقطع بأن خدمة الكهرباء ستكون من بداية هذا الأسبوع ثابتة دون انقطاع على مدى (24) ساعة، وأكد الوالي أن العمل في طريق الإنقاذ الغربي محور (نيالا- الفاشر) يمضي بصورة جيدة ضمن التحضيرات لاستقبال ضيوف الولاية المشاركين في الدورة المدرسية.
بينما أمّن معتمد محلية نيالا شمال “إسماعيل يحيى” على المطالب التي تقدم بها ممثل المواطنون، وقال إن حكومة المحلية على ثقة تامة بأن حكومة الولاية ستقف معها عقب الدورة المدرسية لتحقيق الكثير من المشروعات التنموية بالمحلية، وأشاد المعتمد بالجهد الكبير الذي بذلته النفرة الشعبية لهذه الأحياء، خاصة فيما يتعلق ببدء العمل في طريق خرطوم بليل الذي يعد من أقدم الطرق بالمدينة إلا أنه لم يجد حظه من الإنشاء.
ويرى مراقبون أن الدورة المدرسية حققت أهدافها قبل انطلاقتها خاصة فيما يلي حفز المواطنين ودفعهم للإسهام في مشروعات التنمية الخدمات، ويبقى التحدي أمام حكومة الولاية في كيفية الاستفادة من هذا الانفعال الجماهيري وتسخيره لخدمة الولاية من أجل تحقيق النهضة التي ينشدها المواطنون.